الحوثي يستغلها لتوسيع مناطق سيطرته.. هدنة اليمن تشعل الحرب في جبهات جديدة

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> دخل قرار وقف إطلاق النار في اليمن، الذي أعلنه التحالف العربي بشكل أحادي، يومه السادس، بنفس الزخم من المعارك التي جاء لإخمادها، وخصوصاً في الجبهات التي كانت مشتعلة قبل منتصف ليل الخميس الماضي، لحظة دخول الهدنة حيّز التنفيذ.

حتى الآن، لم تحقق الهدنة أيا من أهدافها الجوهرية، فالعمليات القتالية في مأرب والجوف والبيضاء لم تتوقف. كما أن العنوان الرئيسي لوقف الحرب، وهو تهيئة الأجواء لمواجهة تفشي فيروس كورونا، لا تظهر مؤشراته، بعد تسجيل أول إصابة بالوباء في محافظة حضرموت شرقي اليمن وتعالي التحذيرات من غياب الاستعدادات اللازمة لخوض المعركة الصحية.

التحالف العربي أعلن حصيلة اختراق وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الماضية، من جانب جماعة الحوثي
ورصد التحالف، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية "رصد 95 اختراقاً حوثياً لوقف إطلاق النار خلال الـ 24 ساعة الماضية".

وأشار التحالف إلى أن "الاختراقات شملت أعمالا عدائية باستخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة".
وشدد التحالف على "التزامه بوقف إطلاق النار الشامل رغم خروقات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران"، وتابع بأن قواته تطبق "أقصى درجات ضبط النفس ونحتفظ بحق الرد والدفاع عن النفس".

المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، التابعة لجماعة الحوثي، العميد يحيى سريع، قال إن التحالف العربي مستمر في تصعيده.
وأضاف سريع في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها الحوثي "قوى العدوان مستمرة في تصعيدها.. هذا التصعيد سيواجه بالمثل ولن تبقى قواتنا مكتوفة الأيدي أمام ما يقوم به العدو".

وبحسب جريدة "العربي الجديد" الصادرة في لندن فقد كان الجمعة الماضي، أكثر الأيام هدوءاً خلال أيام الهدنة، بعد غياب تام للضربات الجوية. ومن المرجح أن الصدمة التي أحدثها اكتشاف أولى حالات كورونا كان له الأثر في تراجع وتيرة المعارك. لكن يوم السبت الماضي شهد عودة إلى نقطة الصفر. وتحدث الحوثيون، عن 25 غارة للتحالف السبت الماضي، وقالوا إن جبهة صرواح نالت نصيب الأسد منها، بواقع 23 غارة. وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين الاتهامات حول المتسبب الأول بالتصعيد، إذ أعلن كل طرف أنه تصدى لزحف على مواقعه. لكن القوات الحكومية أعلنت مقتل 15 حوثياً، وهي نفس الأرقام التي كانت تعلنها في ذروة التصعيد العسكري مطلع مارس الماضي.

ولا يقتصر التصعيد الجديد على الجبهات العسكرية، إذ اتهمت الحكومة اليمنية، جماعة الحوثي بإطلاق صاروخ باليستي على منزل الزعيم القبلي البارز علي بن حسن غريب، في مدينة مأرب، ما أسفر عن أضرار فقط دون خسائر بشرية. ووصف وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني الهجوم الصاروخي بـ "الإرهابي"، معتبراً أنه "يؤكد رفض الحوثيين لكل دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، واستغلالها (الجماعة) إعلان تحالف دعم الشرعية وقف إطلاق نار شامل واستجابة الحكومة لهذه المبادرة لتصعيد هجماتها على الأحياء السكنية واستهداف المدنيين". ويعد الشيخ علي بن غريب، صاحب كلمة السر في تحول الموقف العسكري بمأرب لصالح الشرعية، بعد إسناده القوات الحكومية بمئات المقاتلين القبليين، الذين تمكنوا من قلب المعادلة في صرواح وجبال هيلان الإستراتيجية، ودحر الحوثيين من مناطق هامة.

مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، اعتبر، في تقرير نشره مساء السبت الماضي، أنه من غير المرجح أن يؤدي وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه السعودية، في 9 أبريل الحالي، لمدة أسبوعين لوقف القتال في مأرب. وذكر التقرير، الذي أعدّه المدير التنفيذي للمركز ماجد المذحجي، "يدرك الحوثيون جيداً أن القبول بأي هدنة من شأنه أن يمنح فرصة للمدافعين عن مأرب لإعادة تنظيم صفوفهم ودفاعاتهم، ما يجعل من الصعب عليهم استعادة نفس الزخم الهجومي".

أما بالنسبة إلى دعوة الأمم المتحدة جميع الأطراف المتحاربة لوقف القتال للاستجابة لخطر فيروس كورونا، فإن الأزمة الحالية في الواقع توفر فرصة نادرة للحوثيين لشن هجوم واسع على أكثر من منطقة في اليمن، بينما العالم منشغل بتداعيات كورونا ولا يلقي بالاً لما يدور في اليمن". وأشار التقرير إلى أن معركة مأرب هي نقطة تحول مفصلية في حرب اليمن، حيث سيمهد انتصار الحوثيين العسكري طريقهم نحو السيطرة على أكثر المناطق غنى بالموارد، وسيمثل ضربة كبيرة للحكومة الشرعية. أما بالنسبة للحكومة، فإن الدفاع عن مأرب يعتبر امتحاناً مهماً للجيش اليمني، وخمس سنوات من دعم السعودية له، لافتاً إلى أن انكسار الحوثيين في مأرب قد يقوّض طموحهم، ويمنح الحياة لخصومهم، ويُضعف موقفهم التفاوضي الحالي مع السعودية، ويجبر المراقبين الدوليين على مراجعة التقديرات الحالية لقوة الجماعة.

ولا يعترف الحوثيون بالهدنة حتى الآن، وينظرون لها على أنها "مناورة سياسية وإعلامية"، كما جاء على لسان متحدثهم السياسي محمد عبد السلام، لكنهم في المقابل يرصدون خروقات الطرف الآخر أولاً بأول. وإذا لم يشن الطيران غارات على مواقعهم، فإنهم يعلنون رصد "تحليق" لمقاتلات حربية فوق المحافظات التي يسيطرون عليها.

ويمتلك الحوثيون تجارب سيئة مع الهدن السابقة التي رعتها الأمم المتحدة خلال السنوات الأولى للحرب. ففي العام 2016، خسروا ميناء ميدي الإستراتيجي في محافظة حجة أثناء إعلان وقف إطلاق النار، وكذلك خسروا مديرية نهم شرق صنعاء بالتزامن مع هدنة إنسانية، ومن المرجح أنهم يريدون تغيير الصورة النمطية عن ذلك، باقتناص مناطق كثيرة من مأرب في الهدنة الحالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى