رجال الصحافة والكلمة وأعمدتها.. صحيفة "الأيام" وفارسها الراحل

> السفير د. محمد صالح الهلالي

> الصحافة مصطلح عام قد يمتهنها ويسير في ردهاتها العديد وأي هاو أو متخصص أو إعلامي، ولكن لا تجتمع الحقيقة وقوة الحجة والكلمة والصدق والشجاعة لكل صحفي إلا في قلة امتازوا بالريادة وبالانحياز للحقيقة والحق والأمانة والناس ومقارعة ومواجهة الظلم والفساد ورموزه، ومن هؤلاء عملاق الصحافة الجنوبية والعربية الأستاذ الفقيد المناضل الوطني هشام باشراحيل، تغمده الله بواسع رحمته، رمز عدن والوجه المشرق لصحيفة "الأيام".

وأستطيع القول إن صحيفة "الأيام" كانت القلب النابض للحقيقة ولعدن ولكل الشعب، وهشام رحمه الله كان الدينامو المحرك والعقل المتقد لهذا المنار والمشعل المتوهج في عدن والجزيرة والإقليم، ووصلت إلى الدولية أثناء إدارته لها.

وبمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل هذه الهامة التي خرج من تحت عباءته الكثير من الصحفيين والإعلاميين، ومن مدرسة "الأيام" جيش من الكتاب والمهنيين.. وقد واصلت كوكبة من أبنائه السير على خطى طريق الفقيد والالتزام بنهجه القويم وإكمال مسيرته حتى تحقيق كل أحلامه ومبادئه التي تحقق اليوم منها جزء يسير، ولازال هناك طريق شاق لتحقيق كل ما ناضل الفقيد وضحى من أجله، وصحيفة "الأيام" نهج الحرية والعدل والمساواة والدولة المدنية دولة القانون واستعادة عدن لمكانتها ووجهها المشرق ومدنيتها ومطارها ومينائها ومواجهة الظلم والعبودية وتبني مظالم الناس وقضاياهم العادلة.

وفي ذكرى هشام هذا العلم والإنسان المناضل لابد من التذكير بكل الذي واجههُ ردحا من السنين العجاف من مختلف أشكال التعسف والترهيب والسجن والزيف والظلم وإرهاب النظام البائد وجلاوزته وعملائه وأمنه وعسسه وعدوانهم عليه وعلى دار سكنه وأسرته بقوة الأمن وقنابله ورصاص النظام وعسكره، واجه كل ذلك هو وأسرته بكل قوة وإصرار وشجاعة، لازالت في ذاكرة كل جنوبي وعدني مواقف هشام وثباته وتضحيته بصحته وبكل شيء في سبيل مبادئه وقناعاته وانحيازه لأرضه وشعبه، رافضا الترغيب والمغريات.

إن تلك المواجهات لدار عميد "الأيام" ولشخص الإنسان المثقف المسالم البسيط هشام حامل القلم ستظل معلما للأجيال ولن تنسى، وتذكرني بمواجهة اليندي وسمير قصير وكريم مروه وجيفارا وغيرهم من كبار رجال الحرية والقيم والقلم والكلمة والنضال أولئك الرجال الأفذاذ الذين صنعوا تاريخهم ونهايتهم بأنفسهم وسقطوا وقوفا شامخين.. فألف تحية وسلام لروح هشام باشراحيل وتحية له يوم مولده ويوم وفاته ويوم يبعث حيا، والتحية لصحيفة "الأيام" ورجالها وهم يواصلون مسيرة الراحل العظيم..

فهل عرفتم الفرق الكبير بين رجال الكلمة والمبادئ وممتهني الصحافة كمهنة وعمل؟ إنه فرق "لو تعلمون كبير". فهل يتم تكريم ذكرى هشام بالوفاء لمبادئه وتخليد سيرته العطرة ونضاله وبالالتفاف لكل الخيرين والشرفاء حول ما ناضل وسعى وضحى هشام من أجله والعمل معا يدا بيد على استكمال تحقيقه، نأمل ذلك، وبالله التوفيق!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى