هضبة شمسان ليست مستوطنة للعشوائي

> أحمد عمر حسين

> إن مسلسل تدمير عدن وتحويلها إلى قرية وإلى مزبلة، أعزكم الله، هو هدف الرئيس الصريع علي عبدالله صالح الذي توعد أهلها ذات يوم نافثا بكل أريحية ما بنفسه من حقد وغل تجاهها وتجاه أهلها.
عفاش ألغى دور البلدية ومكتب المهندس البلدي وصحة البيئة منذ 1997م وما بعدها. ودور المهندس البلدي والبلدية معروف ومهم وحيوي، فلا تراخيص للبناء إلا بواسطة البلدية، وهذا نظام دولي معلوم في سائر بلدان العالم.

عفاش ظن أن دور البلدية هو جمع القمامة فقط، أو ربما أراد للعشوائية أن تنتشر، فلقد أتى ببدعة صناديق النظافة، وما أدراك ما هي؟ وماذا تعني؟ ولمن توزع إيراداتها؟ وحتى لا يظن الناس ظن السوء أقول وبعد أن تم ذلك إنني لا أنكر ما يقوم به الصندوق، لكن لو تم إعطاء صلاحيات ضريبية للبلدية مثلما أتيحت للصندوق لكنا في أحسن حال ولما انتشرت العشوائية، فمهام البلدية كثيرة نوجز منها:

1 - صحة البيئة وجمع وتصريف القمامة.

2 - منح التراخيص بعد استيفاء الشروط الحضرية والهندسية بما فيها عدم الإضرار بالكابلات الأرضية وتوصيلات المياه والصرف الصحي.

3 - منح تراخيص مزاولة المهن ومراقبة الأغذية واللحوم والأسماك.

4 - فحص العاملين في الأفران والمطاعم والبوفيات والمخابز والفنادق دوريا، وإغلاق المخالفين ومحاكمتهم.

5 - إزالة العوائق وهد العشوائيات.

6 - تخطيط المدن والإشراف على المنتزهات والمتنفسات وإدارتها.

7 - مكافحة القطط والكلاب الضالة والفئران.
جانب من البناء العشوائي في هضبة شمسان
جانب من البناء العشوائي في هضبة شمسان

هذه ليست جميع المهام، ولكن أوجزنا الأهم ليطلع القارئ على جريمة عفاش في إلغاء وتهميش البلدية.
اليوم نرى أن العشوائيات قد طالت هضبة شمسان وهي سياحية وسكنية بامتياز بعد أن يقام بها مشروع استثماري سياحي وسكني خدماتي بطريقة عالية التخطيط، وذلك من خلال:

1 - تمهيد الهضبة وتقسيمها لدرجات متفاوتة في السياحة والإسكان تأخذ بعين الاعتبار المستثمرين الكبار ثم ذوي الدخل الكبير ثم الدخل المتوسط، وأخيرا ذوي الدخل المحدود في بداية الهضبة وليس أعلاها (القمة).

وهذا المشروع قد بدأ النقاش فيه وحوله في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ولكن للأسف لم يرَ النور لأسباب لا داعي للخوض فيها الآن. وكان المشروع حينذاك يتطرق إلى تعبيد وتمهيد الهضبة لإنشاء فنادق وفلل وطرق معبدة تدور حول الهضبة صعودا وهبوطا.

2 - إنشاء مواصلات تلفريك بين السلسلة الجبلية كاملة، وربما تمتد فوق البحر إلى البريقة.

لذلك نطالب الجهات المختصة بحماية هذه الهضبة حتى تستقر الأمور وتنتهي الحرب وتقوم الدولة الجنوبية بطرح هذا المشروع الاستثماري بشكل حظاري وعادل ويحقق للجميع الفائدة، فهذه الهضبة إلى جانب أهميتها السياحية تحتل مكانة أمنية خطيرة. أما من حيث مساحتها كسلسلة بعد التمهيد وربطها ببعضها بعض ستكون مدينة تضاهي حجم مدينة كريتر وربما أكثر منها.

الهضبة أمانة في أعناق الجميع، ومهما تحجج الناس بالإنسانية والنزوح نقول إن السكان الأصليين لم يستطيعوا بناء كشك، وهؤلاء يجب أن تعطى لهم مساحة لبناء مخيمات مؤقتة في ضواحي لحج، حتى تنتهي الحرب ويعودون من حيث أتوا.

هل بلغت الرسالة؟
أرجو من الجميع التكاتف وحماية تلك الهضبة البديعة لكي نعيد إحياء المشروع الاستثماري القديم في ثمانينيات القرن الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى