عن داعمي الشرعية وخاطفيها

> د. عيدروس نصر ناصر

> عندما تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من الإفلات بمعجزة من الاختطاف الحوثي، والوصول إلى عدن التي أعلنها عاصمةً مؤقتةً لم يقف معه إلا الجنوبيون، حيث كان قادة الشرعية الحاليون إما واقفين في صف الانقلاب مصفقين لقادته مرددين صرخته أو هاربين بالتخفي مولين وجوههم جهات الأرض الأربع، لكنه عندما وصل إلى الرياض تسارعوا في اللحاق به وشيئاً فشيئاً تحولوا من مؤيدين خجولين للشرعية إلى شرعيين إلى مختطفين للشرعية ومتحكمين في صناعة قراراتها.

ومن هنا يمكننا الحديث عن داعمين حقيقيين وداعمين خاطفين لشرعية الرئيس هادي، والسؤال هو ماذا قدم الداعمون، وماذا قدم الخاطفون لشرعية الرئيس هادي، وبالتدقيق ماذا فعل هؤلاء، وماذا فعل أولئك مع أو بالشرعية؟
• الداعمون الحقيقيون انتصروا على الانقلاب وحرروا محافظات الجنوب، والخاطفون زاحموا المقاومة الشمالية في مأرب والجوف على الأرض التي حررتها، وجاؤوا إلى الجنوب ليسرقوا انتصار أبنائه.

• الداعمون الحقيقيون قاتلوا بسلاحهم الشخصي، وعندما جاء الدعم العربي حرصوا على كل بندقية وكل طلقة رصاص لاستخدامها في محلها، بينما سلم الخاطفون مستودعات كاملة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة للانقلابيين، وساعدوا في تهريب الأسلحة عبر مناطق سيطرتهم.
• الداعمون حرروا العاصمة عدن والمحافظات المجاورة، واستدعوا الرئيس الشرعي ليسلموه المناطق التي حرروها، والخاطفون لاحقوا الرئيس إلى عدن ليحولوها، ومعها كل المحافظات المحررة، إلى مستوطنة جديدة لهم ولأنصارهم، وتخلوا عن استعادة العاصمة صنعاء.

• الداعمون عملوا بكل السبل من أجل إعادة الخدمات الضرورية التي دمرها غزاة الانقلاب، وأحيوا الكثير منها بدعم الأشقاء في دولتي التحالف العربي، والخاطفون خربوا كل الخدمات الأساسية في العاصمة وبقية المحافظات ونهبوا المخصصات وحولوها إلى ودائع بالعملة الصعبة بأسمائهم في البنوك الخارجية، وأوقفوا كل دعم لإعادة إحيائها بحجة أن توفير الخدمات سيشجع على الانفصال.

• الداعمون أسسوا الوحدات والألوية والمعسكرات لمواجهة الانقلاب، وعمل العديد منهم متطوعين، والخاطفون قدموا الكشوف بمئات الآلاف من الأسماء الوهمية، ونهبوا مقابل ذلك مئات المليارات من العملات الأجنبية.
• الداعمون حافظوا على مدنهم ومواقعهم ومعسكراتهم وحرروا مناطق جديدة ليسلموها للشرعية، والخاطفون لم يحرروا شبراً واحداً، بل سلموا أهم المواقع العسكرية والمعسكرات للحوثيين.

• الداعمون حاربوا الإرهاب ونظفوا مناطقهم من عناصر القاعدة وداعش، والخاطفون احتضنوا الجماعات الإرهابية، وتستروا عليها ومولوها وأعادوا انتشارها لتنفيذ عملياتها الإرهابية في المناطق المحررة فقط.
• الداعمون حرروا، بالتعاون مع المقاومة الوطنية في تهامة، كل الساحل الغربي المؤدي إلى الحديدة، وشارفوا على تحرير مطارها ومينائها، والخاطفون سارعوا إلى ستوكهولم ليمنعوا تحرير الحديدة، ولينقذوا الحوثيين من الخسارة المهلكة التي كانت ستصيبهم في مقتل إذا ما تحررت المدينة.

• الداعمون تصدوا لكل مشروع مناهض للمشروع العربي، ورفضوا التدخلات التركية والإيرانية، والخاطفون يطالبون بالتدخل التركي ويمهدون الطريق لهذا التدخل ويعقدون الصفقات العلنية والسرية مع حكومة أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الجديد.
• الداعمون لم يستثمروا في الحرب ولا في الدعم العربي وبعضهم ما يزالون عزاباً ولا يمتلكون منازل، والخاطفون تنامت ثرواتهم وصاروا يمتلكون شوارع في القاهرة وإسطنبول وعمان.

• الداعمون يواجهون القوات الحوثية، ويقدمون كل يوم الشهيد تلو الشهيد في سبيل هزيمة المشروع الإيراني، والخاطفون يعقدون الاتفاقات السرية مع الحوثيون ويوشكون أن يتفقوا على كل نقاط خلافاتهم السابقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى