متى سيُمنحُ الشباب الثقة؟

> د . محمد فيصل باحميش

>
د. محمد باحميش
د. محمد باحميش
* بمجرد الإعلان عبر الأطر التقليدية عن تغييرات في منظومة الإدارة وأركانها الفاعلة ، إلا وتشرئب الأعناق، صوب زوايا الاختيار، لترسم صورة نمطية سلبية لملامح ذلك القادم، والذي سيجلس متربعاً على قواعدها الهُلامية، والصورة التي تتشكل في الخيال عن رجل قد علاه الشيب، وماتت معاني الإبداع في فكره، وتجمدت دماء الابتكار عنده، فلا تضخ شرايينه الإدارية، إلا قرارات اختلطت بقوانين الرتابة والجمود.

* ونحن بطرحنا هذا لا نُرّوج لثقافة الاقصاء ولا نتوشح وشاح التهميش حول أعناقنا، وإنما نهدف إلى إرساء قواعد الاختيار النوعي وفتح باب المزاوجة ، والذي على إثره ستختلط دماء الخبرة ، بدماء النشاط والحيوية ، ليتولد نتيجة لذلك التلاقح الفكري تشكيل أرضية للشراكة الفاعلة تنطلق منها الأفكار النوعية التي تقود دفة الإدارات الرياضية لمحطة الاستقرار، وهو الأساس في خلق وشائج الانجازات النوعية.

* الكثير من الإدارات والكيانات الفاعلة في حقل الرياضة ، ترزح تحت وطأة القرارات السلبية، وتعصف رياح الأزمات بقطارها لينحرف مساره عن الوجهة الصحيحة ، بسبب تمسك تلك الإدارات الشائخة بالمنطق الفرعوني : (ما نريكم إلا ما نرى وما نهديكم عبر عقلياتنا إلا سبيل الرشاد) ، ولو أنهم أنصتوا لصوت العقل ، وهمسات المنطق ، لقادهم إلى ضرورة إحداث تغيير ، يأتي على أخضر القيادات ويابسه ليتدفق العطاء النوعي عبر سواعد الشباب.

* هذا النهج الإداري المتخبط التي تخطه قيادات المؤسسات الرياضية والذي تسير فوق بساطه العشوائي، قد أرخى بظلاله على المستويات الفنية لفرقها الرياضية التنافسية ، فمهما حاولت تصحيح مسار مشاركتها، وإبقائها في الطريق الصحيح، إلا أن التخبط الإداري يلعب دوره ويساهم في حرف المسار، وبالتالي سقوط تلك الفرق في مستنقع الأزمات، ومغادرة سباق التنافس من أضيق الأبواب.

* إذا قررت إدارات الأندية منح مشعل القيادة لشريحة الشباب ، لتحقيق آمالها المستقبلية ، والحفاظ على شعلة الإنجازات متقدة ينبغي عليها تسليم المشعل والبقاء بجانب تلك الشريحة حتى يشتد ساعدها، والنفخ المستمر في ذلك المشعل إذا عملت بعض القرارات على إطفاء الشعلة بقراءتها المتسرعة والعاجلة، هذه الخطوة ستعزز لخلق بيئة شراكية إيجابية، وتعبد الطريق لترسيخ مفاهيم الإدارة بالتعليم والقدوة.

* لقد أحسنت قيادة النادي الأخضر (وحدة عدن)، منذ فترة ، حينما أسندت مهمة قيادة ناديها لشخصية شبابية تتدفق عطاءً ، وتشتعل نشاطاً وحيوية ، وقد تُرجمت تلك الفاعلية إلى حُزَم من الإبداع والإنجاز ، أودعها في خزائن النادي ، تمثلت في تحويل فريق نادي الوحدة من نادٍ يبحث عن فتات المشاركات إلى نادٍ يطمح لكتابة تاريخه بأحرف من نور .. ومؤخراً إقتفت إدارة النادي (البرتقالي شمسان) ذلك الأثر الإيجابي فطعمت إدارتها بعنصر الشباب الفاعل.

* وقبل أن نغلق صفحة هذا الملف الذي ستتمرد مفرداته على ثقافة الاختيار التقليدي، نحث قيادات الاتحادات الرياضية العامة على تحويل عنقها صوب قنوات الشباب ، وعدم تكريس مفاهيم الاختيار النمطي ، كما نحث قيادات الاتحادات الرياضية المحلية، إلى اقتفاء ذلك الأثر، والبحث بين أكوام الإداريين عن عنصر الشباب، فهو إذا أسندت إليه مهمة عاد محملاً بجميل الإنجاز النوعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى