7 يوليو ذكرى غيرت مجرى التاريخ

> قبل أن نتفق نحن في مجلس المتقاعدين العسكرين قسراً على اليوم الذي ندعي فيه هذه الانطلاقة دارت بيننا نقاشات لمدة لا تقل عن شهر، وكان منا من يفضل أن ندعو إليها يوم 5 يوليو، وآخرون كانوا أكثر إصراراً على أن تقام في يوم 7 يوليو 2007م لما لهذا اليوم من دلالة سياسية هامة جداً، ومن خلاله سنغير هذا اليوم المشؤوم الذي تم فيه احتلال شعبنا بقوة السلاح وإسقاط الوحدة اليمنية، وسنحوله من هزيمة إلى نصر لشعبنا الجنوبي.

وفعلاً كانوا يشاركونا في الرأي نشطاء وقيادات سياسية جنوبيون، ومنهم علي منصر سكرتير الاشتراكي في عدن، وأحمد عمر بن فريد قيادي في حزب الرابطة، وعلي هيثم الغريب سياسي وكاتب جنوبي، وآخرون من كل القوى السياسية الجنوبية.

وللأمانة والاعتراف الصادق الذي لا ينكره إلا جاحد، فإن الدور البارز وطرح فكرة الخروج إلى الميدان كان يعود الفضل فيه بعد الله للشهيد البطل هشام محمد علي باشراحيل رئيس تحرير صحيفة "الأيام" وصاحبها الذي كان له دور في تصوير ونشر تجمعاتنا، وكان له فضل كبير بعد الله في حشد أبناء الجنوب معنا من خلال ما تنشره صحيفة "الأيام" التي بسبب وقوفها دفع الشهيد هشام وعياله وأسرة آل باشراحيل الثمن غالياً.

تعودنا عندما نكتب عن أي حدث أو مناسبة نضالية للحراك الجنوبي ألّا ننسى أبو باشا، وصحيفة "الأيام" التي عجزنا حتى اليوم أن نرد لهم ولو الشيء اليسير من الجميل.

كانت تلك الأيام صعبة وخطيرة ومتعبة عانى فيها شعبنا الجنوبي الكثير من الظلم والاستبداد والقهر والتجويع والعنجهية التي مارسها نظام احتلال صيف 94م.

لو تحدثنا عن المعاناة، وعن التجمعات التي سبقت انطلاق هذا اليوم التاريخي سنكتب مجلدات، ولكننا سنختصر بقدر الإمكان.

وما نود التنويه به عن ذلك الزمن المتعب والخطير تحت قبضة نظام استبدادي إجرامي همجي محتل، هو -والله- إنني اليوم أشعر بألم شديد يعصر قلبي عندما أقارن بين تلك اللحمة والتآخي الجنوبي في ذلك الزمن الصعب، وما أشاهده اليوم من مظهر عدواني وكراهية لن يسبق له مثيل حتى في تاريخ الصراعات الجنوبية بالماضي.

وأنفرد بتفكيري وأسال نفسي وأجب فأجد أنني أتوه في كثير من الاحتمالات حتى أنني أتمنى ألا أعيش لما أشاهده اليوم من صراعات تم ظهورها ونحن كنا على مشارف تتويج انتصار ثورة شعبنا الجنوبي العظيم الذي قدم شعبنا من أجله أغلى التضحيات.

عشنا حتى شاهدنا وسمعنا التشكيلات العسكرية المناطقية، ونفير الكراهية العدوانية التي انطلقت ضد بعضنا، ولم نسمع أو نشاهد سبباً يجعلنا نقتنع بأن مبدأ التصالح والتسامح كان واجباً تدميره.

هل تصدقون في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا الموضوع الذي بكل تأكيد سينقصه الكثير، ولن أقدر أوفي من خلاله بشرح كل شيء، أنها تراودني فكرة التوقف عن الكتابة حول هذه الذكرى العظيمة، وأتمرد عليها بصعوبة لأن واقع وزمن انطلاق هذا اليوم التاريخي العظيم له انطباع لا يمكن أن يفارق مخيلتي، ولكنه ينصدم بقوة بواقع اليوم الذي كشرت فيه أنياب هواة السلطة والمناصب، وانحرفوا بمسار هذه الثورة نحو أخطر الطرق التي أرجعتنا إلى ما بعد نقطة البداية.

دخلني اليأس وكرهت أي صوت أسمعه اليوم يدعي بأنه ثائر، وأنه سيجيب الجنوب لأنني تأكدت أن هذه القوى التي ظهرت على السطح بدعم دويلات لا تريد الخير للجنوب لن يتم دعمها إلا لخلق شرخ جنوبي، وفعلاً وجد هذا الشرخ والتئامه ليس بالسهولة، ولن يكون على المدى القريب.

أناس فضلوا المال والظهور والتسابق المقزز للسلطة على وطن وشعب وتضحيات جسيمة قدمها شعب الجنوب.

وما معنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى