سقطرى جزيرة الأحلام والكرامة

> د.عبدالناصر الوالي*

> لم أزر جزيرة سقطرى قط ولكن تربطني بأهلها علاقة حميمة جداً، لدي فيها صداقات تكونت معهم من خلال عملي كطبيب.. يزورني الكثير من أهلها طلباً للمشورة الطبية حيناً ثم تطورت علاقتنا وأصبحنا أصدقاء يتشاورون معي كطبيب وكمرشد في عدن أحياناً أخرى.
الكل يعرف سقطرى بجمال طبيعتها الخلاب وروح أهلها الطيبة الودودة، جزيرة متماسكة مترابطة مسالمة ودودة، فتحت ذراعيها على العالم، تستضيف الجميع، وتحب الجميع.

مثلها مثل كل محافظات الجنوب مع تسارع السياسيين في سلق مشروع الوحدة بعاطفة جياشة من جهة، ومكر ودهاء من الجهة الأخرى أيدت هي أيضاً خطوات الوحدة أملاً في وطن أكبر وأقوى وأرقى.
دهاء ومكر الساسة وحب وأطماع التملك لقوى العسكر وقبلية الشمالية سرت أيضاً على سقطرى. غزو ومحاولة تغيير التركيبة السكانية مورست بشكل ممنهج، استبيحت زهور الأرض وجواهر البحر.. وشعبها الودود الصابر يتحمل على أمل أن خيرات الوحدة ستأتي وثمراتها ستنضج مع الوقت.

استمرت وطالت المعاناة وازدادت شراسة وحدة الغطرسة الاستعمارية بعد حرب 64م وسقطرى جزيرة التاريخ والطبيعة والأحلام صابرة ومضحية. تململ الشعب الصابر المثابر وعبر عن عدم رضاه بالوضع.. طالب بالتغيير وتحكيم العقل والعودة الى الصواب.. ظنوا ودهم وهن وصبرهم عجز وسلميتهم خوف فامعنوا في غيهم.
تحملوا كل أنواع القهر والإذلال وكانوا يعتقدون أن هذا سينتهي بسقوط الطاغية علي عبدالله صالح، فاذا الأمر كما هو حتى وصل بالمتغطرسين الجدد أن ينكروا عليها انتماءها للجنوب ومحاولة سلخها عنه.

طفح الكيل وضاق الصبر من صبر أهلها وقررت أن تقول كلمتها وقالتها كما لم يقلها أحد من قبل. تفجرت سقطرى حمم براكين تحرق كل متغطرس جبار وفي ساعات معدودة حسمت الأمر.
سقطرى جنوبية. شعب ودود ولكنه جلد، مسالم ولكنه حازم، صابر ولكنهم ذوو عزم، هدوؤهم حكمة ووقار وعندما لزم الأمر شدة وقرار. عادت سقطرى وعاد الجنوب معها بلمحة بصر بعدما ظن الطغاة أن الأمر لهم قد استقر.

هنيئاً لك يا سقطرى الكبرياء والكرامة.. سقطرى الإباء والشموخ. أنجزتم المهمة بطريقتكم المميزة تميز جمال جزيرتكم وروح شعبكم. عيوننا منبهرة وأفئدتنا منشرحة تعلمنا منكم ماذا يعني جمال الأرض وسمو الروح وعنفوان الحرية.

وجـــاهل مده في جهله ضحكي

حتى أتتــــه يــد فراســة وفم

إذا رأيـــت نيوب الليــث بارزة

فلا تظنـــن أن الليــث يبتســم.

* رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى