قطر تتحضر لارتفاع أعداد الحيوانات الضالة وسط جائحة كوفيد-19

> الدوحة «الأيام» أ ف ب

> كانت الكلبة الضالة إيزي بالكاد قادرة على الوقوف من شدة الهزال والتجفاف عند العثور عليها في منطقة مهجورة في قطر.

هي واحدة من آلاف الحيوانات الضالة أو التي تخلّى عنها أصحابها، الشاردة في شوارع الإمارة الخليجية الغنية تحت الشمس الحارقة.

والكلبة إيزي كانت محظوظة أكثر من غيرها من الحيوانات إذ ستتبناها عائلة ألمانية.

ويحذر مأوى الحيوانات الذي أنقذ إيزي من زيادة في حالات التخلي عن الحيوانات الأليفة بسبب الانكماش الاقتصادي الذي تسبب به فيروس كورونا المستجد ما دفع بالكثير من العائلات إلى مغادرة البلاد من دون القيام بترتيبات لازمة وفي فترة زمنية قصيرة.

وتؤكد أليسون كالدويل مؤسسة ملجأ "بوز" للحيوانات الأليفة في قطر الذي أنقذ إيزي لوكالة فرانس برس "نتوقع موجة من الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية التي تطلب المساعدة. تلقينا البعض منها بالفعل".

وتعاني الحيوانات التي ولدت أو هجرت في الشارع من ارتفاع الحرارة في الصيف التي تصل إلى 50 درجة مئوية فيما تتنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا لحالات سؤ معاملة للحيوانات بما في ذلك إطلاق النار عليها.

وأعلنت شركات في قطر من بينها قطر للبترول والخطوط الجوية القطرية عن تسريح عدد كبير من العاملين مع تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وتشير كالدويل "بالفعل سجلنا تدفق (في أعداد الحيوانات). وليس بإمكاننا القيام بأي شيء حقا".

ولا تتوافر أي أرقام رسمية عن عدد الحيوانات الضالة في قطر، بينما تقدر منظمة "بوز" عددهم بعشرات الآلاف.

وبالإضافة إلى مخاوف من قيام السكان الأجانب في قطر بالتخلي عن حيواناتهم الأليفة، تعقّد جائحة كوفيد-19 الجهود التي يبذلها مأوى الحيوانات للعثور على مأوى لهذه الحيوانات الأليفة.

ويشكل الأجانب 90 بالمئة من عدد سكان قطر البالغ 2,75 مليون نسمة.

بانتظار طائرة

قرّرت عائلة تقيم في ألمانيا تبني الكلبة إيزي بعدما سمعت عن قصّتها عبر صفحة المأوى على فيسبوك.

لكن مع توقف حركة الطيران التجاري في العالم في مسعى لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، تبقى الكلبة عالقة في قطر بانتظار طائرة تقلها إلى بيتها الجديد.

وفي منزلها في بريمن في شمال ألمانيا، تؤكّد كريستينا فيورير أنّها "جالسة هنا في انتظار" استئناف رحلات الطيران لاستكمال تبني إيزي.

وقالت لوكالة فرانس برس "علينا إيجاد رحلة جوية، لا تتوافّر أي طائرة حتى الآن. وأقرب موعد هو في منتصف يوليو".

وحتى ذلك الوقت، تعيش إيزي مع عائلة حاضنة موقتا في العاصمة الدوحة.

وتؤكد جولي ميلفيل التي تحضن الكلبة إلى حين العثور على طائرة، أن عائلتها رأت أن استضافة الكلبة "سيكون أمرا جيدا نقوم به هذا الصيف، لأنه من الواضح أننا لن نذهب إلى أي مكان".

وفي العادة، يتبع ملجأ الحيوانات نموذج "رفاق السفر" عبر مسافرين متطوّعين يقومون بمرافقة الحيوانات الأليفة وإيصالها إلى منزلها الجديد كأمتعة زائدة ما يكلف أكثر من 300 دولار، مقارنة ب 1600 دولار يتوجب دفعها في حال شحن الحيوانات جوا.

إلا ان هذه الصيغة بحاجة إلى أن يتمكن الناس من السفر بحرية وبشكل متكرر.

"أوقات غريبة"

تؤكد المديرة المشاركة في "بوز" هيستر دروري "لدينا عدد كبير من الحيوانات التي تنتظر رحلات طيران للتوجه إلى بيوتها (الجديدة)"، آملة استئناف سفر الحيوانات الأليفة في يوليو وأغسطس مع معاودة حركة الطيران.

وتضيف "إنها أوقات غريبة".

وعند بداية تفشي الوباء، شهد المأوى ارتفاعا في عدد الحيوانات الأليفة التي تخلّى عنها أصحابها خوفا من أن تنقل إليهم عدوى المرض.

وثمة حيوانات أيضا تخلّى عنها أصحابها بعد مرضهم ونقلهم بشكل مفاجئ إلى المستشفى.

ومنذ مارس الماضي، توفي أكثر من 100 شخص في قطر بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أصاب نحو 3,4% من السكان.

وتأسس مأوى "باوز" في العام 2014 على يد سيدتين بريطانيتين، ويصف المأوى نفسه بأنه "ممتلئ دائما" بينما يحاول التأقلم مع زيادة الحيوانات الضالة والتي تخلّى عنها أصحابها في قطر.

ويملك المأوى طاقة استيعابية تصل إلى 60 قطة و30 كلبا، ولكن يضطر فريق العمل في بعض الأحيان إلى رعاية حيوانات إضافية في منازلهم.

ويعتمد المأوى وهو غير ربحي على التبرّعات وعلى عاملين متطوعين في العادة بالإضافة إلى الإيرادات من خدمة تأمين مأوى للكلاب.

وساهم المأوى في العثور على منازل لألف من الحيوانات الأليفة ونقلها إلى بيوتها ومعظمها خارج قطر.

وبحسب دروري فإنّ إساءة معاملة الحيوانات أمر يتكرر في قطر بسبب نقص التوعية بالإضافة إلى التدفق المستمر للأجانب الذين يأتون للعمل في البلاد لفترات قصيرة.

وأقامت "بوز" شراكات مع مدارس محلية لتشجع الاطفال على التطوع مع الحيوانات والعناية بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى