لا حلول دون معالجة الأسباب

> عبدالقوي الأشول

> تعاقب المبعوثون الأمميون على اليمن دون أن يشكل ذلكم التعاقب كله جوهرية في طبيعة الأوضاع القائمة، إذ لم تشكل خلاصاتهم التي تحيط مجلس الأمن بطبيعة الأوضاع من الحديث عن الجوانب الإنسانية وتفاقم الوضع وازدياد معاناة السكان وخروقات الأطراف بشأنها.
هكذا مضت السنوات دون أن يشهد الأمر تبدلا ولا حتى الاقتراب من وضع الإطارات المطلوبة لكيفية التعاطي مع الأوضاع الكارثية التي دون شك باتت تهدد ملايين السكان، جراء تبعيات استمرار الحرب وتردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية.

اليمن لم تُلفت انتباه العالم رغم حجم مأساتها، ربما لأن العالم لا يعاني من مشكلات اللجوء كما هو الحال مع الأزمات الأخرى، ذلك لا يعني أن أوضاع السكان مثالية أو مستقرة، فحالة النزوح الداخلي ربما تفوق مآسيها الوصف إلا أنها بعيدة عن أعين العالم واهتماماته.

مما سلف ربما يتبين مدى عدم فهم الواقع اليمني من قبل تلك الهيئات التي لا يبدو أنها في عجلة من أمرها في المساهمة بوضع الحلول أكثر من تلك البيانات التي تتجاوز الواقع على الأرض وأسباب المشكلات القائمة، وهذا النسق في التعامل ربما يزيد الأوضاع سواءً، بحكم تلك الرسائل السلبية التي تصدرها الهيئات الدولية، وليس في طيها ما يشير إلى فهم واقعي لطبيعة الأزمات التي دون ريب لم تكن قد نشأت إلا بحكم تلك الاختلالات التي عبرت عن أنظمة فاشلة قمعية بعيدة عن الممارسات الديمقراطية، مضت في استخدام العنف لغرض هيمنتها وسطوتها العسكرية والأمنية.

فمن غير المعقول أن تتجاوز الهيئات الدولية مثل تلك الحقائق والمعطيات عند تعاطيها مع مثل هذه القضايا الحساسة التي ترتبط بحقوق الآخرين ووجودهم، ما يعني أن واقعاً على هذا النحو لا يحتاج توالي المبعوثين الأمميين دون أن يحقق ذلك تقدما طيلة كل السنوات الماضية على ما في الأمر من استمرار مسلسل الضحايا وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

الحلول الفعلية لا يمكنها أن تأخذ مسارها الصحيح دون الأخذ الجدي والمنطقي بالأسباب التي أدت إليها، بحيث تحقق المطالب المشروعة لكافة الأطراف، خصوصا في ظل غياب الإرادة السياسية الداخلية، الأمر الذي أخذ يمهد لتدخلات أكثر من طرف، وسيطول معه أمر النزاعات القائمة وحدة التداعيات على الصعيد الإنساني بعد أن بلغ النزاع عامه السادس في وضع بلد فقير لا يمكنه التعافي من تلك التبعيات على المدى القريب حتى وإن وضعت الحرب أوزارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى