صرخة حضرموت الكبرى

> كانت مسيرة حضرموت الحاشدة أمس الأول رسالة قوية وهامة وضرورية وهادفة لأكثر من جهة ولأكثر من طرف داخلي وإقليمي وخارجي.. قالت حضرموت كلمتها، كلاما يهز الأرض لتسمعه السماء وتردد صداه في الأرجاء من (الصمرقع) المنذر بن ماء السماء، هنا المكلا هنا حضرموت الغناء.
هكذا هي حضرموت جنوبية الهوية والهوى والانتماء، بل إنها درة الجنوب وتاجه المرصع بالجواهر الثمينة النفساء. كل الذين راهنوا على إخراج حضرموت من محيطها الطبيعي صفعتهم حضرموت التاريخ والإنسان والحضارة صفعة مضرية شهدوا نجوم الليل في عز النهار، كانوا يقرطون الحصوات الصغيرة بلا تمييز وبلا شعور.

مشروع الدولة الجنوبية الواعدة لن يأتي إلا من حضرموت الواعدة بالخير والسلام والمحبة والتسامح والأمان والعقل والاتزان والإتقان. كانت ومازالت وستظل حضرموت عصب الجنوب وقلبها النابض بالحيوية والحياة، حضرموت هي الجنوب والجنوب هي حضرموت موطن الأحقاف والرسالات السماوية من مكمن التاريخ وينبوعه.
أثبتت الحقائق التاريخية أن حضرموت طاردة لكل مشاريع طُبخت بعقلية المؤامرة وعلى أرضها تموت المؤامرات. حضرموت تجيد التمييز والمعرفة بين الصديق والعدو، الحق والباطل، وعندما تهتف حضرموت على أي غاز أو دخيل إنما تهديه شهادة موته إلى يده.

صرخة يتردد صداها في أرجاء الجنوب، هكذا فعلت مع البرتغاليين ومع الصفي (سيل الليل)، ولنا في رسول مولى عينات إلى يافع المدد في القرن العاشر الهجري خير مثال ودليل، فمجرد أن وصلت رسالة حضرموت هب الرجال: لبيك يا عينات لبيك يا حضرموت، وقال قائلهم:
رأسي ضرب من حنة المدافع
كله السبب من بدر جاب يافع
عندما تهتف حضرموت إنما تستدعي تاريخ كندة وحمير وحضرموت الكبرى. حضرموت من اسمها ورسمها حضور حضاري تليد، وموت أكيد فعال لما تريد لكل مشروع غاز بليد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى