معركة مأرب.. تصعيد حوثي لإرباك اتفاق الرياض

> عدن «الأيام» العين الإخبارية

> كثفت مليشيا الحوثي الانقلابية من هجماتها على محافظة مأرب اليمنية، وذلك في محاولة انتحارية أخيرة تستهدف إعادة تغيير المعطيات على الأرض وخلط الأوراق وإجهاض تنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتعمل مليشيا الحوثي على استراتيجية ضغط عسكرية غير مسبوقة على قوات الجيش اليمني وقبائل مأرب وذلك من ثلاثة محاور قتالية تبدأ من الشمال عبر المساحات المفتوحة لمحافظة الجوف وغربا عبر السلاسل الجبلية لنهم وصرواح امتدادا إلى أقصى الجنوب في الحدود المشتركة مع محافظة البيضاء.

وتحتل مأرب مكانة استراتيجية ما جعلها رقما صعبا في المعادلة الاقتصادية والعسكرية والسياسية في اليمن، فهي محافظة غنية تضم أبار النفط والغاز ومصفاة صافر النفطية، وتحتضن مساحتها أكبر عدد من ألوية الجيش وتشترك مع العاصمة صنعاء في أطول حدود إدارية تعد نقاط مشتعلة مستمرة، منذ اندلاع حرب مليشيا الحوثي عام 2015.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي فتحت إلى جانب جبهتي العبدية وماهلية، جبهة ثالثة في الحدود الجنوبية لمأرب وذلك في منطقة المشيريف المحاذية لمديرية الرحبة بعد توغلها من مديرية ولد ربيع التابع لمحافظة البيضاء.
أما في المحور الشمالي، ذكرت المصادر أن المليشيا الحوثية اعتمدت على جبهات حرب متعددة أطراف رغوان ومدغل ومجزر، كان آخرها جبهة قتال جديدة في مناطق الجوة والجفرة شرق مديرية مجزر على تخوم الجوف وتحاول الالتفاف على معسكر ماس وجبهة صلب وقطع إمدادات الجيش في المناطق الشمالية الشرقية.

المحور الثالث، غربا في الحدود مع صنعاء، حيث استعاد الجيش اليمني والقبائل تحت تغطية نارية مكثفة من مقاتلات التحالف العربي زمام مبادرة الهجوم في مديريتي نهم (شرق صنعاء) وصراوح (تبعد عن مارب بنحو 60 كلم غربًا) واستطاع إحراز تقدم ملحوظ على حساب المليشيا الحوثية، طبقا للمصادر.

ثقب أسود
وولّدت الهجمات الواسعة لمليشيا الحوثي على محافظة مأرب رد فعل مضاد وكبير لدى قوات الجيش اليمني ومقاتلي قبائل مراد وعبيدة والجدعان التي استطاعت في اليومين الماضيين قلب طاولة المعركة والتحول للهجوم بعد قرابة شهرين من المعارك الدفاعية.
وكشف الباحث اليمني والناشط السياسي، حافظ مطير، عن تلقي مليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية خسائر بشرية ثقيلة بلغت أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى بعد أشهر من التحشيدات العسكرية وفتح جبهات جديدة تحولت إلى ثقب أسود يلتهم الحشود.

وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن تصعيد مليشيا الحوثي الهجومي يستهدف إرباك الترتيبات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة وفقا لاتفاق الرياض، بالإضافة إلى كونه تكتيك هجوم مباغت يستبق التجهزيزات العسكرية الرامية لاستعادة المواقع التي فقدها الجيش خلال الأشهر الماضية في محافظة الجوف.
ولفت الباحث اليمني إلى أن مليشيا الحوثي وخلفها نظام طهران تحاول تحقيق أي اختراق ولو بسيط صوب مأرب من أجل تعزيز موقفها التفاوضي أمام أي استحقاقات مقبلة، فضلا عن كونها محاولة مستميتة لخلط الأوارق مستغلة الخلاف في الصف المناهض للانقلاب.

وأضاف، "يدرك الحوثيون أن نجاح اتفاق الرياض سيوحد الصف الجمهوري وهو ما يعني نهايتها وتحرك منسق ومشترك لجبهات القتال ولذا تحاول من الهجوم على مأرب أن تستفرد بشكل مسبق بكل طرف على حدة قبل توحده كونها تعرف أن مجاميعها لن تستطيع الصمود".
ووصف مطير إحداث مليشيا الحوثي حالة اختراق في جبهات مأرب بالـ"مستحيل"، لافتا إلى أن ما تقوم به ليس إلا لإحداث دفعة معنوية لأتباعها وسط نزيف بشري هائل تراكم على مدار شهرين فوق أسوار مأرب.

تشتيت القبائل
إلى ذلك، قال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية، محمد أنعم، إن مليشيا الحوثي تعتمد في مأرب معركة الجبهات المتعددة من خلال الضغط جنوبا وشمالا وغربا من إجل إحداث متغيرات في الميدان وعراقيل جديدة.
وأوضح أنعم أن زعيم المليشيا، عبدالملك الحوثي يسعى لخلط الاوراق واجهاض اتفاق الرياض وأنه من المفترض أن تنفذ الية تسريع الاتفاق المقدمة من المملكة العربية السعودية وسط اجواء معركة مارب.

وذكر أن الحرب لها قوانينها وأن معركة مأرب معركة متعددة الجبهات وما لم تسابق قوات التحالف العربي والحكومة الشرعية عامل الوقت فسيواجهون متغيرات بالميدان وعراقيل جديدة تسعى مليشيا الحوثي لوضعها من خلال تصعيدها العسكري.
من جهته، يرى الخبير العسكري اليمني، خالد بقلان، أن آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض أربكت حسابات مليشيا الحوثي وإيران فسعت لإلقاء ثقلها وحشدت قواتها القتالية وأشعلت كافة الجبهات في أطراف محافظة مأرب بشكل كبير لأرباك الجيش.

وقال الخبير اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية"، على الرغم من التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي إلا أن القبائل والجيش امتصا تأثيره، وكان الهدف من تعدد الجبهات تسهيل المهمة وتشتيت قبائل مأرب التي كسرت شوكة الحوثيين عام 2015 وهو لا يزال في أوج قوته.
وحسب بقلان فإن الجماعة الحوثية الإرهابية تسعى لإسقاط اتفاق الرياض و الإطاحة بأي فرصة سلام يتواصل إليها اليمنيون وشجعها أكثر حرف بعض الأطراف داخل الشرعية البوصلة ومهاجمة الجنوب في وقت كانت مأرب تحتاج توفير أي جهد عسكري وتحصينها من أي اختراق.

وأكد الخبير العسكري، وهو أحد أبناء مأرب، أن ترتيبات القبائل وقيادة مأرب متماسكة، وأن مخططات جماعة مليشيا الحوثي لن تتحقق وسوف تنتصر مأرب لاتفاق الرياض باعتباره نقطة انطلاقة حقيقية لإسقاط الانقلاب الحوثي وعودة العملية السياسية التي تعطلت في 21 سبتمبر 2014.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى