عظم الله أجرك أيها الأسير البطل.. محمود الصبيحي

> د. هشام محسن السقاف

> توفي عبدالولي في حادث سير مؤلم، وهو ثاني اثنين من أنجال الأسير لدى الحوثيين اللواء البطل محمود أحمد سالم الصبيحي، يغادران الحياة وهما في زهرة شبابهما بينما والدهما الجسور قابع وراء قضبان الأسر في مكان ما في صنعاء أو صعدة أو غيرهما.
وإذا كان فقد الابن رزء موجع ونبأ مفجع ومصاب جلل على الآباء، فما بالنا باثنين من فلذات الكبد في ريعان شبابهما يستقبل نبأ فراقهما أب وهو رازح في الأسر الجائر فلا يحضر شهادة الأول (وضاح)، ولا بحاضر هو شهادة (عبدالولي ) الآن.

البطل محمود أحمد سالم الصبيحي أسطورة الألم في سبيل الوطن، حياة رجل يختزل فيها (ألف زحف وزحف)، كما قال سيف الله المسلول خالد بن الوليد.

وهذه الزحوف وتلك الحروب التي خاضها البطل الأسير محمود الصبيحي لم تكن يوما لجاه أو لرغد في الحياة أو لأجل مال أو عقار، كانت لأجل الوطن، ومن أجل الوطن خاض الغمار الصعب، مقداما غير هياب أو متردد حاملا روحه في كفه في كل المعارك والمواجهات، لا يعرف (الفرار) الذي رأيناه عند كثيرين هربوا بأزياء (الحريم) أو انسحبوا بألوية حراساتهم فرارا وهم يستطيعون أن يفتحوا بها (القدس) إن قاتلوا كما يقاتل الأسد الهصور محمود الصبيحي.

وقد رأينا الصبيحي ذات يوم من أيام الجمر في الحرب الأخيرة يقاتل بنصف حراسته المتواجدين معه حتى نفذت الذخيرة منهم. لا مجال هنا للتراجع أو الفرار ولا من مجال أبدا للخوف من الموت:

سأحمل روحي في راحتي

وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق

وإما ممات يغيض العدى

كما قال ذلك يوما شاعر فلسطيني.

لن نتوجه بالخطاب إلى الشرعية لتضع قضية محمود (الأسير) على أجندتها التفاوضية مع الحوثيين، فالشرعية في موت سريري في غرفة باردة في أحد فنادق الرياض، وهي قبل قد أقالت محمود من موقعه الشرفي كوزير رمز للدفاع يحظى بحب الجماهير شمالا وجنوبا، وأتت بواحد من صنفها ولا جدال و(الطيور على أشكالها تقع).
فمحمود مشروع إنقاذي للوطن كان ومازال، وهي مشروع تأبيدي لمأساة الوطن ولا ريب في ذلك.

نتوجه بخطاب المناشدة للمعنيين بالأمر وهم الحوثة، فالخلاف ليس شخصيا مع محمود وبالإمكان إطلاق سراح هذا البطل الذي لم يعمل في يوم من الأيام ضد الوطن أو يخون الوطن وإن تباينت الآراء أو اختلفت الأفكار، لاسيما وهو يفقد أعز بنيه وهو في الأسر المرير!!
والخطاب موجه لكل من لديه قدرة في الفعل والتأثير لدى الحوثيين وقياداتهم، من داخل اليمن أو خارجه.

كما نتوجه بالمناشدة لإطلاق سراح هذا البطل، وهي ليست المناشدة الأولى، لجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيق الذي كان لسلفه جلالة السلطان قابوس - رحمه الله - جهودا خيرة مبذولة في هذا الاتجاه كادت أن تؤتي أكلها، والمأمول أن يواصل السلطان هيثم بن طارق هذا المسعى الطيب الذي إن تحقق سيكون دينا يطوق أعناقنا للشقيقة عمان أبد الدهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى