باتفاق السلام هل يجب أن ننزوي؟

> لا يجب أن نَنزعج من اتفاق السلام المُبرم بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الطبيعي أن تبرز وجهات نظر متعصبة تأخذ من ذلك موقف العداء أو تلك التي تختلف في وجهة نظر سياسية مع ما تم، ومن المحتمل أن يتم تهييج بعض الجماعات لغرض فتح جبهة داخلية في كل بلد عربي، والمواقف تعددها واختلافها سيكون مع أو ضد هذا الاتفاق.

من ناحيتها أبرزت السلطة الوطنية الفلسطينية رعونة في موقفها، ورفعت ذلك إلى حد الامتعاض منه معتبرةً أنه خيانة للشعب الفلسطيني، ولا أستغرب مثل هذا الطرح من قِبل السلطة وحركة فتح اللتين يعلمان علم اليقين أن ذلك الاتفاق يؤسس لمرحلة واقعية تحقق من خلالها وقف الاستيطان كشرط أساسي لفتح باب العلاقات الثنائية، وهو ما يجعل منها حقيقةً يجب أن نقر بها كعرب لا أن نكون مُرعَبين منها على أسس مشروطة. الخوض في هذا الأمر ليس منكراً أو ارتداداً عن الدين الإسلامي أو إقراراً بما تفعله إسرائيل ولن نشرّع لها، وعلينا نحن كعرب وبشر أن ندرك يقيناً أن الظلم في دولنا لم نكن بمعزلٍ عنه، وعلى العكس من ذلك لقد تشربنا الظلم وقمنا بأفعال، ومارسنا أدوراً قلّما توصف بعنتريات على أهلنا في منطقتنا العربية، كما فعلت إسرائيل وتفعل، لكن الأمر بحاجة إلى تنوير وممارسة الحكمة والعقلانية بعيداً عن التعصب والتشدد، بحيث تنعكس نتائجه بدون وعي فتتحوّل إلى عصبيات لا تنتج إلا الجهل والظلم.

نحن نتقاتل فيما بيننا مشكلين مليشيات مدججة بالأسلحة تستعين بدول مارقة في أنظمتها كإيران الطائفية فَنُنزع إلى الشر وننكر أي حقوق للغير على الأرض الجامعة لنا بشرياً.

العالم يشهد تغييرات قوية، وليس علينا أن نتوارى الأنظار في منطقتنا العربية، بل علينا أن نكون أصحاب قرار جريء وواقعي لا ينجرف ولا يتشتت، فالوقوف والخروج إلى وسط الطريق سيجعل الآخرين يدركون مع من يتعاملون. هذا الاتفاق الإبراهيمي -كما يوصف- يجب أن نتلاقى حوله دون خوف أو وجل أو انزواء، ومن تردد أو خاف فعليه من اليوم أن يكون مكتوف الأيدي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى