أهالي عدن.. بين الحجر الصحي وانقطاع المياه والكهرباء

> تقرير / هلا عمر

> حالة ذعر تصيب العالم من تفشي وباء كورونا، حيت تشير الإحصائيات الخاصة برصد حالات كورونا، على مستوى العالم حتى الأسبوع الأول من شهر إبريل 2020م، إلى أن مجموع حالات الإصابات بهذا الوباء قد تجاوزت المليون شخص، ومجموع الوفيات 42 ألفاً و355 حالة، وتعافت منه 178 ألفاً و538 حالة.

إن تفشي وباء كورونا في العالم أجبر الجميع أن يكون على حذر وأن يحرصوا على الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس المميت، ورغم إصابة أغلب دول العالم بالوباء إلا أن كافة الإحصائيات المرصودة تشير إلى خلو اليمن من هذا الفيروس، وكثير من الدول اتخذت سلسلة من التدابير الصحية الاحترازية ومنها؛ الحد من التجمعات، وأصدرت قرار الحجر الصحي المنزلي للحد من اختلاط المصابين ببقية المواطنين وانتقال العدوى إليهم.

رغم عدم وجود أي حالة إصابة بكورونا في اليمن عامة وعدن على وجه الخصوص تم إصدار قرار الحجر المنزلي الصحي لحماية المواطنين والمحافظة على سلامتهم تجنباً لأي إصابة قد تحدث، لا سمح الله.
"الأيام" تتناول في هذا التقرير آراء عدد من المواطنين حول مدى الالتزام بقرار الحجر الصحي، في ظل أزمات خدمية أخرى؛ كانقطاع المياه والكهرباء في عدن.

قرار الحجر الصحي
إنه قرار صائب ومهم جداً للوقاية من الوباء، هكذا عبرت المواطنة نوارة محسن، مضيفة: "بهذه الطريقة نقدر نحمي أنفسنا وأحبائنا وجيراننا، وبألم تستدرك قائلة: "ولكن الحجر ببلادنا صعب جداً، خاصة أن الشعب غير واع وغير مثقف، لا يوجد لديه أي خلفية عن خطورة هذا الوباء".
وقالت: " الحكومة لم تعمل أي شيء لترغيب المواطن بالحجر لم تعطينا أبسط حقوقنا، مثل الماء والكهرباء، كيف يريدون منا البقاء بالمنازل ونحن نفتقد إلى المياه التي تعتبر أساس في الوقاية وكذا الكهرباء؟، فمن الصعب إلقاء في الظلام والحر وتحت رحمة البعوض".

لكن القانونية ريهام حسين لها رأي آخر، إذ قالت: "جلوسنا في البيت شيء اعتدنا عليه، وانقطاع الماء والكهرباء مشكلة نعاني منها منذ القدم، وبرغم أننا وجدنا البديل للكهرباء مثل أجهزه شواحن وطاقات شمسية".
وأضافت: "إن عدم توفير أبسط الاحتياجات وإجبار المواطنين على الحجر والدولة لم توفر لهم أبسط حقوقهم، فهذا الشيء لا يتوافق مع قرار الحجر المنزلي".

وتسألت المواطنة نجيبة وديع، عن المواطنين الذين يعيشون على الأجر اليومي: "من أين يحصلون على ما يرغبهم في البقاء في المنزل، خصوصاً إن الحكومة لم تعطينا حقوقنا ومنها الرواتب؟"
وتضيف: "قرار الحجر الصحي في محافظة عدن قرار صائب ولكن على الحكومة أن تفي بالتزاماتها وتوفر الكهرباء والماء مثل بقيه الدول، فالحجر يحتاج إلى توفير مياه وكهرباء، خاصة ونحن داخلين على فصل الصيف، فالحجر الذي لا يتوفر فيه كل مقومات الحجر الصحي المنزلي لن ينجح".

مبادرات تطوعية
توضح منى محمد بأن هناك مبادرات تطوعية تنفذ في عدن للتوعية من فيروس كورونا، حيت قالت: "لا تخلو عدن، مدينة السلام وحب الخير، من المبادرات التطوعية والتي تنفذها أيادٍ شابة للتوعية بكيفية الوقاية من هذا الفيروس، وهذه المبادرات جاءت بدعوة عبر هاشتاج # أنا متطوع _أنا مستعد. بقيادة د. ياسمين باغريب والأخت شفاء باحميش.

حيث يعمل فريق من الشباب، من كلا الجنسين، على النزول بشكل فرق لتعقيم وتنظيم حركة رواد مراكز البريد في المديريات (صيرة والمعلا والتواهي والمنصورة) من الصباح الباكر، وكان مجهوداً جباراً ترك أثره بوجوه الناس، حيث شهد الجميع بأنه أول مرة يستلموا رواتبهم بهذه السهولة وهذه السرعة بسبب التنظيم.

كما عملت فرق التطعيم على تنظيم وتعقيم سوبر ماركت الخيرات في مديرية صيرة، مراكز الصرافة مثل الكريمي والعمقي والفروي في مديريات البريقة والتواهي والمنصورة، وكذا النزول للمحلات التجارية والمخابز ومحلات الجملة والبقالات للتوعية المباشرة بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا في ذات الوقت وقام فريق الحملة في مديرية التواهي بالمشاركة بحملة نظافة شاملة في شوارع التواهي ورغم شحة الإمكانيات بل وانعدامها في بعض المديريات تقوم هذه الفرق التطوعية بعمل جبار للتوعية بخطر هذا الفيروس المميت، وكذا التوعية بأهمية التباعد في الطوابير عند استلام المعاشات"

من جانبها قالت المواطنة مرام علي: "إن يأتي قرار الحجر متزامناً مع انقطاع الماء والكهرباء لا يجدي نفعاً فكيف يريدون من الشعب المكوث في منازلهم ولم يتوفر لهم سبل العيش الكريم وفقدان أهم حق من حقوق المواطن توفير الماء والكهرباء والنت".
أضافت: "ألا يكفينا انقطاع الرواتب وزياده بالأسعار وانقطاع المياه والكهرباء؟، أي حجر صحي هذا والناس تفتقد حتى المواد الغذائية؟".

الموت البطئ
"إن لم تمت بالكورونا مت في بيتك جوعاً" كان هذا لسان حال المواطن محمود سعيد، حيت أضاف: "نحن نعيش في حالة سيئة؛ لا ماء ولا كهرباء ولا رواتب، ومع هذا الوباء لم يرحمونا ولا يعطونا أي حقوق وأبسطها الماء والكهرباء، على الأغلب أكيد البعض لم يلتزموا بهذا القرار وأولهم أنا، كوني لا أملك أي دخل غير عملي اليومي الذي استرزق منه، فهل ستعوضنا الدولة عن فقداني أجرة عملي اليومي؟، ومن يعطيني مواد غدائية؟، فأن لم أخرج للعمل ستموت أسرتي جوعاً".

من جهته قال المواطن سالم صالح: "نحن نموت موتاً بطيئاً، يكفينا هذا الوباء، لا تطلب الدولة منا والوقاية منه ولم تعمل على توفير كل مستلزمات الحجر الصحي المنزلي منها توفير الكهرباء والماء ودفع رواتب الموظفين".
اضاف: "لماذا بقية الدول موفرة لمواطنيها سبل العيش لكي يلتزموا بالحجر وحكومتنا تنفّر مواطنيها من المكوث بمنازلهم وتدفعهم للبحث عن لقمة العيش".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى