مواطنون بأبين: نستقبل شهر رمضان بطوابير طويلة أمام محلات بيع "الثلج"

> أبين «الأيام» عبدالله الظبي:

> استقبل أهالي مديريتي زنجبار وخنفر، وضواحيها الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك بانقطاع للتيار الكهربائي لـ 6 ساعات وأكثر مقابل ساعتين، حيث يخيم الظلام على الأحياء والشوارع في ظل صمت مخز من الجهات المعنية في المؤسسة العامة للكهرباء وقيادة السلطة المحلية، وتزداد معاناة مدن دلتا محافظة أبين خلال شهر رمضان نتيجة حرمانهم من التيار الكهربائي، تزامناً مع ارتفاع أسعار البدائل كالطاقة الشمسية والمولدات، حيث أضطر الأهالي للوقوف في طوابير طويلة أمام بائعي الثلج من أجل الحصول عليه، وشهدت عموم أسواق مديريات محافظة أبين كذلك ارتفاعاً متصاعداً في أسعار المواد الغذائية، والخضروات والفواكه مع الأيام الأولى من شهر رمضان الفضيل، لتزايد الإقبال عليها من قِبل المواطنين.

وأفاد مواطنون أن الكثير من الأهالي اصطفوا في طوابير طويلة أمام بائعي الثلج ولساعات من أجل الحصول عليه، وذلك لعدم توفر التيار الكهربائي، فيما شهدت أسواق بيع والخضروات والفواكه قفزة في أسعار البطاط والطماطم، فقد كان يتراوح ما بين 200 إلى 300 ريال للكيلو الواحد في الأيام الأخيرة من شهر شعبان الماضي، قبل أن تصل إلى الضعف مع بدء رمضان، موضحين أن الإقبال على الخضار، لاسيما البطاط والطماطم في شهر رمضان، لا يعطي المبرر للمبالغة في رفع أسعارها من قِبل المزارعين البائعين، بل يتوجب عليهم مراعاة الظروف المادية الصعبة لدى المواطن، والابتعاد عن الطمع والجشع المهلكين.

حرمان
وقال المواطن أحمد سالم عوض، بينما كان يحمل في يده كيساً صغيراً: "هذا ما استطعت شراءه، وهو عبارة عن مُشكّل من الخضروات والفواكه لا تكفي حتى لإفطار وعشاء ليلة واحدة، ومع هذا نقول الحمد لله على كل حال، فهناك الكثير ممن يتمنون الحصول على ما معي الآن، فالحرب وما نتج عنها من تداعيات كانهيار العملة وارتفاع في الأسعار بمختلف متطلبات الحياة، جعل السواد الأعظم من الشعب يعيشون على حافة المجاعة، وهناك من قد فارقوا الحياة بسبب الجوع، بل إن الموظفين في جميع الدوائر الحكومية، خصوصاً من ينتمون إلى السلكين العسكري والأمني، هم الآخرون باتوا يعانون الأمرّين نتيجة لتأخر صرف مرتباتهم في كثير من الأحيان، والتي لا يستطيعون بسبب ضعفها وقلتها من مُجاراة الغلاء الجنوني الذي طال كل شيء".

فيما عزى أحد بائعي البطاط والطماطم الارتفاع في أسعارهما إلى سوق الجملة الواقع بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن، وكذا لزيادة الطلب عليهما مع حلول شهر رمضان الفضيل.

ارتفاع جنوني
ولفت في حديثه إلى أن "سعر السلة (20 كيلو) من البطاط والطماطم، قبل رمضان، كان يتراوح ما بين 6 إلى 7 آلاف ريال، قبل أن تشهد ارتفاعاً مع بدء أيام الصيام في سوق الجملة إلى 20 ألفاً للسلة الواحدة".
ويأتي هذا الغلاء الفاحش لهاتين السلعتين ليسجل الارتفاع الأعلى في أسعار الخضروات بهذا الشهر، في حين شهدت بعض الخضروات ارتفاعاً طفيفًا أو استقرت على نفس السعر الذي كانت عليه من قبل.

وما بين استغلال التجار والباعة لهذا الشهر كموسم للربح السريع والمضاعف، والغلاء الجنوني في جميع السلع ومتطلبات رمضان وضعف المرتبات وتأخر صرفها، سقط المواطن ضحية لا حول له ولا قوة.
في السياق ذاته يقول المواطن ريجي دباء: إنه يعاني بشكل كبير جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً مع بدء شهر رمضان الذي تتزايد فيه الحاجة إلى الكهرباء.

يضيف: "نحتاج إلى الكهرباء من أجل تبريد الأطعمة والحفاظ على الخضرة، إضافة إلى الإنارة ليلاً ومشاهدة التلفزيون، أيضاً الأمسيات والجلسات الليلية. كأنّنا نعيش في عصر الجاهلية من دون كهرباء".

وأشار الى أن هناك الكثير من المواطنين اصطفوا طوابير من أجل شراء الثلج، ذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وهنا نطرح تساؤلا لمدير عام المؤسسة العامة للكهرباء: كيف في مدينة جعار الكهرباء شغال، أما في ضواحيها ماشي طافية، من منطقة المخزن إلى مدينة الكود إلى منطقة المسيمير وإلى مديرية زنجبار؟، أيش مدينة جعار خط أحمر يا مكيش؟!.

وأضاف: "أما بالنسبة لارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، غلاء نار، بالذات مع دخول شهر رمضان، وعندما أسأل أحد البائعين يقول يرجع السبب في الارتفاع الى عدم توفر مادة الديزل، حيث يضطرونا إلى شرائها غالي من المزارعين".

سوء الخدمات أصبحت شبه معدومة
فيما قال عبدالله عيسى، أعلامي وناشط من أبناء مدينة زنجبار: "استقبل المواطنون في مديرية زنجبار شهر رمضان بسوء الخدمات، ومنها الكهرباء التي أصبحت شبه منعدمة في المديرية رغم الوعود الكاذبة من سلطات الشرعية في المحافظة بتوفير محطة كهربائية في المديرية والتي أصبحت في علم الغيب".
وأضاف: "ينتظر المواطن في زنجبار ساعات طويلة في انتظار عازلات الثلج الذي أصبحت تجارة رابحة، وخصوصا السوق السوداء في تجارة البرد نطالب الجهات المختصة بمراقبة ذلك".

وأكد أ أن ارتفاع أسعار الخضروات في مديرية زنجبار أدى إلى زيادة معاناة الناس في المديرية، والسلطة غائبة تمام من مراقبة الأسعار في المديرية، بل هناك جهات متواطئة مع التجار الجشعين في المديرية مقابل حفنة من المال على حساب المواطن المغلوب على أمره في المديرية.

يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة السوء
من جهته يشير المواطن منير الحاج إلى أنه اضطر قبل دخول شهر رمضان لشراء بطارية بنظام الطاقة الشمسية الذي يملكه في بيته، بعد أشهر عدة قضاها من دون تيار كهربائي بسبب تعطّل بطاريته السابقة.
يضيف منير: "أنفقت على شراء البطارية 95 ألف ريال يمني، وفضلت الاستغناء عن أشياء أساسية تحتاج إليها أسرتي حتى لا تعيش في الظلام خلال شهر رمضان".

ونتيجة لانقطاع التيار الكهربائي منذ الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم اضطرت بعض الأسر في محافظة أبين إلى شراء المواد الغذائية بشكل يومي لتجنب تلفها، ويعدّ سكان المناطق الجنوبية الأكثر تضرراً بسبب انقطاع التيار الكهربائي، إذ يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة السوء بسبب الحرارة المرتفعة، لا سيما مع أول يوم من شهر رمضان، بسبب الصيام.

ويقول أبو وائل، أحد هؤلاء المتضررين من الحرارة المرتفعة بمدينة زنجبار: "إنّ المواطنين في المدينة يعيشون جحيماً نتيجة الحرارة المرتفعة لانقطاعات التيار الكهربائي مع دخول شهر رمضان الكريم".
يضيف: "غالبية السكان فقراء مُعدمون وبالكاد يستطيعون توفير متطلبات الحياة الأساسية لعائلاتهم ولا يملكون المال لشراء مولدات صغيرة أو غير ذلك".

لافتاً إلى أن معاناة الناس سوف تتفاقم خلال شهر رمضان بسبب الصيام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى