الشارع لمن؟

> شوارعنا تلك التي أصطف على جانبها بيوتنا بتوازٍ، ونظل عليها من نوافذ بيوتنا، ويلعب على أرصفتها أولدانا، شوارعنا التي تتصل ببعضها بشوارع رئيسة وممرات فرعية، وتشكل شبكة تقام عليها أحياؤنا، ومدننا ومتنفساتنا.

شوارعنا ميزتها الأسماء، وزينتها النظافة والإنارة، وترشدنا إلى مداخلها ومخارجها إشارات المرور، فلا تضل شارعاً تقصده أو منزلاً، سواء كنت مترجلاً أو تقود سيارة.

بيوتنا - كانت - لها أرقام حتى وأسلاتنا إلى عواصم العالم، كنا نكتب على مظاريفها أسماءنا وأرقام بيوتنا وأسماء شوارعنا بأقسامها تكتب الأقسام بالحروف الأبجدية، ومدننا وتأتينا الردود إلى حيث نقيم من قِبل ساعي البريد - الذي لم يكن ليخطئ شخصاً بعنوان خطابه المرسل.

شوارعنا التي تقيم عليها بحسن الجوار والمصلحة المشتركة والهدوء والسكينة.

واسفاه، ذهب كل ذلك النظام أدراج الرياح، ولم يعد له وجود، شوارعنا - الآن - قذرة مكسرة الطرقات بلا أسماء بلا إشارات مرور، يسودها الفوضى والإزعاج، بيع الحديد الخردة، ملاحم لبيع لحوم المواشي والدواجن، ورش لإصلاح الثلاجات والمكيفات، حجوزات أماكن على الشارع للسيارات الخاصة، تربية الكلاب والقطط وإطعامهم من فضلات الملاحم، تكديس القمامات على الشارع وتحت السيارات الواقفة العاطلة عن السير، البناء العشوائي للأكشاك، وإنارتها عشوائية من أعمدة الكهرباء، عمل المطبات على الطرقات.. وغيرها تحصل كل تلك الأشياء دون حسيب أو رقيب.

أيها السادة لو كتبت عن كل شيء في شوارعنا لملأت صفحات مبكيات، بشوارعنا لا فرص لك لرد باطل ولا لردع العابثين.

بهكذا أفعال تشوهت بلدنا الجميلة، وغزتنا الأوبئة المميتة.

فلا سلطات لبلدية أو سلطان ولا هيبة لأمن ولا سلوك لمواطن إلا من رحم ربي.

بيت شعر:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى