إشكالية النمو الحضري في مدينة عدن

> د. فضل الربيعي

> يمكن القول أن التطور والنمو الحضري في عدن هو نتاج أفرزه تداخل عدد من العوامل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، كحركة الهجرة إلى المدن والنمو الديموغرافي، والنمو الاقتصادي وتدفق عائدات وتحويلات المغتربين، وقد أفضى هذا التطور إلى ظهور مجموعة من المتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية، اتسمت بالتلقائية والعشوائية التي تفتقر إلى مقومات التعمير المنظم القائم على أسس التخطيط الحضري، الذي تتبعه المدن الحديثة، الأمر الذي يضع المدينة أمام معضلة كبيرة تستدعي الوقوف الجاد أمامها، نظراً لما تحمله من آثار سلبية كبيرة على مستقبل التنمية الحضرية. إذ تتجلى مظاهر إشكالية الاستدامة الحضرية بوضوح، في غياب استراتيجية التخطيط الحضري والإشراف الفني على سير عمليات الإعمار التي تجري في المدينة بصورة عفوية ومزاجية والتي لم تراعي أبسط قواعد التنمية الحضرية، ناهيك عن غياب النظرة الاستراتيجية لمستقبل المدينة بسبب تدني مستوى وخبرات المؤسسات القائمة على شؤون تخطيط المدينة، وتداخل صلاحيات عدد من المؤسسات المعنية بالتعامل مع التنمية الحضرية، كما ساهمت الأوضاع المضطربة غير المستقرة التي يمر بها البلد منذ وقت طويل، في وجود عدد من المشكلات الحضرية، كانتشار فوضى الإعمار، والعشوائيات وغياب دور الإشراف من قبل السلطات بالمدينة.

وعليه فان المتتبع والملاحظ لتوسع النمو الحضري في المدينة سوف يلحظ حجم ذلك الخلل الذي تشهده حركة العمران الذي دون شك سوف يضع المدينة مستقبلاً أمام تحديات بيئية وإسكانية وحضرية كبيرة، قد تحّمل الدولة أعباء كبيرة وتكلفها مبالغ ضخمة جدا، إذا ما أرادت إعادة النظر في ترشيد عملية التخطيط الحضري في المدينة.

*أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى