عندما بكت أبين كلها

> مثل رحيل د. حسين عبدالقادر الجفري خسارة فادحة ومؤلمة لا تعوض في وقت عصيب نحن أحوج ما نكون إليه وإلى مهاراته الطبية، لكنها إرادة الله ولا اعتراض.
د. حسين الجفري علم من أعلام أبين ورموزها المرموقة، دخل إلى قلوب الناس وكل من عرفه فارضا احترامه بتواضعه وأخلاقه، ناهيك عن جدارته في طب الأطفال.

ستبكيه أمهات الأطفال ويبكيه الأطفال كونه كان بمثابة البلسم الذي يعيد للأطفال ابتسامتهم يحظى بثقة الآباء والأمهات معا. كان كلما مرض أحد أطفالي أو أطفال أقربائي نجد في شخص د.حسين ملاذا آمنا يختصر لك المسافات ويعينك من أقصر الطرق.
أنا شخصيا افتقدت أحد أنبل  أصدقائي الذين أفاخر بصداقتهم. عندما سكنت في زنجبار كان يجمعنا ود.حسين ومحمد أحمد عبدالله، والمغفور له البريكي وآخرين.. مقيل ناصر عبدالله عثمان، أمين عام المجلس المحلي محافظة أبين، وأول شخصية أبينية تحترم نفسها قدم استقالته طواعية عندما شعر أن ليس بمقدوره أن يقدم شيئا لأهله في محافظة أبين عندما توالت عليها النكبات والحروب تباعا.

كان د.حسين من متابعي مقالاتي في صحيفة «الأيام»  وكثيرة هي المرات التي امتدحني فيها شعرت أن شهادة بحجم ومكانة وأخلاق د.حسين الجفري تمثل لي وساما وتاجا اعتز بحمله. كنت أشعر أنني أمام إنسان يفيض قلبه الطاهر حبا للناس لا يعرف الأحقاد ولا المناطقية ويرفض كل سلوك معيب مشين، مترفعا بما هي قيمه وأخلاقه وتربيته في أسرة عريقة بتاريخها وقيمها معروفة للجميع.

توطدت علاقتي بالدكتور حسين وزميله المخلص ونائبه محمد فضل زيد عندما تسلما قيادة هيئة مستشفى الرازي العام أبين وفي عهدهما الميمون كان الرازي مستشفى بكل ما تعنيه الكلمة.
شعرت أن الواجب علي الوقوف إلى جانبهما لأني لمست في الرجلين ومن  َخلفهما الطاقم الطبي آنذاك والبعثة الطبية الصينية ومحافظ أبين طيب الذكر م. فريد مجور ما يستحق الإعجاب. حيث توسع الرازي في العيادات الخارجية وتم تزويده بأحدث المعدات والأجهزة الطبية الحديثة. مثل د.حسين الجفري ومحمد فضل زيد ثنائيا متفاهما منسجما حريصا انعكس هذا على أداء المستشفى وهذه حقيقة لا ينكرها الأجاحد.

ليس الوقت الآن لذرف الدموع قدر ما وجدنا أنفسنا هنا نكتب شهادتنا للتاريخ لننصف من توفاه الله ومن مازال يعيش قعيدا في بيته وقد دفعا ثمن الإخلاص وفن القيادة.
بخسارة الوسط الطبي للدكتورحسين في هذه الظروف الصعبة والتعيسة يكون حجم الجائحة والخسارة فوق ما نتصور. وأن يقف الطب عاجزا في إنقاذ حياة طبيب بهذه المكانة والشهرة والمعرفة والخبرة والأخلاق تكون هي المصيبة بعينها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رحم الله د. حسين عبدالقادر الجفري رحمة واسعة وإنا لفراقك  لمحزونون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى