> "الأيام" العرب اللندنية:
يمثل التصعيد بين إسرائيل وإيران نقطة تحول خطيرة في الشرق الأوسط وينذر بعواقب وخيمة على جميع الأصعدة، مما يستدعي جهودا دولية مكثفة لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. وتحمل التطورات الأخيرة في طياتها تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم وتنذر بانفجار صراع أوسع نطاقا.
والسيناريو الأسوأ هو الانزلاق إلى نزاع مسلح شامل بين إسرائيل وإيران ووكلاء الأخيرة في المنطقة (مثل حزب الله والحوثيين والفصائل العراقية الموالية لإيران). وهذا قد يؤدي إلى تدخل دول إقليمية أخرى وقوى دولية، مما سيعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أيضا أن يؤثر التصعيد العسكري على أسواق الطاقة بما يشمل ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية وهو ما سيرتد سلبا على الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من تحديات متعددة.
وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردا على الضغوط الغربية. وحذر خبراء من أن أي إغلاق للمضيق قد يقيد حركة التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية.
ويقع المضيق بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا. ويبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.
وتصدر السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) معظم نفطهم الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا. وتسعى أبوظبي والرياض إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي عبور المضيق.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في يونيو من العام الماضي أن نحو 2.6 مليون برميل يوميا من طاقة خطوط الأنابيب الإماراتية والسعودية غير المستغلة قد تكون بديلا لمضيق هرمز.
وتنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا.
وهددت إيران على مدار سنوات بإغلاق المضيق لكنها لم تنفذ تهديدها مطلقا، فيما يتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة.
وكانت الدول الغربية هي المشتري الرئيسي للنفط الخام الذي تنتجه الدول العربية حين ذاك، لكن اليوم، أصبحت آسيا هي المشتري الرئيسي لنفط أوبك.
وزادت الولايات المتحدة إنتاجها من السوائل النفطية أكثر من المثلين في العقدين الماضيين وتحولت من أكبر مستورد للنفط في العالم إلى واحدة من أكبر المصدرين.
وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، سعى كل جانب إلى تعطيل صادرات الجانب الآخر فيما أطلق عليه "حرب الناقلات".
وفي يوليو 1988، أسقطت سفينة حربية أميركية طائرة ركاب إيرانية، مما أدى إلى مقتل 290 شخصا كانوا على متنها. وقالت واشنطن إنه كان حادثا عرضيا وقالت طهران إنه هجوم متعمد.
وفي يناير 2012، هددت إيران بإغلاق المضيق ردا على العقوبات الأميركية والأوروبية. وفي مايو 2019، تعرضت أربع سفن، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، لهجوم قبالة سواحل الإمارات خارج مضيق هرمز.
وحتى لو لم تندلع حرب شاملة، فإن استمرار التوترات والتصعيد المحدود سيؤثر بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة، ويزيد من حالة عدم اليقين والخوف.
وأي صراع واسع النطاق سيؤدي إلى موجات جديدة من النزوح واللجوء ويزيد من الضغط على الدول المجاورة والمنظمات الإنسانية.
وتثير الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية قلقًا بشأن قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وقد تدفعها إلى تسريع برنامجها النووي ردا على هذه الهجمات.
ومن المتوقع أن يعرقل التصعيد الأخير أي جهود دبلوماسية تهدف إلى حل الأزمة النووية الإيرانية أو تخفيف التوترات في المنطقة.
وقد تضطر القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة، إلى التدخل لحماية مصالحها وحلفائها في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الصراع الذي ستكون له تداعيات أمنية عالمية، حيث يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفوضى والإرهاب وتزايد التوترات الجيوسياسية.
وقد دعت العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، محذرة من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استمرار التوتر.
وتعتبر إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا وجوديا لها بسبب برنامجها النووي ودعمها للفصائل المعادية للدولة العبرية في المنطقة، وتبرر هجماتها بأنها "استباقية" وضرورية لحماية أمنها، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية وتتوعد بالرد على الهجمات الإسرائيلية، معتبرة أن هذه الهجمات تبرر امتلاكها لقوة صاروخية، فيما تؤكد واشنطن عدم مشاركتها في الضربات الإسرائيلية، لكنها تلتزم بحماية قواتها ومصالحها في المنطقة.
ويراقب المجتمع الدولي بقلق بالغ تطورات الأوضاع، ويدعو إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي لا يمكن للمنطقة تحمله.
والسيناريو الأسوأ هو الانزلاق إلى نزاع مسلح شامل بين إسرائيل وإيران ووكلاء الأخيرة في المنطقة (مثل حزب الله والحوثيين والفصائل العراقية الموالية لإيران). وهذا قد يؤدي إلى تدخل دول إقليمية أخرى وقوى دولية، مما سيعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط.
- زعزعة الاستقرار الإقليمي وتهديد أمن الطاقة
ومن المتوقع أيضا أن يؤثر التصعيد العسكري على أسواق الطاقة بما يشمل ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية وهو ما سيرتد سلبا على الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من تحديات متعددة.
وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردا على الضغوط الغربية. وحذر خبراء من أن أي إغلاق للمضيق قد يقيد حركة التجارة ويؤثر على أسعار النفط العالمية.
ويقع المضيق بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا. ويبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.
- ما هي أهميته؟
وتصدر السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) معظم نفطهم الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا. وتسعى أبوظبي والرياض إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي عبور المضيق.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في يونيو من العام الماضي أن نحو 2.6 مليون برميل يوميا من طاقة خطوط الأنابيب الإماراتية والسعودية غير المستغلة قد تكون بديلا لمضيق هرمز.
وتنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا.
وهددت إيران على مدار سنوات بإغلاق المضيق لكنها لم تنفذ تهديدها مطلقا، فيما يتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة.
- تاريخ التوتر
وكانت الدول الغربية هي المشتري الرئيسي للنفط الخام الذي تنتجه الدول العربية حين ذاك، لكن اليوم، أصبحت آسيا هي المشتري الرئيسي لنفط أوبك.
وزادت الولايات المتحدة إنتاجها من السوائل النفطية أكثر من المثلين في العقدين الماضيين وتحولت من أكبر مستورد للنفط في العالم إلى واحدة من أكبر المصدرين.
وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، سعى كل جانب إلى تعطيل صادرات الجانب الآخر فيما أطلق عليه "حرب الناقلات".
وفي يوليو 1988، أسقطت سفينة حربية أميركية طائرة ركاب إيرانية، مما أدى إلى مقتل 290 شخصا كانوا على متنها. وقالت واشنطن إنه كان حادثا عرضيا وقالت طهران إنه هجوم متعمد.
وفي يناير 2012، هددت إيران بإغلاق المضيق ردا على العقوبات الأميركية والأوروبية. وفي مايو 2019، تعرضت أربع سفن، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، لهجوم قبالة سواحل الإمارات خارج مضيق هرمز.
وحتى لو لم تندلع حرب شاملة، فإن استمرار التوترات والتصعيد المحدود سيؤثر بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة، ويزيد من حالة عدم اليقين والخوف.
وأي صراع واسع النطاق سيؤدي إلى موجات جديدة من النزوح واللجوء ويزيد من الضغط على الدول المجاورة والمنظمات الإنسانية.
وتثير الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية قلقًا بشأن قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وقد تدفعها إلى تسريع برنامجها النووي ردا على هذه الهجمات.
ومن المتوقع أن يعرقل التصعيد الأخير أي جهود دبلوماسية تهدف إلى حل الأزمة النووية الإيرانية أو تخفيف التوترات في المنطقة.
وقد تضطر القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة، إلى التدخل لحماية مصالحها وحلفائها في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الصراع الذي ستكون له تداعيات أمنية عالمية، حيث يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفوضى والإرهاب وتزايد التوترات الجيوسياسية.
وقد دعت العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، محذرة من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استمرار التوتر.
وتعتبر إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا وجوديا لها بسبب برنامجها النووي ودعمها للفصائل المعادية للدولة العبرية في المنطقة، وتبرر هجماتها بأنها "استباقية" وضرورية لحماية أمنها، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية وتتوعد بالرد على الهجمات الإسرائيلية، معتبرة أن هذه الهجمات تبرر امتلاكها لقوة صاروخية، فيما تؤكد واشنطن عدم مشاركتها في الضربات الإسرائيلية، لكنها تلتزم بحماية قواتها ومصالحها في المنطقة.
ويراقب المجتمع الدولي بقلق بالغ تطورات الأوضاع، ويدعو إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي لا يمكن للمنطقة تحمله.