حوار مع صديق مثقف من الشمال 1 - 2

> الجنوبيين لا يبيعون أوطانهم وفضل الجنوب على الشمال مؤصل ومثبت تاريخيا
هذا حوار مقتضب بيني وبين صديق مثقف من الشمال عن آخر تطورات الوضع في الشمال والجنوب. كنت أعرف أن له مواقف مؤيدة للوحدة ومواقف مخزية تجاه القضية الجنوبية التي كان يعتبرها حقوقية ومطلبية، فكنت أقول له: لو هي حقوقية ومطلبية، فلمَ لا تطالبوا بتنفيذها لتخرسوا بها الانفصاليين من الجنوبيين؟ وهو يعلم جيدا مدى معارضتي للوحدة منذ ٣٠ نوفمبر ١٩٨٩م، وما زلت على نفس الموقف، أي إن اليمن لم يتوحد على مر تاريخه القديم والوسيط والحديث.

بدأ سؤاله عن طبيعة الوضع في جزيرة سقطرى التي أسقطتها القوات العسكرية للمجلس الانتقالي؟ فأجبته: إنه لا علم بذلك، ولكنها بشارة خير.
هو: كانت بيد الجيش الوطني وليس بيد قوة أجنبية؟

أنا: لا أعترف بهذا الجيش الذي تتوالى فضائحه وهزائمه، وترك أرضه وذهب يقاتل من قاتل معه من الجنوبيين، وأي جيش ذاك الذي يسلم مواقعه من دون مواجهة؟ وأي جيش هذا الذي انتفخت فيه بطون قياداته بسبب سرقتهم لرواتب جنودها؟

هو: يعني تسلم للإمارات أحسن؟
أنا : الجنوب لا يبيع أرضه، والتاريخ يشهد على ذلك؟ وأنت تعرف من باع أجزاء من أرض اليمن، وخرجتم تستقبلونه كبطل وفاتح، وأطلقتم عليه حكيم العرب.

هو: أزعجتنا بالجنوب والجنوب ...، والجنوب كله نقائل مشتتة. أقول لك الإمارات طامعة في الجنوب!
أنا: والله، هرمنا من تصريحاتكم إننا بقايا هنود وصومال وو... رغم أنكم، للأسف، تعرفون كل التاريخ، لكنكم تتعمدون تجاهله وإنكاره، ولن نقول لكم غير: هاتوا برهانكم التاريخي والقانوني، ونحن لها في تفنيدها وتوضيح الحقيقة لكم ولكل العالم.

هو: أي تاريخ ستقولونه كاذب، فنحن الأصل والفصل ونحن من حرركم من بريطانيا؟

أنا: وأنتم من حررتم الجنوب من غزوات الدولة الهادوية والقاسمية والغزو التركي وغيره! معلوماتك يا صديقي للأسف ضعيفة جدآ جدآ جدآ، ودعني أقول لك فكرة من التاريخ ولك الحق في أن ترفضها أو تقبلها، وما التاريخ ببعيد عنا وعنكم، فتاريخكم هو تاريخ استدعاءات قوى خارجية للدعم والتدخل، فقد تم استدعاء الأحباش لنجدتكم من الغزو البرتغالي، وبعدها تم استدعاء الفرس لنجدتكم من الأحباش، ثم تم استدعاء الأتراك لنجدتكم من الأحباش، ثم تم استدعاء الإمام الهادي الرسي لنجدتكم من الأتراك، وصولا إلى استدعاء المصريين لنجدتكم من سلطة آل الهادي، واستدعاء السعوديين لنجدتكم من المصريين، واستدعاء الأفغان العرب لمساعدتكم في احتلال الجنوب العام ١٩٩٤م، وكنتم انتم من خانها وانقلب عليها، باعتراف السيد الجنرال علي محسن الأحمر في ٢٠١١م، ودواليك أي إنه تاريخ استدعاءات، وكتب التاريخ المدونة بأيديكم تشهد على ذلك، وفي العام ٢٠٢٠م استدعيتم الأتراك لدعمكم واحتلال اليمن، وبالذات الجنوب، فعن أي تاريخ تتحدث وتريد منا الاقتناع به؟ بينما الجنوب لم يستدعِ أحدا لنجدته، فهو مؤدلج على الدفاع عن أرضه، بل تراه يدافع عنكم، وهو من دعا للوحدة التي تتشدقون حبا بها.

واصلت الحديث: تستخدمون الفتاوي فقط ضد الجنوب، وأول فتوى ضد الجنوب كانت في العام ١٦٦٠م مرورا بفتوى حرب ١٩٩٤م وصولا للحرب الأخيرة، ولم نسمع لأمثالكم موقفا معارضا، إذا كنا فعلاً شعبا واحدا، ونعيش في وطن واحد وأرض واحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى