رغم قربها من مركز المديرية.. الحلج منطقة ريفية بردفان خارج نطاق الخدمات

> ردفان «الأيام» رائد الغزالي

> منطقة الحلج السهلية الواقعة بين جبلين في الجهة الغربية لمدينة الحبيلين مركز مديرية ردفان بمحافظة لحج كغيرها من مناطق الريف اليمني، تعاني شحة في مقومات العيش الكريم ومتطلبات البقاء على قيد الحياة.

أهالي منطقة الحلج يقاسون ظروفاً معيشية صعبة للغاية، فرغم أنها لا تبعد عن مركز المدينة سوى بضعة كيلو مترات، إلا أنها محرومة من أغلب الخدمات وأبسطها، ويعتمد معظم سكانها في توفير المتطلبات الأساسية لحياتهم على تربية الماشية وعلى الأعمال الحرة البسيطة، فحتى الوظيفة العامة لا تجد سوى عدد بسيط منهم موظف في القوات المسلحة أما الغالبية بدون وظائف حكومية.
افتقار للخدمات الأساسية
السكان، وفي حديث لـ "الأيام" أكدوا بأن منطقة الحلج التي تضم عدة عزل تفتقر للخدمات الأساسية وأبرزها الكهرباء، أما انعدام مشروع لتوفير مياه الشرب أو حتى للاستخدامات الأخرى بالنسبة للسكان أزمة تنغص عيشهم وتقلقهم، فهم يعتمدون على خزن مياه الأمطار في الموسم، باستخدام خزانات صغيرة كان الصندوق الاجتماعي للتنمية قد تدخل في وقت سابق وبناها لمساعدة الأهالي لكنها، وحسب السكان، لا تكفي فهي لا تضمن حصولهم على احتياجهم من الماء طوال العام، وعند حدوث أزمة مياه يتم جلب الماء من مناطق بعيدة باستخدام الحمير، فالمنطقة بحاجة لمشاريع تضمن استمرارية الحصول على ما يكفي من المياه.


معاناة أهالي المنطقة لم تقف عند هذا الحد، هناك معاناة كبيرة في جانب التعليم، فالطلاب في الحلج وكما تحدث الأهالي يدرسون بجانب الجبل الذي وفر لهم الظل من الشمس، ورغم أن منظمة رعاية الأطفال (Save Children Organization) قبل أحداث الحرب الأخيرة 2015م تدخلت ببناء صفين متواضعين إلى جانب صف قديم بناه الأهالي إلا أن ذلك لم يمنع الطلاب والمدرسين من استمرار العملية التعليمية في العراء، لعدم توفر صفوف كافية كون الدراسة في الحلج ممكنة حتى الصف السابع.

وأكد عدد من الأهالي بأن معظم الفتيات يحرمن من التعليم لأسباب خارجة عن إرادة الآباء، لعدم توفر الإمكانيات المالية لتدريسهن في أماكن أخرى، ويتم الاكتفاء بتعليمهن إلى المرحلة التي تدرس في مدرسة القرية المتواضعة.

ولا تخفى على أحد الحاجة الملحة لإنشاء وحدة صحية للإسعافات الأولية في المنطقة التي تصبح مقطوعة عن المدينة بسبب السيول، ناهيك عن عدم توافر خدمات الاتصالات التي تعتبر وسيلة العصر الحديثة مما يجعل الحلج منعزلة عن ما يحيط بها في العالم.
غياب للمشاريع الحكومية وتدخل محدود للمنظمات الدولية
ويوضح سكان منطقة الحلج بأن المشاريع الحكومية غائبة تماماً عن منطقتهم وبدون مبررات، كما أن تدخل المنظمات الدولية ليس بالمأمول، باستثناء تدخل سابق لمنظمة رعاية الطفل في بناء الصفين الدراسيين وتدخل الصندوق الاجتماعي للتنمية في بناء خزانات لحفظ مياه الأمطار الموسمية، وكذلك تدخل منظمة كير العالمية في إغاثة المواطنين بمساعدات غذائية في العام الماضي لمدة تسعة أشهر إلا أن المشروع الغذائي قد انتهى وفقاً لبرنامج المنظمة على أمل أن يتم تجديده.

ورغم أن تلك المساعدات، كما أشار الأهالي، بأنها خففت نوعاً ما من وطأة ظروفهم الصعبة، متقدمين لتلك الجهات الداعمة بالشكر والتقدير، إلا أن ذلك غير كافٍ فهم بحاجة إلى مساعدات أكثر وفي جوانب عدة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد منذ خمس سنوات.


أما فيما يخص المشاريع الحكومية، فأبدى المواطنون يأسهم منها، وأحد المواطنين قال: "نحن لا نملك أية إمكانيات لمتابعة الجهات المعنية بتوفير الخدمات لمنطقتنا بشكل مستمر، لذا لجأت بعض الأسر قديماً إلى الانتقال إلى مناطق أخرى، أما نحن فلازلنا نصارع الواقع السيئ من أجل البقاء، فليس لنا مكان آخر نلجأ إليه".

مدير عام مديرية ردفان، العميد صالح حسين سعيد، أكد بأن المنطقة حرمت من الاهتمام ومنذ زمن طويل وتعاني الإهمال من قِبل الجهات الحكومية، وبأن سكانها البسطاء بحاجة فعلاً إلى الكثير من المساعدات والمشاريع الخدمية التي تسهل حياتهم اليومية، فهم يواجهون ظروفا صعبة ويبذلون الكثير من الجهود من أجل توفير لقمة العيش.

وأضاف: "لقد قمت بزيارة المنطقة لتلمس أحوال الأهالي وأوضاعهم المعيشية والخدمية، والتقيت بعدد منهم وتحدثنا كثيرا عن أوضاع المنطقة، وطلبت منهم رفع مذكرة تتضمن الاحتياجات الخدمية".. مؤكداً بأنه سيسعى بكل الجهود الممكنة لتوفير ما يمكن توفيره من متطلبات، أهمها مشروع يضمن حصول الأهالي على مياه الشرب بشكل آمن ومستمر، إما عبر متابعة الجهات الحكومية، أو بالتنسيق مع المنظمات الدولية الداعمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى