فشل إخواني في إسكات انتفاضة سقطرى ووضع مرشح للانفجار في البيضاء

> «الأيام» غرفة الأخبار

> يتزامن التصعيد في شمال اليمن بين قبائل محافظة البيضاء والحوثيين مع تصعيد آخر شهدته محافظة أرخبيل سقطرى جنوباً، حيث تشهد الجزيرة حالة غير مسبوقة من التوتر، بعد مقتل مواطن مُوالٍ للمجلس الانتقالي الجنوبي على أيدي عناصر مسلحة تتبع المحافظ المدعوم من الإخوان، رمزي محروس، وسط اتهامات إخوانية للسعودية بدعم الانتقالي الجنوبي.

ففي المعسكر المناوئ للحوثيين تتسع دائرة الانقسامات مع تعثر تنفيذ اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة وعودة التوترات السياسية والإعلامية والعسكرية وصولاً إلى الصدام المباشر في أرخبيل جزيرة سقطرى الذي ما زالت تداعياته مستمرة، وفقاً لمصادر يمنية.

وقامت حشود غاضبة من المواطنين في مدينة حديبو عاصمة أرخبيل سقطرى، الإثنين الماضي، باقتحام مبنى السلطة المحلية ورفع صور طاهر علي عيسى الذي قتل برصاص عناصر إخوانية، وطالبت بإقالة المحافظ الموالي للإخوان رمزي محروس.

ووفقاً لصحيفة العرب اللندنية، فإن التصعيد في سقطرى مرتبط بمشروع إخواني ممول من قطر لتهيئة الوضع للتدخل التركي من خلال إيجاد موضع قدم لهذا التدخل على الطريقة الليبية نفسها. ووفقاً للمصادر ذاتها، تنحصر خيارات التدخل التركي في سقطرى إلى جانب سواحل محافظة شبوة وميناء المخا بمحافظة تعز، وهي مناطق ساحلية تعاني من حالة تحرش إعلامي وسياسي وعسكري إخواني مستمر.

وتندرج التوترات التي تشهدها سقطرى في إطار المشروع التركي في اليمن، وخصوصاً أن هذا التوتر جاء بعد زيارة سرية قام بها محافظ سقطرى، رمزي محروس، لإسطنبول والتقى خلالها بقيادات إخوانية متطرفة على صلة وثيقة بالمشروع التركي في اليمن.

وجدد وزير الداخلية اليمني المرتبط بقطر، أحمد الميسري، أمس الأول، هجومه على التحالف العربي على خلفية التطورات التي تشهدها جزيرة سقطرى، وحمّل الميسري في تسجيل مرئي خاص بقناة الجزيرة، السعودية مسؤولية تحديد الجهة المعطلة لاتفاق الرياض.

واتهم الميسري الرياض التي تقود التحالف العربي بالتواطؤ مع المجلس الانتقالي، مضيفاً أن "الرئيس هادي لم يكن موفقاً عندما وافق على تأخير دخول الجيش إلى عدن استجابة لرغبة السعودية".

واعتبر وزير الداخلية اليمني الذي دأب في الفترة الأخيرة على مهاجمة التحالف العربي أن مشروع "الإدارة الذاتية" هو مشروع "إماراتي بامتياز صمم وأعلن ويدار من أبوظبي".

وتشير تقارير إلى تورط الميسري إلى جانب وزراء في الحكومة الشرعية، مثل صالح الجبواني وزير النقل ونبيل الفقيه وزير الخدمة المدنية المستقيلين، في العمل من داخل الحكومة اليمنية لصالح الأجندة القطرية والتركية في اليمن والعمل على إفشال "اتفاق الرياض" والدفع نحو الصدام العسكري بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي محافظة البيضاء أكدت مصادر مطلعة أن الوضع قابل للانفجار في أية لحظة، إثر التوتر المتصاعد بين الحوثيين وقبائل المحافظة التي تداعت لطلب القصاص من عناصر تابعة للحوثيين في المحافظة، أقدمت على اقتحام منزل في مديرية "الطفة" وقتل امرأة، وهو ما اعتبرته القبائل انتهاكاً للأعراف والقيم اليمنية.

وتشهد المحافظة الإستراتيجية التي تشترك في حدود مع 8 محافظات يمنية أخرى، حالة من التحشيد العسكري المتبادل بين رجال القبائل بقيادة الشيخ القبلي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي من جهة، وبين المليشيات الحوثية من جهة أخرى، في ظل أنباء عن فشل جهود الوساطة.

وأعلن العواضي، في وقت سابق، عن فشل وساطة عمانية لرأب الصدع والتوصل إلى حل قبلي لإنهاء التوتر الذي تصاعد بعد دعوة أطلقها العواضي لقبائل البيضاء للاحتشاد تحت ما يسمى "النكف القبلي"، حتى يستجيب الحوثيون لمطالب أولياء دم جهاد الأصبحي التي تم قتلها في منزلها بمنطقة "الطفة" من قِبل مسلحين حوثيين، وتتضمن المطالب تسليم المتورطين باقتحام المنزل وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من أبناء قبيلة القتيلة.

وحث السفير البريطاني في اليمن، مايكل آرون، الطرفين على ضبط النفس، وقال في تغريدة على تويتر: "نتابع بقلق التطورات في محافظة البيضاء، إثر مقتل الفتاة جهاد الأصبحي، وندعو الحوثيين وقبائل البيضاء إلى ضبط النفس ووقف التحشيد المسلح".

ويرفض ياسر العواضي، بحسب تسجيلات مسربة له، تدخّل الحكومة والتحالف العربي في الخلاف بينه وبين الحوثيين، معتبراً أن هذا الخلاف له أبعاد قبلية واجتماعية ولا يحتمل التدخل السياسي.

ويشير مراقبون إلى أن الأزمة اليمنية مقبلة على المزيد من التعقيد، نتيجة لجولات الصراع التي تلوح في الأفق، وتفاقم الوضع المعيشي والصحي بسبب تفشي كورونا على نطاق واسع في المناطق الخاضعة للشرعية أو تلك التي ما زالت تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وفقاً لمصادر طبية متواترة أكدت رصد العشرات من الحالات المصابة بالفيروس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى