إحياء الذكرى الـ7 على رحيل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي

> عدن «الأيام» خاص

> نظم مركز المرشدي للثقافة والتراث بمديرية المنصورة بعدن، مساء أمس الجمعة، فعالية فنية وثقافية بمناسبة الذكرى السنوية السابعة على رحيل فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي، وبمشاركة عدد من المسئولين والشخصيات الثقافية والأدبية والإعلامية والفنية والاجتماعية والرياضية ومحبي ومعجبي وأصدقاء وزملاء الفنان الراحل.

واستهلت الفعالية، التي أقيمت في مركز المرشدي الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله المتواضع في حي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته، فقراتها بقراءة الفاتحة على روح الفقيد محمد مرشد ناجي، ثم ألقيت كلمة من قِبل نجل الفقيد هاشم محمد مرشد ناجي المدير التنفيذي للمركز عن أسرة الفقيد، رحّب فيها بالحضور المتميز لإحياء الذكرى السنوية السابعة للرحيل والده، مؤكداً حرص المركز والأسرة على مواصلة إقامة الفعاليات الثقافية والفنية الخاصة بتخليد ذكرى المرشدي، رغم أن الوالد المرشدي خلد لنفسه في حياته ومماته من خلال تجربة غنائية ثرية وغنية حافلة بالعطاء الإبداعي لأكثر من ستة عقود غناءً وتلحيناً وبحثاً ودراسة وتاريخاً في الأغنية اليمنية التي برز فيها واحداً من أهم أصواتها ومؤرخيها.

وطالب نجل الفقيد الجهات المختصة في السلطة المحلية بمحافظة عدن والمجلس الانتقالي الجنوبي، بتفعيل القرار الصادر في عام 2014، بإطلاق اسم الفنان محمد مرشد ناجي على الشارع المقابل لمنزله خط "كورنيش المملاح، بكورنيش المرشدي"، تكريماً ووفاءً لِما قدمه في المجال الثقافي والفني والتاريخي طوال مسيرته الزاخرة بالعطاء والإبداع.

كما ألقيت في الفعالية كلمات من قِبل الشخصية السياسية والاجتماعية والرياضية العدنية أ. أحمد محمد القعطبي، ود. محمد السروري، ود. ماهر علي قاسم، وأ. رشاد سلطان، وأ. علي صالح عبدالله، تطرقت لمناقب الراحل "المرشدي" ودوره البارز والريادي في الحركة الفنية والثقافية والوطنية.. مشيرين إلى تجربة المرشدي الفنية والأدبية، والتي مثلث إضافة نوعية وكمدرسة جديدة في الأغنية اليمنية استندت على محاكاة التراث اليمني برؤيته المستقلة وبمنظوره ومنهاجه ومدرسته المتميزة، معتمداً بذلك على جمال وعذوبة ورقة صوته الذهبي وسلاسة وسلامة مخارج الألفاظ والقدرة الهائلة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنية وإيقاعات يمنية مصحوبة بثراء في العاطفة والشجن المتدفق المرتبط بجذور وأصول التربة اليمنية المعطاة.

وأكد المتحدثون في الفعالية، التي حضرها وزير الصناعة الأسبق في دولة الجنوب أ. عبدالله عزيز، وأ. محمد عبدالله مخشف، ولطفي شطارة عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ضرورة أن «تدعم الدولة مركز المرشدي للثقافة والتراث الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله في حي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته، كونه يتضمن توثيقاً للأعمال الفنية والأدبية التي قدمها الفنان الكبير الراحل على مدى مسيرته الطويلة الممتدة لستة عقود من الزمن وصوره مع رؤساء اليمن والشخصيات الأدبية والثقافية المحلية والعربية ومعظم الفنانين الكبار، وكذا الشهادات التقديرية والهدايا التي حصل عليها في مهرجانات محلية وعربية ودولية والإصدارات والكتب التي ألفها، وذلك إحياءً لذكرى المرشدي ولتراثه الفني الذي جسد الهوية الوطنية والثقافية للشعب.

كما حثت الفعالية على إعادة طباعة المؤلفات البحثية والأعمال الكتابية الأدبية والتاريخية والفنية الكاملة للفنان محمد مرشد ناجي وإصدارها بموسوعة متكاملة، وذلك من أجل إفادة الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراث في اليمن، خاصة أن الفقيد الراحل ألف عدد من الإصدارات والكتب القيمة، والتي مثلت من أروع الكتب في توثيق تاريخ الفن الأدبي، وتعد من أهم المراجع البحثية في المجال الموسيقي والغنائي والثقافي في اليمن.

وللمرشدي عدد من المؤلفات من بينها "أغانينا شعبية عام 1959"، و "الغناء اليمني القديم ومشاهيره 1983"، وهما الإصداران اللذان أكدا على قدرات هذا الفنان المبدع في الثقافة التي جعلت منه باحثاً ومؤرخاً للغناء اليمني القديم ومشاهيره. ثم تلاهما "صفحات من الذكريات"، و "أغنيات وحكايات".

وتخلل الفعالية تقديم عدد من أغاني الراحل محمد مرشد ناجي، تغنى بها الفنانين رامي نبيه، وعبدالعزيز مقبل.

وتُوفي الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في السابع من فبراير عام 2013 في عدن، عن عمر ناهز 84 سنة، حافلة بالعطاء الإبداعي لأكثر من ستة عقود غناءً وتلحينا وبحثاً ودراسة وتاريخاً في الأغنية اليمنية التي برز فيها واحداً من أهم أصواتها ومؤرخيها.

وخسرت اليمن بوفاة الفنان المرشدي واحداً من أهم الفنانين الذين أثروا المكتبة الغنائية اليمنية والعربية بالعديد من الأعمال الغنائية والفنية التي مثلت منعطفات هامة في تاريخ تطور الأغنية اليمنية؛ حيث كان المرشدي من أهم المؤصلين والمطورين للغناء اليمني.

ويمثل المرشدي اسماً كبيراً في تاريخ الأغنية اليمنية، وبرز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، نسيج لوحده، أسهم بدور ريادي وهام في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع ليس على مستوى اليمن فحسب؛ بل على مستوى الجزيرة ‏العربية والخليج، وهو مؤرخ موسيقي، وملحن، ومطرب، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه، فضلاً عن توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة.

وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية، ومنها الحضرمية واللحجية واليافعية، ويعتبره بعض النقاد أكبر مساهم في إخراج الأغنية الصنعانية من نطاقها الضيق، وأول من غنى الأغنية التهامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى