ترامب يفتقر الى وجهة واضحة في استراتيجية التصدي لكورونا المستجد

> واشنطن «الأيام» جيروم كارتييه:

> متأرجحا بين الدعوات الى الوحدة الوطنية وتغريدات انتقامية وحسابات انتخابية، يوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسائل ملتبسة أو حتى مبهمة في بعض الأحيان في بلاد تواجه انتشارا سريعا لوباء كورونا المستجد.
بعدما قلل مدى اسابيع من أهمية الخطر الصحي الذي يشكله الوباء أو حتى استخف ومن ثم طرح نفسه كرئيس جامع في بلد "في حالة حرب"، بات يكثف الرسائل غير الواضحة حول القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا المستجد.

والنتيجة: ظهور أغنى دولة في العالم في مشهد يبرز الإنقسام. تتقدم الحكومة الفدرالية والولايات بشكل غير منظم، يحاول الديموقراطيون والجمهوريون بصعوبة التوصل الى اتفاق حول خطة انعاش ضخمة تبلغ قيمتها حوالى ألفي مليار دولار.
وقد أخققت جهود مجلس الشيوخ الاثنين مرة أخرى لاقرار هذه الخطة.

واذا كان البحث عن التوازن بين أهداف الصحة العامة والاستمرارية الاقتصادية للبلاد يشكل نقاشا مشروعا، فان الطريقة التي كثف فيها الرئيس الأميركي المبادرات بدون تماسك واضح تترك خصومه كما بعض حلفائه في حالة استغراب.
وكتب ترامب على تويتر ليل الاحد "لا يمكن أن نسمح بأن يكون العلاج أسوأ من المشكلة نفسها".

وأضاف "في نهاية فترة ال15 يوما سنتخذ قرارا بشأن الطريق الذي نريد أن نسلكه" بدون أي توضيحات حول ما يعتزم القيام به في الأسابيع الحاسمة المقبلة.
وقدم البيت الابيض الأسبوع الماضي سلسلة توصيات جمعت في وثيقة حملت عنوان "15 يوما لابطاء انتشار" الفيروس.

"الوضع سيتفاقم"
السلطات الصحية الأميركية توجه من جانبها رسالة واضحة: الاسوأ قادم في الولايات المتحدة.
ففي ظل عدم وجود علاج طبي، الخيار الوحيد لهزم الفيروس هو الإبقاء على قيود مشددة قدر الإمكان على حركة التنقل.

وهناك أميركي من أصل ثلاثة يشملهم اجراء العزل الذي أعلنه حكام ولايات.
واذا كان التأخر في اجراء فحوصات جعل من الصعب تقييم مدى انتشار الفيروس على الأراضي الأميركية فان تفشيه بات الآن مثيرا للقلق.

وحذر جيروم آدامز مسؤول قطاع الصحة العامة في حديث لشبكة "ان بي سي" بالقول "أريد أن تفهم أميركا: في هذا الاسبوع الوضع سيتفاقم".
وبعدما عبر عن أسفه لأن بعض الأميركيين لا يحترمون قواعد العزل الاجتماعي، دعا الى اعتماد مزيد من التشدد في تطبيق الاجراءات مع رسالة واضحة "يجب فعليا أن يبقى الجميع في منازلهم".

هدوء اندرو كومو
فيما يبدو ان الرئيس الرئيس لا يرغب في الاستسلام لوقف حملته الانتخابية، فان موقفه هذا يتناقض بشدة مع موقف حاكم ولاية نيويورك اندرو كومو.
بهدوئه ووضوحه وصراحته لكن أيضا تعاطفه وحسه في نصح مواطنيه، بات اندرو كومو شخصية محورية في مكافحة وباء كورونا في الولايات المتحدة متجاوزا حدود ولايته نيويورك.

وردا على سؤال حول تغريدات الرئيس الليلية، امتنع عن توجيه أي انتقاد لكنه شدد بشكل واضح على القرارات الجذرية التي اتخذت في نيويورك لوقف انتشار الفيروس.
وقال "أنا مدرك تماما أنه لا يمكن إدارة هذه الولاية او هذه البلاد باقتصاد منغلق لفترة طويلة" لكنه تساءل "هل هناك استراتيجية صحة عامة تعطي نتائج أفضل وتكون أقل تدميرا للاقتصاد؟" مؤكدا أن فرقه تعمل جاهدة على هذا الملف.

وخلص الى القول "أعتقد ان هناك نقطة يلتقي فيها هذان الخطان، ويجب تحديدها".
حتى الآن، يواصل دونالد ترامب اسلوبه في التصرف الاحادي متحدثا في شكل شبه يومي عن فرضية اكتشاف علاج في وقت قريب "يغير المعطيات" بدون دقة علمية.

وفي مواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة بحجمها في التاريخ السياسي الحديث، هل فكر الرئيس في طلب رأي أسلافه كما فعلوا هم أنفسهم حين شهدت البلاد كوارث طبيعية رهيبة؟.
رد الرئيس ال45 للولايات المتحدة بالنفي قائلا "أعتقد اننا نقوم بعمل استثنائي، لا أعتقد انني سأتعلم الكثير من الامور".

يقول ديفيد اكسلرود المستشار السابق لباراك اوباما إن المماطلة التي تشهدها أميركا يوما بعد يوما خلال التصريح الصحافي الرئاسي تحمل تساؤلات قوية بالنسبة لأكبر قوة في العالم، والتحدي الذي تواجهه في ظل هذا السلوك الرئاسي.
والمشكلة الأبرز خلال أزمة فيروس كورونا هي انها المرة الأولى التي يواجه فيه ترامب تحديا ليس لديه سلطة كبيرة في التأثير عليه. والنتيجة كانت سلسلة من المواقف المتبدلة.

أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى