هجمات حوثية متواصلة في الحديدة تهدد بنسف الهدنة الأممية

> واصلت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، أمس، شن هجماتها المستمرة لليوم الرابع على التوالي في مختلف مناطق محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، في منحى تصعيدي يهدد بنسف الهدنة الأممية الهشة المبرمة أواخر 2018 بموجب «اتفاق استوكهولم».
وأكدت مصادر الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي أن هجمات الجماعة التي بدأت الجمعة على نطاق واسع، خصوصاً في محيط الحديدة وقرب مركز مديرية الدريهمي المجاورة من جهة الجنوب، كبدت الجماعة نحو 350 قتيلاً وجريحاً، فيما أفادت بأن القوات المشتركة صدت، أمس، هجوماً واسعاً للجماعة الانقلابية شرق الدريهمي.

وذكرت المصادر أن الميليشيات المدعومة من إيران استخدمت في الهجوم الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية، غير أن القوات المشتركة التي تضم «ألوية العمالقة» و«ألوية حراس الجمهورية» و«الألوية التهامية»، تصدت للهجوم وأجبرت الميليشيات على الانكسار من دون تحقيق أي تقدم.
وفي الأيام الثلاثة الماضية، أشارت القوات المشتركة إلى أنها صدت هجمات الجماعة وكبدتها خسائر كبيرة على مستوى العتاد والأفراد، بما في ذلك خسارتها القيادي الميداني المدعو «أبو حسين الكبسي» شمال غربي مديرية حيس الواقعة جنوب شرقي مدينة الحديدة.

وفي سياق هذه الأعمال الحوثية التصعيدية، قالت القوات المشتركة إن الجماعة استهدفت، أمس، قرى سكنية مأهولة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، بقذائف الهاون وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة عيار 12.7 وعيار 14.5 وأطلقت رصاص القناصة باتجاه قرى مختلفة في المنطقة. وتسبب القصف الحوثي بحالة من الخوف بين أوساط المواطنين إثر الاستهداف المباشر لقراهم ومساكنهم، بحسب ما أفاد به الموقع الرسمي التابع لـ«ألوية العمالقة».

في السياق نفسه، ذكرت مصادر الإعلام العسكري أن القوات المشتركة رصدت الأحد الماضي 85 خرقاً وانتهاكاً للهدنة الأممية ارتكبتها ميليشيات الحوثي بمناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة، شملت مديرية حيس ومنطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا ومديرية الدريهمي ومنطقة الكيلو 16 ومدينة الصالح شرق الحديدة.
وتنوعت الخروق الحوثية بين عمليات استهداف وقصف مكثف للقرى والأحياء السكنية ومزارع المواطنين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبين محاولات اختراق الخطوط الأمامية وتنفيذ الهجمات على مواقع القوات المشتركة.

وخلال الأيام الثلاثة من بدء التصعيد الحوثي الأوسع، أحصت القوات المشتركة سقوط 348 حوثياً بين قتيل وجريح خلال صد الهجمات في مناطق حيس والدريهمي والحديدة. وأكدت المصادر نفسها أن الجماعة الحوثية نقلت ظهر الأحد 70 قتيلاً وجريحاً حوثياً إلى مديرية الجراحي المجاورة كانوا سقطوا في هجوم فاشل استهدف مديرية حيس المجاورة، بعد يوم من سقوط 62 آخرين في هجوم على الدريهمي و86 آخرين نقلوا إلى مستشفيات في الحديدة.

وكانت مصادر القوات المشتركة أفادت بأن معارك الجمعة كانت كلفت الميليشيات الحوثية 130 من عناصرها بعد المعارك التي دارت في الدريهمي وخطوط التماس المحيطة بالحديدة. ومنذ سريان الهدنة الأممية في 18 ديسمبر 2018، لم تتوقف الميليشيات الحوثية عن الهجمات التصعيدية في مقابل انضباط القوات المشتركة التي تكتفي بصد الهجمات والدفاع عن النفس.

وكان الاختراق الوحيد الذي حققته بعثة الأمم المتحدة الخاصة بإعادة الانتشار في الحديدة، هو إقامة خمس نقاط مراقبة مشتركة لوقف إطلاق النار في محيط الحديدة. غير أن هذا الاتفاق لم يصمد بسبب انسحاب ممثلي القوات الحكومية في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار، وذلك على خلفية قيام الجماعة الحوثية باستهداف ضابط ارتباط حكومي في إحدى نقاط المراقبة ووفاته لاحقاً جراء إصابته برصاصة قناص حوثي.

وعلى وقع هذه التطورات الميدانية التي يخشى المراقبون أن تنسف الهدنة الأممية برمتها، أفادت المصادر الرسمية بأن نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر أجرى اتصالاً هاتفياً بمحافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر للاطلاع على المستجدات الميدانية في ضوء تصعيد واعتداءات وخروق الميليشيات الحوثية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن نائب الرئيس استمع إلى تقرير من المحافظ عن الأوضاع المختلفة والخروق المستمرة للانقلابيين الحوثيين في الدريهمي وحيس وغيرهما من المناطق، منوهاً بما قدمته الشرعية للالتزام باتفاق استوكهولم وتقديرها للجهود الأممية المبذولة في هذا الإطار مقابل استهتار حوثي وتحدٍ للمجتمع الدولي واتجاه للتصعيد الميداني ومضاعفة معاناة المواطنين.

وأثنى الفريق الأحمر، بحسب المصادر الرسمية، على «ثبات المقاتلين في جبهات الساحل الغربي وتصديهم لتصعيد وخروق ميليشيا الحوثي الانقلابية»، مؤكداً «واحدية معركة الجمهوريين الأحرار في الساحل الغربي ومأرب وصنعاء والجوف والبيضاء والضالع وصعدة وحجة وتعز ومختلف الجبهات في مواجهة الحوثي ومشاريعه التخريبية الإيرانية التي تستهدف أمن اليمن والمنطقة».

ونقلت المصادر نفسها عن الأحمر تأكيده أن «الانتصار على الميليشيات الحوثية بات قريباً وأن اتحاد الصف الجمهوري والتفاف كل أبناء الشعب مع شرعيته وجيشه ومقاومته هو ما سيعجل بزوال المشروع الإمامي المدعوم من إيران».
يشار إلى أن القوات المشتركة اليمنية سيطرت على الساحل الغربي وصولاً إلى مدينة الحديدة بعد معارك ضارية خاضتها في 2018 قبل التوصل إلى اتفاق «استوكهولم» الذي توقفت بموجبه عمليات تحرير الحديدة وموانئها.​

الشرق الأوسط

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى