ناشطة تكشف جرائم الحوثيين بحق اليمنيات في السجون

>

تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية ارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق نساء اليمن، في كافة المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وخلال العامين الأخيرين، ازدادت وتيرة الانتهاكات الحوثية بحق الناشطات الحقوقيات والإعلاميات، وممثلات المنظمات المدنية، وتعددت أشكالها وتنوعت أساليبها بين الإخفاءات القسرية، والاختطافات التعسفية، والاعتداءات الجنسية والتحرش، والضرب المبرح، والتهديد بالقتل، والفصل من الوظيفة العامة.

الناشطة عائشة محمد أحمد روت قصتها المؤلمة وتجربتها القاسية التي عاشت فصولها المرعبة في سجن سرّي لميليشيات الحوثي الإرهابية يقع في بناية سكنية في شارع تعز، بالعاصمة صنعاء، خصصته الميليشيات لإخفاء عشرات المختطفات، بعيداً عن رقابة المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المحلية والدولية، وفق ما نقلت عنها عدن نيوز.

تتذكر عائشة بداية قصتها الأليمة في تاريخ 7 إبريل 2019، عندما داهمت عناصر نسوية مسلحة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية "كتيبة الزينبيات" لمقرّ عملها في منظمة حقوقية، في العاصمة صنعاء، واختطفتها منه، وأخفتها قسرياً في أحد سجونها السرّية، دون أن يعلم أهلها عن مصيرها شيئاً، حتى أفرج عنها مؤخراً في 12 أغسطس الحالي.

وتقول إنها اقتيدت معصوبة العينين إلى سجن سرّي للميليشيات الحوثية في العاصمة صنعاء، وقد تعرّضت في هذا السجن لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والإرهاب النفسي المتواصل والمستمر دون انقطاع، منذ اليوم الأول من اختطافها، حتى تم الإفراج عنها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الشارع" اليمنية.

كما أوضحت أنّ العناصر الحوثية النسوية (الزينبيات) تكفلن بتعذيبها جسدياً، وكنّ يتعاقبن على ضربها بالهراوات والكابلات النحاسية، وصعقها بالكهرباء، ورشها بالمياه الباردة وبعض الأحماض في مناطق الجروح المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدها، في كل جلسة تعذيب، متسببة بآلام شديدة أفقدتها الوعي عدة مرات، وما تزال تعاني من آثارها إلى اليوم.

في حين تكفل القيادي الحوثي المشرف على سجنها، بممارسة التعذيب النفسي ضدها في كل جلسة تحقيق معها، حيث كان يتحرش بها جنسياً تارة، ويهددها بالاغتصاب وتصوير ونشر صور وفيديوهات ملفقة عنها عبر الإنترنت، وتلفيق قضايا دعارة ضدها تارة أخرى، إذا لم ترضخ لطلبه وتعترف بالتهم الباطلة والملفقة ضدها.

وتتابع عائشة قائلة: إنها قاومت كل أساليب ووسائل التعذيب النفسي والجسدي التي مورست بحقها لإجبارها على الاعتراف بعدة اتهامات باطلة ملفقة ضدها، وظلت لأكثر من شهرين متواصلين ترفض كل تلك التهم الباطلة الموجهة ضدها، خاصة التهم المتعلقة بالشرف.

لكنها لم تستطع الصمود أكثر أمام ما تعرضت له من إرهاب نفسي رهيب وتعذيب جسدي شديد، في كل جلسات التحقيق معها التي تستمر لساعات طويلة، ورضخت في النهاية، لبعض مطالب المشرف على سجنها، ووافقت على الاعتراف ببعض التهم المتعلقة بالعمل لصالح ما تسميها الميليشيات "دولاً معادية"، وقبلت تسجيل فيديو بتلك الاعترافات مقابل حصولها على العفو العام والإفراج عنها فوراً .

وتؤكد أنّ القيادي الحوثي المشرف على سجنها لم يفِ بوعده لها بالإفراج عنها بعد تصوير فيديو الاعتراف الخاص بها، الذي وافقت على مضض على تصويره أملاً في الإفراج عنها، إلّا أنها لم تحصل على حريتها إلّا بعد مضي أكثر من عام وشهرين من تصوير الفيديو، نتيجة تدهور صحتها، وبعد ممارسة منظمة حقوقية محلية، وأخرى دولية، ضغوطات كبيرة على قيادات حوثية للإفراج عنها.

وتوضح الناشطة الحقوقية عائشة محمد أنّ الميليشيات الحوثية لجأت مؤخراً لانتزاع اعترافات مكتوبة ومصورة من كافة الناشطات السياسيات والحقوقيات والإعلاميات المعتقلات لديها، لتبرير اعتقالهن، ومواجهة الضغوطات المحلية والدولية المستنكرة لجرائم الاختطافات والإخفاءات القسرية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية ضد النساء في اليمن، والمطالبة بسرعة الإفراج عن كافة المعتقلات في سجونها.

يشار إلى أنّ كتائب الزينبيات الحوثية تشكلت أواخر العام2017، عقب المواجهات التي شهدتها العاصمة صنعاء بين الحوثيين والرئيس السابق صالح، وما أعقبها من خروج مظاهرات نسوية قادتها ناشطات حقوقيات للمطالبة بالكثير من المطالب الأساسية والقضايا الحقوقية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وقد هدف الحوثيون، من وراء تشكيل تلك الكتائب النسوية المسلحة، إلى إيقاف المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية النسوية التي خرجت ضدهم في العاصمة صنعاء.

هذا، وتؤكد كل المعتقلات المفرج عنهن من سجون ميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء، أنّ عناصر كتيبة الزينبيات الحوثية هنّ المسؤولات عن كافة الجرائم والانتهاكات التي طالت الناشطات السياسيات والإعلاميات والحقوقيات وقيادات القطاع النسوي المناهضات لجماعة الحوثي.

فقد ذكرت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، في تقرير سابق لها، أنها وحدها تلقت بلاغات باختفاء ما لا يقل عن 120 امرأة في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وأوضحت أنّ أغلب المختفيات معتقلات في البحث الجنائي بصنعاء.

فيما أكدت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسرياً أنها رصدت خلال العامين الماضيين 144 حالة انتهاك واختطاف تعرّضت لها النساء من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية في العاصمة صنعاء، وكافة المحافظات الخاضعة لسيطرتها

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى