الحضرمي: أنا زيدي من صنعاء وأدعو الحوثيين إلى السلام

> وزير الخارجية: المجلس الانتقالي لديه مشكلة مع الجنوبيين وليس مع الدولة

> الشرعية طردت محافظين سابقين للبنك المركزي بسبب غسل الأموال

> قال وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، إن ولاية عبدربه منصور هادي كرئيس لليمن ستستمر حتى تتوصل البلاد إلى نظام ديمقراطي، كاشفاً عن محادثات بين السعودية والحوثيين دون أن تكون الشرعية طرفاً فيها.

وأضاف الحضرمي، في لقاء مع التلفزيون الألماني DW، إن المجلس الانتقالي لا يمثل شعب الجنوب، وأن مشكلة الانتقالي مع الجنوبيين أنفسهم وليست مع الدولة، حد قوله.

«الأيام» ترجمت اللقاء وتنشر أبرز ما جاء فيها:

> سنة بعد سنة تستمر الحرب في اليمن بدون نهاية في الأفق، لكن من يحاول إيقافها؟ ضيفي هذا الأسبوع هنا في ميونيخ هو وزير الخارجية اليمني محمد عبدالله الحضرمي..

* هل كان الآلاف من الضحايا المدنيين والمعاناة إنسانية هائلة من أجل لا شيء؟

> * محمد عبدالله الحضرمي مرحباً ببرنامج "كونفليكت زون"
- شكرا لاستضافتي .

* كانت لديك الكثير لتقوله عن عنف الحوثيين وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبوها، ولكن يبدو أنه لم يكن لديك شيء لتقوله عن الأرقام الصادمة للضحايا والقصف السعودي والتحالف الذي قتل آلاف من مواطنيك.. لماذا؟

- هذا ليس دقيقاً في الواقع، أنت تعرف الحرب قبيحة حتى أنني لن أجملها لك أو لأي شخص آخر، الكثير من المدنيين ماتوا نعم هذا صادم، وأنت تسمع أخباراً وأنت تعرف أنها حملة كبيرة، ولكن هناك فرقاً بين وجود الدروع البشرية مثل الحوثيين أو بعض الأخطاء التي تحدث في كل صراع وكل حملة، والسعوديون ليسوا استثناء.

* لكنك تعلم أن حقوق الإنسان تم انتهاكها على نطاق واسع من قِبل قوات التحالف، لكنكم تتجاهلون هذا، مما يعني أنكم إلى حد ما متواطئين في هذا.

- لست متأكداً ماذا يعني من خلال النظر إلى الطريقة الأخرى، لدينا هيئة للتحقيق، وهي الهيئة التي حققت في أكثر من 170 ادعاء، نحن نعلم أن هناك بعض الأخطاء، وأثبتنا أن هناك بعض الأخطاء.

* أود الحديث عن التحقيقات في وقت لاحق.. ولكن منذ مارس 2015 وفقاً لهيومن رايتس ووتش، التحالف أجرى العديد من الضربات الجوية العشوائية وغير متناسبة أدت إلى قتل الآلاف من المدنيين، وضرب مبانٍ مدنية في انتهاك لقوانين الحرب ولكنك تحاول..

- (مقاطعاً) وهذا رهيب اسمحوا لي أن أسجل هذا أمر فظيع، قتل أي مدنيين في اليمن أمر رهيب، نريد إنهاء هذا القتل والحرب حتى حياة واحدة، ناهيك عن أطفال، وقد حدث هذا حتى من قِبل التحالف..

* (مقاطعاً) فلماذا تستمرون في هذا القصف غير المتناسب والعشوائي؟

- هذه حملة كبيرة، وهناك أخطاء، ونحن نعرف أن هناك أخطاء.

* هذه أكثر من مجرد أخطاء.

- أعتقد أن الأمم المتحدة بحاجة إلى التحقيق في الحرب، هناك الآلاف من القتلى، وإذا كان هناك أخطاء في ضربة جوية، فالجميع سيقوم بتغطية الخبر، وهو ما يجب أن يحدث، ولكن بالمقابل فهناك الكثير من الأخطاء على الجانب الحوثي أيضاً، وأنا لست هنا للحديث عن أخطاء التحالف أو الحوثيين أنا أريد أن أنهي الحرب فأنا من صنعاء وأنا من تلك المناطق، وعائلتي تعيش هناك، وقد سئمنا هذه الحرب ونريد إنهاءها، ولوم التحالف الآن لن ينهي الحرب، نعم نريد أن يتوقف القتل.

* لماذا يجب أن يقتل هذا الكم من المدنيين لإنقاذ حكومة مقسمة وفوضوية مثل حكومتكم التي بالكاد لديها شرعية داخل البلد؟

- لنتحدث عن الشرعية أولاً.. الشرعية ليست أمراً شعبيا، فأنا من محافظة مختلفة عن الرئيس، ولكن الرئيس هو آخر رئيس منتخب بواسطة ستة ونصف مليون ناخب انتخبوه في العام 2012..

* (مقاطعاً) انتخبوه لسنتين، وقد انتهى تفويضه قبل وقت طويل!

- ليس لسنتين؛ ولكن حتى نحصل على نظام ديمقراطي يسمح لنا بانتخاب رئيس.

* من يقرر ما هو النظام الديمقراطي.. مَن؟

- الشعب اليمني، ومن سيفعل ذلك هم من انتخبوه، ولن أسمح لك أو لأي شخص آخر أن يقول لي اختار هذا القائد أو غيره لإخراجكم من هذه المحنة، لقد اخترنا القائد، ونحتاج إلى الخروج من المحنة، ولا نريده قائداً لبقية حياته، فلهذا السبب قمنا بثورة في 2011م.

* أسوأ شيء في القصف هو أنه أثبت خلال كل هذه السنوات أنه قاتل، فلم تربحوا شيئاً، والحوثيون لا زالوا متمترسين في مكانهم، والخسائر الكارثية بين المدنيين كانت من أجل لا شيء..

- إن هناك تغييراً في الطريقة التي يقوم بها التحالف بعملياته، فلم يعد هناك حملة تستهدف صنعاء المدينة والمدن الأخرى، هناك محادثات بين السعوديين والحوثيين، ولسنا طرفاً فيها، وكل ما يحدث في اليمن هو ردة فعل لأفعال الحوثيين، ونستطيع أن نكون في صنعاء خلال أسبوع إذا ما فعلوا الصواب، وهو ليس بالأمر الصعب، فلماذا لا نسأل هذا السؤال؟

* أكثر من 17 ألف مدني قتلوا وجرحوا منذ 2015م..

- (مقاطعا) الرقم أعلى من ذلك..

* لماذا التضحية من أجل مأزق لا يربح فيه أحد، وحرب بالوكالة خلقت أكبر كارثة إنسانية عرفها العالم، هل تعتقد أن حكومتكم تستحق هذا التكلفة الإنسانية؟

- أعتقد أن مستقبلنا يستحق المعركة وليس القتل.

* ماذا عن مستقبل بدونك أنت؟

- هذا مقبول، يمكن أن أستقيل اليوم وليس غداً؛ ولكن إذا كنت تعرف الحوثي وفكرهم، وأنهم يريدون عبدالملك الحوثي كشخصية لا ينتخبها أحد، ثم منطقة عازلة سفلى، ثم حكومة دمى تحتهم.. لن نقبل بهذا، لن أتخلى عن مستقبل أبنائي وأبنائهم من بعدهم لكي تنام أنت قرير العين، إنها بلدي، وهولاء هم شعبي الذي يقتل كل يوم، وتتوقع مني أن أقبل بأي سلام سينفجر في وجوهنا في المستقبل.. لا.. لن أنتازل للحوثيين، فأنا من مناطقهم، وأنا زيدي ولن نقبل بما يفعلوه، ويجب عليهم أن يأتوا للحديث عن السلام قريباً، وعلينا إرسال الإشارات الصحيحة لفعل ذلك، لديهم أوهام عن السلطة، تقومون أنتم بتقبلها، مثل أن على التحالف أن يرحل.. التحالف سينتهي إذا انتهت الحرب، ولكن ليس قبل ذلك، وإذا انتهى التحالف سينزلق اليمن إلى المزيد من الفوضى، والأمر ليس باستمراري أنا أو الرئيس هادي في السلطة؛ بل بإنقاذ اليمن.

* تحدثت عن التحقيقات فيما أسميته أنت أخطاء.. في معظم الحالات لن تجدوا المتسببين، ولن تأتوا بهم للعدالة، نحن نعلم عن ثلاث هجمات على مدنيين قبل سنوات قام المحققون بتحويلهم إلى النيابات، فقط ثلاثة من عدد لا يحصى من الضربات الجوية.

- هذا يجب أن يتغير، دعني أقول هذا على السجل.. أي قتلى مدنيين يجب أن يؤتى بأولئك المسئولين عن ذلك ومسائلتهم.

* يجب أن يتم هذا، ولكنك تعرف أن ذلك لن يحدث، فالتحقيقات السابقة كانت للاستعراض..

- هذا ما تعتقده أنت.. نعم هناك قتلى مدنيين، وهذا مروع، وقمنا بالتحقيقات، ولكننا بحاجة للسلام، وهذا ليس سهلاً.

* أنت تريد أن نخرج من موضوع التحقيقات؛ لأنها لم تستوفِ المعايير الدولية.

- لا.. للأسف فإن السلام والعدالة لا يتأتون مع بعضهم البعض، يجب أن يكون لدينا سلام، وبعد ذلك سيكون لدينا عدالة انتقالية لفعل كل هذا.

* أنتم ترفضون الحديث مع الحوثيين.

- هذا ما تعتقده أنت.

* هذا ما قلته أنت.

- لا.

* قالها وزير الإعلام الخاص بكم.

- لا.. أنا من يمثل السياسة الخارجية لليمن، ونحن نحتاج إلى الحديث قريباً، ولكننا لن نجعل الحوثي يفلت منا في الحديدة، فقد ذهبنا إلى السويد، ووقعنا على الاتفاق، وعدنا وبعد سنة كاملة لم يفعلوا شيئاً، فهل أتركهم يفلتون بفعلتهم ونتقدم إلى الأمام؟!.. لا.. يجب أن يكونوا مسئولين.

* إذاً ليستمر تحطيم البلد قطعة قطعة، وطفلاً طفلاً، واستمرار أكبر كارثة إنسانية!

- لماذا تعتقد أن هناك أكبر كارثة إنسانية، فلنقفز إلى مطار صنعاء.. لماذا يستمر الحوثيون باختطاف المطار؟ لماذا لا يفتحوه للرحلات الداخلية؟ لقد رفضوا ذلك لأنهم يريدون أن يخلقوا هذا الحصار وفكرة الاعتداء على اليمن لتستمر قبضتهم على السلطة من أعطاهم الحق في الحديث نيابة عني وعن ملايين اليمنيين، ولديهم هذا الوهم عن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 1962.

* لقد تصلبتم في موقفكم، والأمم المتحدة تريد مفاوضات غير مشروطة بينكم والحوثيين ولكنكم تصلبتم في موقفكم ورفضتم أي مفاوضات..

- لم أفعل ذلك، من قال هذا؟

* في 28 يناير قال وزير الإعلام اليمني: "نرفض بشكل قاطع أي حديث عن مفاوضات للحل الشامل في اليمن قبل التنفيذ الكامل وغير المشروط لاتفاق ستوكهولم"!

- نحن مستعدون للتفاوض الآن إذا ما أرادوا الحديث عن السلام، ولكن يجب أن تكون هناك الظروف المناسبة لنذهب إلى المفاوضات، فأنا لا أريد أن أذهب إلى مفاوضات لكي يحصلوا على تقرير جيد في مجلس الأمن، أنا أريد التفاوض للحصول على سلام مستدام في اليمن، وطالما أن الحوثيين وقعوا على اتفاق السويد ولم ينفذوا فيجب أن نحملهم مسئولية التنفيذ.

* إذاً سيموت الكثيرون لأنكم لن تجلسوا إلى طاولة المفاوضات، أنت تضع شروطاً وتتجاهل نصيحة الأمم المتحدة.

- هذا ليس صحيح.. نحن نقول إنهم يجب أن ينفذوا ما يوقعون عليه، هل هذا صعب؟ فلا يجب أن يوقعوا على اتفاقات لا يقومون بتنفيذها، ففي العام 2014 كان لدينا اتفاق سلام بعد يومين من الانقلاب، وهو اتفاق السلم والشراكة، وقد وافقوا على الشراكة السياسية لكنهم لم يتحدثوا على الترتيبات الأمنية.

* أنا أفهم أنه ليس هناك ملائكة في الحرب، ولكن وفقاً لمحققين دوليين، فإن قواتكم ليس لديها ما تفخر به أيضاً، فمحققو الأمم المتحدة اتهموا جميع الأطراف بانتهاكات حقوق الإنسان من الاعتقالات التعسفية إلى الاغتصابات والتعذيب بدون محاسبة.. إذاً لم تربحوا الحرب، ولكن أيضاً فقدتم أي أحقية بالادعاء بالأخلاقيات العالية.

- لن أدعي بأننا ملائكة، ولا يوجد مَن هو ملاك.

* هذه قوات حكومية قامت بعمليات اعتقال خارج القانون، هل تحترمون حكم القانون؟

- نعم نحترم القانون، لكن في بعض الأحيان من الصعب التحكم في كل شيء، ولكنه ليس قتل منظم للشعب اليمني كما تريد أن تظهره أنت، أنت تتحدث عن طرفين.. هل ذهبت إلى اليمن؟ هل ذهبت إلى صنعاء إلى عدن إلى الحديدة أو مأرب؟.. استمع إلى الناس، لا تستطيع صبغ كل شيء على أنه انقسام شيعي سني أو دول غنية تحارب دولة فقيرة، هذه ليست طريقة لإنهاء الحرب.. نعلم أن أموراً وحشية قد حدثت، ونحن على بُعد أميال من دريسدن (مدينة ألمانية) ونعلم ما حدث هناك.

* لماذا تستمرون في توقيع المساعدات الضرورية والوقود من دخول البلاد؟

- هذا سؤال جيد.. نحن لم نقم بذلك، ما نحاول منعه هو شحنات الوقود القادمة من إيران إلى الحوثيين.

* إذاً فقد أخطأت منظمة هيومن رايتس واتش في تقريرها الأخير، فقد قالت إن منع التحالف الذي تقوده السعودية جعل الوضع الإنساني أكثر سوءاً.

- هذا ليس صحيح، لقد قلنا إن الحديدة مفتوحة، ونحن على بعد عدة كيلومترات من الميناء، فجاءت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وقالت لا تستطيعون القيام بذلك (اقتحام المدينة)، فقلنا لنذهب إلى السويد ونغير الوضع القائم، وبعد سنة لم يتغير شيء، وبالعودة إلى السؤال، فنحن لا نتحكم بالحديدة، ولدينا تقارير من لجنة الأمم المتحدة بأن شحنات الوقود الإيرانية تأتي إلى الحديدة بوثائق مزورة إلى الحوثيين مجاناً، وقلنا في القرار الجمهوري رقم (77) لنفحص الأوراق، فقام الحوثيون بالضغط على التجار لكيلا يسلموا أوراق جميع الشحنات حتى يمرروا شحنتين، فتنازلنا وجعلنا الأمر يمر، إذاً فمن يحتجز الميناء؟

* قالت منظمة هيومن رايتس واتش إن "التحالف أخّر وحوّل سفن وقود، وأقفل موانئ حيوية، ومنع البضائع من دخول الموانئ التي يتحكم بها الحوثيون، وتم منع الوقود اللازم لتوليد الطاقة للمستشفيات، وضخ المياه إلى البيوت"، كيف تبرر منع الوقود للمستشفيات؟

- لا أبرر أي شيء، في الأشهر الأخيرة دخل وقود أكثر من الأشهر السابقة يجب أن تراجع الإحصائيات.

* قبل عامين قام المسئول الأممي لحقوق الإنسان بترجيكم، والحوثيون للسماح للطعام والأدوية التابعة للإغاثة بالدخول إلى البلاد، وقالت لجنة الخبراء إن جميع الأطراف أعاقت توزيع المساعدات داخل اليمن، إلى أي مدى ستذهبون والمسئول الأممي يطالبكم بأن ترحموا مواطنيكم؟

- مشكلتي مع الأمم المتحدة أنهم يتهمون الجميع، بينما يعرفون تماماً من المتسبب بهذا، قبل عدة أيام كان لديهم لقاء في بروكسل عن الانتهاكات التي يقوم بها الحوثييون للمجال الإنساني، فالحوثيون يريدون فرض ضريبة على أموال دافعي الضرائب (في الغرب) التي تأتي على شكل مساعدات لسرقتها، أنا لا أبرر..

* إذاً الأمم المتحدة منحازة ضدكم؟

- كلا، لكنهم يريدون أن يبقوا محايدين بدون أن يسموا أحد.. أنا مستعد لتحمل أي انتقادات لما أفعل؛ لكن لا تقول كل الأطراف، قل لي ما الذي أخطأ به وسأصلح الأمر.

* في العام الماضي وبينما كنتم تقاتلون الحوثي تورطتم في حرب أهلية أخرى، هذه المرة مع قوات في الجنوب تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.. لم تستطيعوا هزيمة الحوثي ولكنكم أيضا لم تحافظوا على حلفائكم، وهذا ليس سجلاً جيداً..

- ما حدث في الجنوب هو تعقيد آخر غير مرحّب به بالطبع..

* يريدون الانفصال ومصرين على الانفصال، هذا ليس تعقيد آخر.

- من الصعب الحديث عن شيء بدون تفسير ما يحصل على الواقع، إذاً كان إخوتنا في المجلس الانتقالي يمثلون كل الجنوب فسيكون هذه مشكلة سهلة الحل، فالمجلس الانتقالي لديه مشكلة مع الجنوبيين أنفسهم، وليس مع الدولة، فالمجلس الانتقالي هو عبارة عن وحدات خارج سيطرة الدولة تم تقويتهم بواسطة الإمارات العربية المتحدة، وقرروا أخيراً في أغسطس الماضي أن يخرجوا الحكومة من عاصمتنا الثانية.. لا يمكن أن يحدث هذا وقد كنا واضحين للأمم المتحدة..

* لكن الأمر حدث والسعوديون رقّعوا اتفاقية بينكم سميت باتفاق الرياض، ولكنه لم ينفذ أيضاً!

- لم ينفذ؛ لأن هناك عناد..

* من الجانبين..

- لا من جانب المجلس الانتقالي، وستطيع إثبات ذلك، فلدينا نص الاتفاق، ولدينا المصفوفة التي تشرح ما قمنا به.

* لقد تنازلتم عن الكثير مقابل اتفاق الرياض.. تنازلتم للسعوديين عن الكثير من سلطات اتخاذ القرار، وأنت تقول لا، لكن معهد كارنيجي يقول إن عدداً من مواد الاتفاق تمنح السعوديين الإشراف على الحكومة الجديدة، وأنهم والإماراتيين سيتدخلون في شؤونكم الداخلية كما يحلو لهم.. وهذا كان ثمن اتفاق الرياض.

- لا ثمن اتفاق الرياض هو أن نتوحد لنعود للسلام.. ولا تستطيع الحصول على كل شيء، فلا يوجد مخرج كامل في اليمن.

* مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية قال إن الرئيس هادي والمجلس الانتقالي قبلوا بأن تكون جميع القرارات الحكومية الهامة منسقة مع السعودية، الحقيقة أنكم بعتم بلادكم للسعودية.. أصبحتم دمى للسعودية.

- هذا ما تعتقده أنت، أنا وزير خارجية اليمن، وأنا أقول ما أؤمن بأنه صحيح للشعب اليمني، وليس ما يريده الحوثيون أو السعوديين أو الإماراتيين أو أي أحد آخر، نعم نحن موجودون في الرياض؛ لكننا نقول ما نفكر به، وهذه مسئوليتنا وقراراتنا، لقد تنازلنا في اتفاق الرياض إلى طريقة معينة في التعامل مع الجنوب، والسعوديون والإماراتيون متواجدون الآن، ولا نريد حرباً في الشمال وحرباً في الجنوب، ونعلم أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل كل الجنوب، وهذه قضية أخرى يجب أن يعلموا بها ولا يستطيعون أن يستمروا خارج إطار الحكومة، إذا تحللت هذه الحكومة فسيكون هناك المزيد من الفوضى في اليمن، الأمر ليس بالسهولة التي تعتقدها.

* السنة الماضية قامت المملكة بطرد أحد مستشاري الحكومة مطهر عنان لأنه انتقد التحالف..

- مطهر عنان دبلوماسي معي، وقد قام بمخالفة البروتوكول.

* فقاموا بطرده!

- لم يقوموا بطرده؛ بل انتهت مدة عمله، وقمنا نحن بذلك لأنها انتهك القواعد، ولا تستطيع تسييس كل شيء هكذا، هذا غير صحيح.

* تحدث لي عن الفساد، يبدو أن أموال البلاد يتم شفطها عبر البنك المركزي، لماذا؟

- لقد قرأت التقرير الذي تشير إليه، وتحدثت إلى رئيس الوزراء عنه، وقد قمنا بطرد محافظين للبنك المركزي، ودفاترنا مفتوحة وشركة "ارنيست اند يونج" قادمة إلى عدن لفحص دفاتر البنك المركزي.

* التقرير قال إن البنك المركزي لم يتم تدقيق حساباته لست سنوات.

- سألت رئيس الوزراء عن هذا، فقال إنهم لم يطلبوا القيام بذلك من قِبل، أما الآن الشركة قادمة، وإذا وجدت أخطاء أو فساداً فنحن مستعدون للتحرك بشفافية، تعالوا ودققوا.. هناك فساد ولن أنكر ذلك، ونحن مستعدون لمواجهة أي أمر يتم إيجاده، دلونا عليه وسنتعامل معه.

* تقول إنك تريد إنهاء الحرب.. هل تعتقد أنه سينتج بعد إنهاء الحرب دولة واحدة موحدة من الدمار الذي أوقعتموه أنتم والبقية على اليمن؟

- أعتقد أننا كيمنيين يجب أن نعرف الفرق بين الغاية والوسيلة.

* هناك انقسامات كبيرة في البلاد.

- سآتي إلى هذا.. الهدف هو رفع مستوى معيشة اليمنيين، وللأسف بعض الأطراف ترى الوسيلة وهي الوحدة والحكومة كهدف وهذا خطأ.. في الحوار الوطني اتفق الجميع على النظام الفيدرالي.. فلنعطيه فرصة.

* لكن الجنوب يريد الانفصال؟

- ليس كل الجنوب.

* معظمه.

- لا، من يقول هذا؟

* كلما طالت الحرب كلما كبرت الانقسامات.

- مركز صنعاء الذي أشرت إليه لديه استبيانات من الجنوب، وأكثر من 50 % وحتى 60 % يريدون البقاء في نظام فيدرالي من نوع ما.. ليس كل الجنوبيين يريدون الانفصال.

* ولكن لديكم حرب أهلية داخل حرب أهلية.. وهذا إنجاز بحد ذاته؟!

- ليست حرب أهلية داخل حرب أهلية، كان هناك احتكاكات في الجنوب وانتهت الآن.

* احتكاكات؟ لقد طردوكم من عدن.

- نعم.

* هذا أكثر من احتكاك؟

- رئيس الوزراء جاء من عدن أمس، وسيعود، ليس كل الجنوب ضد الحكومة، وبإمكانك التأكد في شبوة، أبين، الضالع ولحج، وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي أن يعلم أنه يجب أن يتعاون ليكونوا جزءاً من الحكومة، فليس لديهم دعم، كل الجنوبيين معارضيهم في الجنوب، وأكثر من معارضيهم في الشمال.

* يجب أن يعرفوا أن عليهم أن يتعاونوا؟ إنهم مصرين على الانفصال، وهو هدفهم الوحيد.

- من قال ذلك؟

* هم قالوا ذلك.

- لا هذا ليس صحيح، اسأل عيدروس والآخرين الذين وقعوا اتفاق الرياض، وقد قالوا إن القضية الجنوبية ستأتي بعد انتهاء الحرب مع الحوثيين، وسنناقشها بعد ذلك، وهذا ما قالوه، تأكد من الحقائق.

* والسلام في اليمن؟

- سيأتي، ونريده أن يأتي، ولكننا لن نقبل بأي سلام مع الحوثيين، فلن أعطي مستقبل اليمن لمن يظن أنه سيأخذ اليمن، وله حق مقدس لحكمنا، مثلما يفعلون في العراق.. لن نفعل هذا، ولن نقبل بهذا، الحوثيون عليهم أن يقبلوا بمشاركة السلطة، ولن يفعلوا ذلك وبنادقهم مصوبة إلى وجوهنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى