فيروسات مزدوجة

> سعد ناجي أحمد

> إن الفيروسات كثيرة ومتعددة منها الضارة وبالغة الخطورة مهما كانت الوقاية، والبعض غير ضار، وهذه الفيروسات جزء لا يتجزأ من ثمرة الحروب الظالمة، وهذه مقادير الله في أرضه وخلقه، وما يصيبنا إلا ما كتب الله لنا إن شاء الله رب العالمين،
ولكن المشكلة الكبيرة والطامة الكبرى فيروسات البشر، فيروسات حزب الإخوان الإرهابي، فيروسات القتل والدمار والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والطائرات المسيرة والصواريخ الحرارية التي تقتل وتهدد حياة الكثير من البشر بطريقة إرهابية مدبلجة وبدون سابق إنذار.

ذلك الفيروس البشري الخطير الذي يمثل الوجه الآخر لكورونا، وكلاهما يمثلان آفة اجتماعية ضارة على المجتمع، فيروس كورونا المخيف والقاتل شكّل اليوم عاصفة إرهابية خطيرة هزت العالم، وبات في حالة رعب مخيف لم يتم اكتشاف علاجه وطرق الوقاية من مخاطره، وبات العالم كله أمام كارثة عالمية كبيرة.

أغلقت المطارات الدولية، وتوقفت حركة الطائرات والسفن والموانئ البحرية والقطارات وحركة المواصلات، وأغلقت الشركات الصناعية والجامعات العلمية وأسواق التجارة العالمية، وباتت الحياة الاجتماعية وزعماء العالم يذرفون الدموع جراء ذلك الرعب المخيف الذي أصابهم بهتة، وهم عن ذكر الله غافلون، وبالإسلام والمسلمين يسخرون ويمكرون، وباتت عظمة وقدرة الدول الكبرى المغرورة بتكنولوجيتها الحديثة والسلاح النووي، عاجزة لا تساوي جناح بعوضة تجاه فيروس كورونا ومواجهة مخاطره، نعم إنها قدرة الله وعظمته.

مكروا بالله ولكن مكر الله عظيم وجنود الله في أرضه لا تعد ولا تحصى، يسلطها على من يشاء من الكفرة والمشركين والمنافقين الذي أشركوا بالله الواحد الأحد، وتكبروا وعلوا بالأرض، وأفسدوها، وتجاهلوا دين الله وقيمه الأخلاقية النبيلة، وانتهكوا المقدسات الإسلامية، وجعلوا من الدول العربية والإسلامية ساحة حروب للقتل والدمار، وما حصل في المنطقة العربية خير برهان وعبرة، على حماقات وتصرفات تلك الدول المتغطرسة والشريرة والماكرة.

نعم إنها قدرة الله في خلقه سبحانه، عظُم شأنه، تباركت أسماؤه، رب العرش العظيم يمهل ولا يهمل، فهل حان الوقت اليوم لإعلان التوبة والعودة إلى طاعة الله الواحد الأحد لا شريك له؟ وهل حان الوقت للمجتمع الدولي وكل مؤسساته الفاعلة في صناعة القرارات الدولية والعاجلة، بوقف الحرب فوراً على المنطقة العربية، والسياسات التآمرية الممنهجة والتدخلات الدولية غير المشروعة والعودة إلى لغة الحوار والتفاوض والسلام في حل الخلافات والصراعات الدائرة، نحو تحقيق سلام شامل وآمن واستقرار دائم؟ وهذه هي الطريق الأفضل في تحقيق السلام الذي يمثل جزءاً كبيراً من الوقاية والعلاج تجاه فيروس كورونا وخطر انتشاره، فالسلام أحد أسماء الله، وبالسلام يعم الأمن والاستقرار.

إن عملية تواصل الحرب وانتشار فيروس كورونا يمثلان كارثة إنسانية مزدوجة، فقد حان الوقت يا صناع القرارات الدولية باتخاذ الإجراءات والقرارات العاجلة والسريعة قبل تفشي وانتشار فيروس كورونا وخطره بشكل واسع، ونحمد الله نحن بالساحة الجنوبية تجرعنا مرارات فيروسات عدة، وما نزال نعاني من أعراضها، فيروس حرب التمرد الحوثي، وفيروس الإرهاب، والفيروس الإخونج، وفيروس إطفاء الكهرباء، وفيروس قطع المياه، وفيروس قطع الاتصالات، وفيروس تخريب مجاري الصرف الصحي، وفيروس تعثر وعرقلة الرواتب الشهرية، كل تلك الفيروسات مدعومة من الأجندة والقوى العميلة والمأجورة، وها هو فيروس كورونا القادم الذي ربما ينصدم بين تلك الفيروسات ويجنبنا الله مرضه وانتشاره؛ لتستقر البلاد والعباد، ويخفف الله عنا العذاب، ويجنبنا مصائب الفيروسات الجرثومية، والحرب والفتن.

سائلين الله العلي القدير أن يرحمنا بواسع رحمته، ويرحم الإسلام والمسلمين، ويجنبهم كل الأمراض والحروب والفتن، ويحفظ شعب الجنوب ومقاومته البطلة وقياداته المناضلة والشريفة، وينصر الجنوب ويجنبه فيروس كورونا وكل الفيروسات المزروعة والمفتعلة وحرب القوى الشمالية المتحالفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى