> "حسبته خوي من لحمي ومن دمي" قصيدة للشاعر الكبير نجم حضرموت الذي صعد إلي السماء وتفرد عن نجومها وهو من الأرض.
هو الشاعر المتميز دائماً عبدالله الجعيدي صاحب أغنية موضوعنا الذي ألف لحنها وغناها مطرب لحج الرائع رمزي محمد، وهي الأغنية التي حققت انتشاراً واسعاً وطالت شهرتها دول الجوار بشريطها الغنائي الذي حقق أيضاً أكبر المبيعات، وصادره الأمن السياسي عدة مرات، مما رفع من شأن المطرب، وكاتب الكلمات.

والشاعر الجعيدي حضرمي الأصل من مواليد مدينة وادي عمد هاجر إلى السعودية مثل كافة الحضارم لتحسين وضعه المالي والحياتي، وهناك تفتحت ونمت مداركه العلمية والثقافية بعد أن انكب على كتب البيان والأدب والبلاغة.. بدأ وهو في ريعان شبابه بقرض الشعر، له شبه كبير في تراكيب الجمل الشعرية من شعر الشاعر الكبير حسين المحضار حتى أن بعض شعره ينسب للشاعر المحضار وأخص بالذكر أغنية حلقتنا "حسبته خوي" غنى له الكثير من المشاهير مثل الفنان الإماراتي حسين الجسمي رائعته الشهيرة "بغينا الفائدة ضيعنا رأس المال"، وغنى له أيضا الفنان أصيل أبو بكر "باعوني"، ولحن له الفنان الكبير د. عبد الرب إدريس أكثر من عشرين عملاً شعرياً وأخيراً لحن له الأغنية الشهيرة وشدا بها "الله يجازيك خير عنا يا سلمان" إشادة بالملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،

ورائعته "حسبته خوي من لحمي ومن دمي" التي شدا بها الفنان رمزي محمد عام 2012م لاقت ترحيباً كبيراً في الوسط الفني والشعبي والجماهيري على المستوى المحلي والجزيرة العربية وكافة دول الجوار لما لها من رقة وإحساس خاص نابع من وجدان شاعر واع لقضية وطنه تحت مبرر تجربة فاشلة اسمها الوحدة اليمنية، مع قوم يحكمون بالغدر في شتى معانيه والسرقة بكافة ألوانها حتى الدين يحرفونه ويكيفونه لمصالحهم الخاصة كما يقول شاعرنا:

حسبته خوي من لحمي ومن دمي

يشاركني في الأفراح وفي الأحزان

ولكن ما طلع حتى ولد عمي

ولا حتى طلع واحد من الجيران

عطيته كل ما أملك بلا حسبان

عديم الود به ليت اللقاء ما كان

تمنيته يفكر يوم في ضمي

إلى صدره ويعدل شوكة الميزان

ويفتح باب منه ينجلي همي

ويمنحني وسام الصبر والنيشان

ويطفي نار حمراء كيرها رشان

عديم الود به ليت اللقاء ما كان

أنا سمي وهو ما قال باسمي

ولا سبح ولا عود من الشيطان

وبدل ما يعتذر لي زاد من همي

وذوقنا بلا ذنب العذاب ألوان

في العهد الذي بيني وبينه خان

عديم الود به ليت اللقاء ماكان

بنية صادقة جبته إلى يمي

وسلمته قفول البيت والدكان

ولكن للأسف عينه على فمي

وشل من فمي اللقمة ونا جيعان

وخلاني وسط بحر الظما عطشان

عديم الود به ليت اللقاء ما كان.