أين سلطاتنا عندما تغوّل كورونا؟!

>
* اليوم أرقام الوفيات فلكية، وبحسب عقلية مجتمعنا ونمطية تفكيره، سيكون الرقم مزلزلاً في المدى المنظور، لأنّ أبسط أشكال التّحوط في التعاطي مع هذه الجائحة غائبة تماماً، ثم إنّ أداء السلطات أكثر غياباً وتوهاناً.

* السلطة الشرعية والانتقالي شكلا لجاناً عليا لكورونا، وحقاً كلها من أطباء مرموقين، لكنهم بدون مختبرات متخصصة بالجائحة ومتكاملة، أي مجرد بشر بدون إمكانيات مادية للتعاطي معها، وأعتقد أنهم لا يلتقون مطلقاً للتباحث حولها، أو لوضع تصورات بما يريدونه من السلطات للتعاطي الميداني معها، وحتى الآن ينعدم التشخيص الدقيق للمرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، وكل حديث عنه يدور وسط لغط وهذيان وسائل التواصل بالعبث المعروف فيها، أي أن المواطن في حيرة مطلقة من أمرها، وهذا كارثي.

* المستشفيات العامة والخاصة تارة تقبل المرضى وتارة ترفض، أو تقبل بالوساطات والإغراءات وسواها، وكلها غير مجهزة تجهيزاً حقيقياً للتعاطي مع الكارثة.. وتصوّروا في محجر (الكميتي هول) بالبريقة بعدن، المرضى يفترشون الأرض بدون أسرّة، والغرف بدون مكيفات، أي أنهم في حالة مزرية للغاية، وكأنهم في زريبة أغنام!

* إننا أمام كارثة حقيقية فعلاً، وحتى اليوم لم يُجرَ تشريح جثمان متوفى لمعرفة نوعية هذا الفيروس وما يخلفه في الإنسان، أي أننا في حالة توهان مطلق، وإجراءات الدولة مع شعب مسؤولة عنه غائبة تماماً، فهي لم تعلن حتى الآن عن إجراءات مُلزمة ويجب اتباعها أو تفرضها على الأرض بقوة سلطاتها، فأسواق القات مستمرة، وفيها يتجمع البشر بشكل جنوني، وحتى في الباصات الصغيرة (الدّباب 7 ركاب) وغيرها من الباصات الضيقة تمارس عملها وبدون تحوطات تُذكر، والشرعية والانتقالي غائبان تماماً!

* حتى متى نظل في هذه الغيبوبة؟ وكابوس هذه الجائحة يلتقط من بين أوساطنا أحبتنا وأهلنا بالجملة يومياً، وهذا أمرٌ جلل، وهو يهز أي سلطة حقيقية وتستشعر مسؤولياتها في العالم إلا سلطاتنا هنا.. وتصوروا أننا حتى اللحظة نفتقر إلى إحصائيات دقيقة بعدد المصابين، أو بعدد المصابين الذين تشافوا وتعالجوا، أو باحتمالات الإصابة في المدى المنظور، أو بعدد المتوفين إجمالا وكم متوفى منهم بالكورونا، لقد وصلنا إلى هذا المستوى المزري من الانحدار وغياب سلطات الدولة الحقة!

* لابدّ من تحريك هذا الملف الكارثي وبشكل جدي، ولابد للتحالف العربي المسؤول أممياً وأخوياً عن هذه الجغرافيا أن يلعب دوره وبشكل فاعل، أو هو يفلحُ فقط في إلقاء قنابله على هذا الشعب وأراضيه بحجة قتال الحوثيين.. نحن في وضع كارثي، وعلى الكل التحرك وبشكل ملموس قبل تفاقم الكارثة وتفاقم أرقام الوفيات، فعلى هذه الأرض بشر منكوبون بالمعنى الحرفي للكلمة.. أليس كذلك؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى