كورونا وغياب الوعي الصحي

> نؤمن جميعاً بأن الموت آت لا مفر منه ، وندرك تماماً ما تمر به عدن والجنوب واليمن عامة من أزمات مركبة وأوبئة متعددة في مجتمع أثقلته الحروب وأنهكته الأزمات، واستفحلت معها الأوضاع وبلغت مستويات مأساوية تتجاوز حدود الإمكانيات المتاحة على محدوديتها.

وعلى الرغم من ذلك فإن تجارب انتشار وباء كورونا في دول العالم قد وفرت لنا مؤشرات واضحة في أن الدول التي تعاملت مع الإجراءات الاحترازية والوقائية تمكنت من تخفيض أعداد المصابين، وكذلك أعداد الوفيات، فيما أن الدول التي تعاملت مع الوباء باستهتار دفعت أثماناً باهظة ومثال على ذلك إيطاليا، مما دفعها لاتخاذ إجراءات قاسية بعد ذلك، أتت بنتائج مثمرة خلال فترة وجيزة.

حالة الاستهتار في التعامل مع المصابين بالوباء ستحصد الكثير من أرواح الضحايا الأخرى، إذ أن هناك آليات وطرق معتادة في التعامل مع الحالات المصابة في كل دول العالم إذ يجب على كل من كان لديه مصاباً أو مشتبها بإصابته بكورونا أن يلتزم بها ، ويتخذ الإجراءات الاحترازية ، وندرك بأنك لست أفضل من أحبابك ، وأن الحياة تهون أمام فقدانهم ، لكن لك أحبة وأهل ومجتمع كامل ، وكلما تهاون أحدنا كان سبباً لإحداث مزيد من الموت والهلع.

يجب أن نتعامل مع هذا الوباء ، كما تعاملت معه بقية دول العالم، ونبتعد عن نشر الإشاعات وترويع الناس ، فأحياناً يكون الهلع والخوف والرعب المصاحب للمرض أشد وطأة على المصاب وأهله وأحبائه من الوباء ذاته.

هناك مبادرات شبابية ومجتمعية جيدة ، تصدرها الكثير من الغيورين إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي ، والدعم الطبي المقدم من دولة الإمارات ، في ظل غياب تام ، لبقية دول الجوار والمجتمع الدولي ، واستهتار حكومة الشرعية ، وسعيها لإفشال جهود انتشال عدن ، من وضعها الكارثي .. أنا على ثقة بأن الأيام القادمة ستشهد انفراجة كبيرة ودعماً لا محدوداً لمواجهة وباء كورونا ، وتعقيم المدينة ، وإزالة المخلفات ، وتنظيم الوضع الصحي ، ولكن كل ذلك لن يجدي نفعاً إن لم يرتق الوعي الصحي لدى كافة فئات وشرائح المجتمع إلى مستوى خطر الوباء وحجم الكارثة المحدقة بالجميع.

كفاكم استهتاراً يا هؤلاء ، لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة ، خذوا بالأسباب ، لا للتجمعات ، لا للمخالطة ، من خالط مصاباً فليعزل نفسه حتى يتحقق من أنه غير مصاب ، أو حتى تمر الفترة المحددة للعزل ، إلزموا منازلكم ، والبسوا الكمامات والقفازات عند خروجكم الاضطراري من المنزل ، والتزموا بإجراءات التباعد الاجتماعي .. لسنا في نزهة أو أمام مشكلة بل أمام خطر داهم عجزت عن مجابهته أعتى الأنظمة الصحية في العالم ، ووقفت دول كبرى وعظمى في العالم أمامه حائرة ، فما بالك بدولة تفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية .. نسأل الله اللطف والسلامة في ما حل بنا من وباء فتاك ، والزموا بيوتكم .. واهتموا باجراءات الوقاية والإرشادات الصحية الاحترازية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى