الحاج معاذ عبدالله قصة كفاح بطلها الإصرار والعزيمة

> تقرير/ وئام نجيب

> الحاج معاذ: العمر مجرد رقم فقط واتخذ من مهنة الطباعة وسيلة للرزق
> لم تستطع مجريات الزمن وظروف البلد أن تثني إرادة أناس عدن القدامى المحبون للعيش بأجسادهم التي ألفت على الشقاء، ورغبتهم وإصرارهم على العمل، فاليوم نجد المسنين في عدن لا يحبذون البقاء في المنزل كون أن ذلك أمرا غير محبب بالنسبة للكثير منهم، حيث أنهم منذ زمن طويل قد اعتادوا على الاستيقاظ مبكرا والخروج للشارع للعمل أو للترفيه عن أنفسهم من خلال لقائهم بأقرانهم، ناهيك وأن منهم من يجيد اللغات الأجنبية.

يعتبر الحاج معاذ أن العمر ليس هو سوى مجرد رقم، لا يعني أن تقتصر أعمال محددة على صاحبه، ولطالما قد منّ الله على الإنسان بتمام الصحة والعافية، حرصت صحيفة «الأيام» على تسخير صفحاتها على تكريم هؤلاء المكافحين من خلال نشر قصص نجاحهم وكفاحهم بالكلمة والصورة.

الحاج معاذ عبدالله
الحاج معاذ عبدالله

يعد النجاح من الأشياء السهلة الممتنعة وبحاجة إلى الكثير من الإصرار والعزيمة من قبل الأفراد الذين يطمحون دائما بالوصول إليه، فإن عملية النجاح بحاجة لشخص مدرك أهدافه بطريقة جيدة، على الرغم من أن البعض نظر إلى النجاح بأنه تحصيل حاصل، إلا أنه في الحقيقة يحتاج إلى قدر كبير من العزيمة والإصرار، ومحالاً أن يأتي بالصدفة.

في هذا العدد نسلط الضوء على العم معاذ عبدالله علي في العقد الثامن من العمر، حاصل على دبلوم ثانوية تجارية، يقطن في منطقة صلاح الدين في مديرية البريقة، ومن ثم انتقل للسكن في لوكندة في مديرية الشيخ عثمان؛ لتخفيف تكاليف المواصلات عند مجيئه لعمله في مديرية صيرة، والذي اتخذ من رصيف مقر مصلحة الضرائب في المدينة كموقع لعمله في المهنة المحببة إليه والتي أعتاد عليها.

نموذج للإصرار
أمامنا اليوم نموذج للنشاط والرغبة في التغلب على الأوضاع العصيبة التي تمر بها البلد، وتغلب على ظروفه بالإيمان والإصرار والعزيمة، التي كان لها معنى كبير وعظيم، نابعة من شعوره الداخلي الذي حفزه على تحقيق مبتغاه ويسعى إليه بما يملك من قوة، وكانت بمثابة الوقود المحرك له، بيد أن إصراره تحدى كافة الظروف وتجاوز جميع العقبات، بعد أن وضع هدف ويومي وسعى إليه، فهو يبذل قصارى جهده للعمل وتوفيره لقمة عيشه مقاوماً بذلك التعب والملل.

الحاج معاذ: العمر مجرد رقم فقط واتخذ من مهنة الطباعة وسيلة للرزق
الحاج معاذ: العمر مجرد رقم فقط واتخذ من مهنة الطباعة وسيلة للرزق

يقول الحاج معاذ: "اعتدت منذ قرابة 30 عاما للمجيء إلى موقع عملي في كريتر، حيث تبدأ رحلتي اليومية في أنني أتي من موقع إقامتي في الشيخ عثمان عند الساعة السابعة صباحاً، ومن ثم أتوجه إلى كفتيريا في الميدان بكريتر لتناول وجبة الصبوح (الفطار)، وأذهب فيما بعد إلى موقع عملي ويساعدني في ذلك عكازي؛ ليبدأ بذلك يومي مع آلة الطباعة الخاصة بي في العمل وهو صياغة وطباعة وكالات قانونية/ شرعية، انحصار وراثة، شكاوي وتقارير طبية باللغة العربية والإنجليزية، وساعدني ذلك إجادتي اللغة الإنجليزية نطقا وكتابة، ولديّ آلة طباعة قديمة عربي/ إنجليزي، كما أجيد اللغة الفرنسية (نطقاً فقط)، وتواجهني عدة مضايقات وعراقيل، حيث أنه قبل أشهر أشخاص مجهولون قاموا بكسر آلة الطباعة الخاصة بي".

وأشار بالقول "أتي يومياً إلى هنا عدا الجمعة، ولا أعترف بإجازة يوم السبت فهو بالنسبة لي يوم عمل كما كان في زمن عدن الجميل، أما عن اعتباره يوم إجازة فذلك أمر لم أقبل فيه، وعند وضعي تساؤل إليه، لماذا لم تمكث في المنزل وتدع أبناءك يتحملون نفقاتك؟ أجاب "بقائي بالمنزل وامتناعي عن العمل أمر مستحيل، ومتى ما بقيت في المنزل فاعلمي أنني سوف أنتهي، ولطالما قد أنعم الله عليّ بالصحة والعافية فأنا مستمر في خروجي للعمل، فهو بالنسبة لي لقمة عيش أتركها لله عز وجل فهو فاعل أمره وباسط رزقه، لطالما وأننا نؤمن بالله، وأقدم خدمة للمواطنين مقابل أسعار رمزية".

انتماء وحسرة
واستطرد حديثه "أنتمي لشعب الجنوب المغلوب على أمره ولا أتبع لأشخاص معينين، نشأت وترعرعت وأكلت من خير هذه البلد، ومع الأسف أصبح الناس اليوم يتحدثون باسم الجنوب ولكنهم بياعين، وعند سؤالي له أخبرني ما الذي يعني لك الجنوب؟


ذرفت عيناه الدمع وانهالت الآهات وقال: "يمثل لي الجنوب الروح، وسنظل نطالب بالقضية الجنوبية مهما حيينا، شاركت بالساحات لأكثر من مرة، يا ابنتي الجنوب كان مستقيم ولا يوجد فيه اللف الدوران انظري إلى حال الناس وستفهمين حديثي، الناس اليوم ماتوا جوع، وبالنسبة لفترة ما قبل الوحدة فقد كانت الحياة مستتبة بكافة مجالاتها، وسمعت ذات مرة بأنه قيل في مجلس الأمن للرئيس عبدربه منصور هادي أن الحكومة الشرعية متواجدة بالفنادق لديهم كل مقومات الرفاهية، بينما الشعب يتضور جوعاً".

واختتم حديثه لـ«الأيام» بالقول" نسأل الله السلامة وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في حبيبتنا عدن، وأن استمر في العطاء وخدمة الناس فيما يخص مجال عملي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى