قرية بلحج استخدمت نظام العزل الصحي قبل 175 عاما

> تبن «الأيام» هشام عطيري:

> كشف الناشط والباحث المجتمعي حميد مجيد السلامي عن وفاة 16 شخصا من مختلف الأعمار في منطقة واحدة بمديرية تبن محافظة لحج خلال شهر ونصف.
وقال في حديثه لـ "الأيام": "إن معظم الوفيات في منطقة المجحفة هم من كبار السن المتأثرين بالحميات المنتشرة وفايروس كورونا".

وأوضح السلامي أن منطقة المجحفة شمال شرق مدينة الحوطة شهدت خلال تاريخها عدة أوبئة بدأت في العام (1848م - 2020م) حيث أصاب وباء المنطقة قبل مائة وخمسة وسبعين عاما فقد أصيب العديد من المواطنين بالجذري، فيما وباء آخر وهو الحمى وقد أصيب به 48 تلميذا و8 من الأهالي قبل 61 عاما، بحسب أحاديث كبار السن والمعمرين في المنطقة ووثائق التربية والتعليم في السلطنة العبدلية حول مرض الحمى الذي انتشر في مدرسة المنطقة.

وقال الباحث السلامي "إن الوعي الصحي لدى المواطنين في منطقة المجحفة في ذلك الزمن القديم، أي قبل 170 عاماً، أفضل من اليوم، فقد اتخذ أجدادنا القدماء عددا من التدابير الصحية السليمة التي لم تخطر على عقول الناس هذه الأيام مع اختلاف درجات الوعي والثقافة والتعليم، فكان هذا معدوماً في ذاك التاريخ القديم ومع ذلك نفذ أجدادنا عددا من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار وتفاقم الوباء، منها العزل الصحي وهو ما يعرف اليوم بالحجر الصحي، فقام الأهالي بعزل المرضى عن بقية سكان القرية ومنعوهم من الخروج من منازلهم ومنعوا مخالطتهم، مع السماح لأهالي المرضى بمعالجتهم بالعلاج الشعبي المحلي مع حذرهم الشديد من ملامستهم والقرب منهم، إضافة إلى دفن المتوفين من وباء الجدري في مقبره مستحدثة".

وتظهر في منطقة المجحفة في الجهة الجنوبية منها بقايا آثار مقبرة تم دفن الموتى من مرض (الخامج) الجدري فيها، خصصها مشايخ وأهالي القرية لتكون في معزل عن الساكنين، حسب السلامي، وهذا إجراء صحي واعٍ في زمن غابر وقديم.
واختتم السلامي حديثه بالقول "إن منطقة المجحفة منطقة موبوءة في ظل سكوت الأهالي وخوفهم من المصير المحتوم الذي ينتظرونه وغياب الأجهزة الرسمية والصحية في المحافظة في التحرك لتقييم الوضع الصحي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأهالي جراء انتشار الحميات".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى