مشاكل النظافة والصرف الصحي في حي عبدالعزيز بعدن

> بين سندان الإهمال الحكومي وغياب الوعي البيئي لدى المواطنين

> تقرير/ ملاك نبيل
> تكدست أكوام القمامة والمخلفات في حي عبد العزيز بمديرية المنصورة بشكل مقرف، كما أن الحي لا تصل إليه آليات وعمال صندوق النظافة، وتطفح في شوارع الحي الرئيسية والفرعية بمياه الصرف الصحي بصورة مستمرة.

التقت «الأيام» أهالي الحي وقالوا: "إن الجهات المعنية لم تقم بواجبها في معالجة مشكلة الصرف الصحي والنظافة والتي أدت إلى انتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض وظهور بعض الأوبئة بين سكان الحي؛ كحمى الضنك والكوليرا والملاريا والتيفوئيد والحمى القرمزية (المكرفس) التي أدت إلى وفاة الكثير من المواطنين".

المواطن يتحمل جزءاً من المسؤولية
ويعتبر المواطن محمد (أحد سكان حي عبدالعزيز عبدالولي) المشكلة البيئية من المشكلات المؤرقة لسكان الحي والتي أثرت كثيراً على حياة المواطنين وأعاقت أنشطتهم الطبيعية واليومية ودفعتهم للتكيف مع الوضع البيئي المتدهور واتخاذ تدابير مستمرة لحماية منازلهم من دخول الحشرات الناقلة للأمراض والروائح الكريهة.

وأضاف: "الحي يعاني بسبب إهمال المسؤولين وتقصيرهم في أعمالهم، والذي أدى إلى استمرار المشكلة، ويتحمل المواطنين جزءاً من المسؤولية".

ويتابع: "للأسف سكان الحي أيضاً يتحملون مسؤولية كبيرة بسبب غياب الوعي بأهمية رمي المخلفات بالأماكن الصحيحة أو التبليغ والضغط على المسؤولين لحل مشاكل تسرب الصرف الصحي أو الوقوف وقفة جادة، لفرض مطالبهم على الجهات ذات الاختصاص".

تسيّب وإهمال
من جهته، يقول مواطن، (في العقد الثالث من العمر)، فضّل حجب اسمه: "هناك تقصير من الجهات الحكومية، وزاد الطين بلة إهمال أصحاب المحلات التجارية ومحلات بيع اللحوم وعدم اتباعهم الطرق الصحية من خلال احتواء المخلفات بطريقة صحيحة في أكياس مخصصة، إضافة إلى المطاعم المجاورة والكافتيريا.

وعدم تعاون ملاك المطاعم ومحلات بيع اللحوم مع سكان الحي لإيجاد حلول لنقل مخلفاتهم التي تنتشر في الحي وتؤدي إلى تجمع الطيور والحيوانات وانتشار الروائح الكريهة والحشرات الناقلة للأمراض.

ويرى المواطن (أ. ف) أن الأمطار تتحول إلى مشكلة بسبب سوء قنوات المجاري وتكاثر الحفر في الشوارع.

طفح المجاري  بحي عبدالعزيز
طفح المجاري بحي عبدالعزيز

ويضيف: "تتحول مياه الأمطار إلى مشكلة وتستمر الشوارع في الحي ممتلئة بالمياه وتختلط بالمجاري بسبب تأخر عملية شفط المياه بالعربات المخصصة".

وتابع: "طرقات الحي تحتاج إلى صيانة، وهناك مساحات كبيرة لم يتم رصفها بشكل جيد، والمطبات التي وضعها الأهالي للحد من الحوادث المرورية تم وضعها بشكل غير منظم وعشوائي، وتتحول كثير منها إلى عوائق تحد من مرور الماء وانسيابه عند هطول الأمطار".

العشوائية وغياب الأدوات
من جهته، يقول د. ياسر باعزب: إن "أسباب انتشار القمامة التوسع السكاني العشوائي الذي أدى إلى عرقلة عملية الصرف الصحي في مناطقه الصحيحة في الحي نتيجة غياب التخطيط العمراني المصرح، وعدم توفر الأدوات التي تساعد في عملية النظافة؛ مثل حاويات القمامة والصناديق الصغيرة".

ويؤكد باعزب، في حديثه لـ«الأيام»، على أهمية التوعية والتنسيق بين الجهات المعنية والأهالي ودور أئمة المساجد في توعية الأهالي بالحفاظ على البيئة كسلوك وواجب ديني وأخلاقي ووطني.

وأضاف باعزب: "ديننا يدعونا إلى النظافة وإماطة الأذى من الطريق"، داعياً الجهات المعنية إلى استغلال كافة المؤثرات التي تدفع المواطن إلى سلوك إيجابي لخلق بيئة نظيفة.

غياب الدور التوعوي
من جانبه، قال د. صدام عبدالله علي، أستاذ الصحافة في كلية الآداب: إن "المشاكل البيئية يتم التعامل معها بالشراكة والعمل التكاملي بين المواطن والجهات المختصة والتصرف أو الإحساس بالمسؤولية يعكس وعي المواطن والمجتمع ككل، فالنظافة لا تقتصر على الملبس أو داخل المنزل فقط، لكنها تمتد إلى الشارع والحي والمدينة، ويجب أن تكون جزءاً أساسياً من اهتمامه".

وأكد د. صدام عبدالله، أن الإحساس بالمسؤولية والتعاون بين الجميع ضروري لخلق مجتمع واعي يعمل ويشترك في خلق بيئة صحية واعية مثقفة تعكس رقي المجتمع.

وقال، في حديثه لـ«الأيام»: إن "رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها وفي الأوقات المحددة والحرص الدائم على جمال البيئة لا يتوفر إلا إذا كانت هناك ثقافة واعية لدى المواطن بأن نظافة الشارع والحي هي جزء أساسي من اهتمامه، مثل حرصه على نظافة بيتة".

وتابع قائلاً: "يفترض أن تعمل الجهات المسؤولة على توفير كافة المستلزمات الخاصة بالنظافة وتسيير دوريات مستمرة لجمع النفايات من أماكنها المحددة ومعالجة الاختلالات والمشاكل التي تواجه نظافة البيئة أولاً بأول، قبل تكدس النفايات وانتشار الأوبئة، وبالتالي إذا شعر أو أحس كل من المواطن والجهات المسؤولة بأهمية ذلك والتعاون المستمر المكمل للآخر، سيعيش المجتمع في بيئة صحية".

وختم حديثه لـ«الأيام» بالقول: "إن نظافة الحي هي مسؤولية كل من المواطن والجهات الرسمية".

دعوة للتعاون
تزداد مخاوف الناس وأهالي الحي من انتشار فيروس كورونا، بعد أن تسبب الإهمال واللامبالاة وغيابة أخلاق المسؤولية، بانتشار الكثير من الحميات المختلفة التي راح ضحيتها العديد من المواطنين من عام 2015 وحتى يومنا هذا.

ويتوجه الأهالي بدعوة إلى الجهات المعنية في صندوق النظافة والأشغال والمياه والسلطة المحلية بالمديرية، لتوفير المستلزمات الخاصة بالنظافة، وتنفيذ حملة لجمع النفايات من أماكنها المحددة، ومعالجة المشاكل التي تعرقل نظافة البيئة أولاً بأول، ووقف البناء العشوائي الذي تسبب بإغلاق عدد من قنوات تصريف المياه، وتنفيذ حملات توعوية في الأحياء السكنية وتنفيذ لوحات إرشادية، وتحديد مواعيد لنقل المخلفات وفتح قنوات للإبلاغ عن المخالفات، وتحديد أماكن مناسبة لحاويات القمامة وإلزام أصحاب المحلات التجارية بوضع سلال للمهملات عند مداخل محلاتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى