علامات الساعة الكبرى

> ظهور الدخان
من كبرى هذه العلامات التي تسبق يوم القيامة في الإسلام؛ ظهور دخان عظيم يأتي من السماء فيعم الكون كله؛ فيخشى الناس من ذلك الدخان ويصيبهم الهلع والجزع؛ ويظنون أنه العذاب الأليم وهو دخان عظيم عام يظهر بسبب ترك الحق، وكثرة المعاصي، يملأ الأرض كلها فتصبح كبيت أوقد فيه.

الأدلة عليه
يستدل المسلمون بنصوص القرآن وكتب الأحاديث والسنة النبوية على حتمية هذا الحدث وعظمته؛ فيذكر الدخان في النص القرآني "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ" سورة الدخان: 10 - 11، وذكر في كتب الأحاديث النبوية كالذي ورد في صحيح مسلم بصيغتين تذكران الدخان كإحدى علامات يوم القيامة عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة».

اختلاف العلماء في الدخان
العلماء على ثلاثة أقوال:

الأول: ذهب معظم العلماء سلفا وخلفا إلى أن الدخان هو من الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد وهو من علامات الساعة الكبرى، وسيقع قرب يوم القيامة، وإلى هذا ذهب علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو سعيد الخدري وغيرهم، وكثير من التابعين.

وقد رجح الحافظ ابن كثير هذا، مستدلا بالأحاديث التي سبق ذكرها عند الاستدلال على هذه الآية (آية الدخان)، وبغيرها من الأحاديث، وأيضا بما أخرجه ابن جرير وغيره عن عبد الله بن أبي مليكة قال: غدوت على ابن عباس ذات يوم فقال: "ما نمت البارحة حتى أصبحت، قلت: لم؟ قال: قالوا: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت". قال ابن كثير بعد ذكره لهذا الأثر: "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر وترجمان القرآن، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرها التي أوردوها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة.

الثاني: وذهب قليل منهم إلى أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشا من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- حين لم يستجيبوا له، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان، وإلى هذا القول ذهب عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وتبعه جماعة من السلف ورجحه ابن جرير الطبري رحمه الله.
الثالث: وقد ذهب بعض العلماء إلى الجمع بين هذه الآثار بأن قالوا: هما دخانان ظهر أحدهما وبقي الآخر الذي سيقع في آخر الزمان، فأما الآية الأولى التي ظهرت فهي ما كانت قريش تراه كهيئة الدخان، وهذا الدخان غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من أشراط الساعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى