حماية للسفن أم استجابة لأمريكا.. لماذا ترسل كوريا الجنوبية قوات عسكرية إلى مضيق هرمز؟

> في خضم الصراع الدائر بين إيران وأمريكا، أعلنت كوريا الجنوبية توسيع نشاط وحدة "تشيونغهيه" البحرية، التي تشارك حاليا في حملة مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن، لتعمل في مضيق هرمز وحوله للقيام بعملية عسكرية بصورة منفردة.
ووصفت طهران القرار بـ"غير المبرر"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن "كوريا الجنوبية استخدمت اسما مزيفا بدلا من الاسم الحقيقي للخليج، إذا كانت لا تعرف حتى الاسم التاريخي للخليج الفارسي، فانطلاقا من أي معرفة وأي مبرر تريد إرسال قوات عسكرية إلى هذه المنطقة؟".

وكان السفير الأمريكي في سيئول هاري هاريس قد دعا الأسبوع الماضي كوريا للانضمام إلى المهمة البحرية التي تقودها واشنطن، قائلا إن كوريا الجنوبية بين أكثر الدول التي تحتاج للانضمام نظرا إلى أنها "تحصل على 70 بالمئة من إمداداتها النفطية من الشرق الأوسط".
ومارست الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطاً على كوريا الجنوبية ما دفعها لإرسال مدمرة من سلاح بحريتها و300 جندي إلى مضيق هرمز حسب إعلان سيئول، وذلك في ظل التوتر الحاصل بين طهران وواشنطن.

قرار كوري جنوبي
 أكدت وزارة الدفاع الكورية، أنه "نظرا للأوضاع الحالية في الشرق الأوسط، أقرت الحكومة توسيع نطاق نشاط وحدة تشيونغهيه البحرية بصورة مؤقتة وذلك من أجل سلامة مواطنيها وتأمين إبحار السفن"، وفقا لوكالة "يونهاب".
وقالت الوزارة، إنها ستتعاون مع الاتحاد إذا لزم الأمر، حتى ولو أن الوحدة تقوم بعمليتها العسكرية بصورة منفردة في هذه المناطق.

وقال مسؤول في الوزارة، "جاء هذا القرار، مراعاة لحماية مواطنينا وسفننا ونقل النفط بصورة مستقرة عند الحاجة، وذلك بعد أن تصاعدت حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط في مايو/ أيار من العام الماضي.
وأضاف المسؤول "ظلت تهديدات القرصنة تقل في الآونة الأخيرة في خليج عدن وحوله، حيث تقوم وحدة تشونغهيه بنقل التموين العسكري من مسقط وجيبوتي منذ يوليو ".

يشار إلى أن عدد أفراد الجالية الكورية في الشرق الأوسط يبلغ نحو 25 ألف نسمة، ويعتبر مضيق هرمز منطقة استراتيجية مهمة يتم عبرها نقل أكثر من 70% من النفط الخام إلى كوريا الجنوبية.
وقالت الوزارة، إن عدد مرور السفن الكورية بمضيق هرمز سنويا يبلغ حوالي 900 مرة، مما يتطلب ردا سريعا من الجيش عند الحاجة.

وذكرت الوزارة أنها شرحت لوزارة الدفاع الأمريكية موقف الحكومة، ورحب الجانب الأمريكي بقرار كوريا.
بينما أخطرت وزارة الخارجية في سيئول الجانب الإيراني بهذا القرار عبر القنوات الدبلوماسية، حيث ذكرت إيران إنها تتفهم قرار كوريا، بينما شرحت موقفها الأساسي.

علاقات كورية أمريكية
إيرانغ باك، ناشط سياسي كوري جنوبي، مقيم في لندن قال إن "كوريا الجنوبية واحدة من أهم الدول الحليفة لأمريكا، وأكثرهم دعمًا لنظام دونالد ترامب، لذلك أعلنت الحكومة الكورية إرسال قوات عسكرية إلى مضيق هرمز".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الشارع الكوري يرفض هذا الإجراء، خصوصا الناشطين، إلا أن الحكومة قررت في النهاية ذلك، رغم حساسية الموقف".

وأشار إلى أن "التحرك الكوري الجنوبي في مضيق هرمز من شأنه أن يزيد التوتر في المنطقة، والتي تشهد خلافات حادة بين إيران وأمريكا على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري".
وأكد أن "القرار الكوري جاء من إجل إرضاء النظام الأمريكي، والذي يسعى لتشكيل قوة عسكرية لحماية الملاحة الدولية".

رفض إيراني
من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "كوريا الجنوبية تتحصل على الطاقة من خلال هذه المنطقة، وتمر سفنها عبر مضيق هرمز أو بحر عمان، لذلك أعلنت أهمية قرارها بشأن إرسال قوات عسكرية إلى هذه المنطقة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "كوريا الشمالية ترسل قواتها للانصياع إلى الأوامر الأمريكية، في أن يكون لها حضور عسكري، خصوصا بعد أن أعلنت اليابان أنها سترسل قوات عسكرية أيضًا".

 وعن المعارضة الإيرانية، قال: "طهران تعارض إرسال أي قوات أجنبية إلى هذه المنطقة لأنه يمكن أن يؤدي إلى تصعيد حدة التوتر، فأي خطأ من هذه القوات قد يدفع المنطقة لحروب وصراعات طويلة".
وتابع: "إيران ترفض دخول أي قطع بحرية دولية إلى الخليج الفارسي، وتصر على أن الأمن في المنطقة لابد وأن يكون بيد دول هذه المنطقة فقط".

الملاحة وتحالف أمريكا
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية إيران بالوقوف خلف هجمات ضد ناقلات نفط وسفن في مياه الخليج قرب مضيق هرمز الاستراتيجي منذ أيار/ مايو الماضي، حين شدّدت واشنطن عقوباتها على قطاع النفط الإيراني الحيوي. لكن إيران تنفي هذه الاتهامات التي دفعت بالمنطقة إلى حافة مواجهة عسكرية كبرى.
وسعت واشنطن بقوة لتشكيل هذا التحالف لمواكبة السفن التجارية في الخليج، لكنّها لم تتمكن من جذب الكثير من الدول لا سيّما وأنّ الكثير من حلفائها يتوجّسون من جرّهم إلى نزاع مفتوح في المنطقة التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحراً.

وبعد ترقّب دام لأشهر منذ الإعلان عن الفكرة في حزيران/ يونيو، وُلد "التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية" بعضوية ست دول إلى جانب الولايات المتحدة، هي السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا.
وأعلنت الحكومة اليابانية أن طوكيو سترسل مدمرة إلى المنطقة للقيام بأنشطة استخباراتية إضافة إلى طائرتين من طراز "بي3 سي".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى