"إعادة بناء يمن مستدام من خلال الدعم النفسي".. في اليوم العالمي للصحة النفسية

> عدن «الأيام» خاص:

> حروب وأزمات تدفع للجنون و50 طبيبا نفسيا فقط وتأهيل أممي لـ 5 آلاف متخصص منذ 2017
شاركت منظمة أطباء بلا حدود أمس على حائطها في منصة التواصل الاجتماعي تويتر قصة أحد مشاريعها التي تقدم الدعم النفسي للمرضى في اليمن، تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية.
وقالت بلا حدود في تغريدتها على حسابها الرسمي في تويتر أمس السبت أن فريق الصحة النفسية في المستشفى الريفي العام في مديرية ذي سفال بمحافظة إب يقدم الدعم من خلال عمل جلسات فردية للمرضى ومتابعة حالاتهم حتى تتحسن إضافة إلى الجلسات الجماعية التي تشارك فيها أسر المرضى.

وذكرت بلا حدود قصة الطفلة بسمة ذات السبعة أعوام "ترقد في المستشفى الذي تدعمه المنظمة في ذي السفال منذ 4 أسابيع حيث تعيش مع عائلتها بعد أن نزحوا قسراً بسبب الصراع المستمر والقتال في مدينة تعز".

وقالت هند المراني، تعمل كأخصائية نفسية لدى منظمة أطباء بلا حدود في المستشفى: "أصيبت بسمة بصدمة نفسية إثر تعرضها لحادث حريق أثناء لعبها في الحي الذي تعيش فيه في ذي السفال، وتتعرض لحالات الفزع والكوابيس، نحن نقوم بعمل جلسات خاصة معها لتخفيف الضغط عن طريق اللعب والرسم نلاحظ أنها تحب اللعب والرسم، الآن أصبحت تأكل جيداً ولديها قلق أقل وصحتها تتحسن".

وأكدت المنظمة أن فريق الصحة النفسية التابع له يقوم بإجراء ما معدله 20 جلسة للصحة النفسية أسبوعيا في المستشفى العام في ذي السفال بمحافظة إب.
وفي ذات السياق سلط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الضوء على الحاجة الماسة للدعم النفسي والاجتماعي لضمان التعافي المستدام لليمن.

وجاء في بيان للبرنامج نشره بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية: "بينما نعيد بناء مدن ومنازل بلد لا يزال يعاني من الحرب، يجب علينا أيضًا إعادة بناء الروابط البشرية والثقة داخل المجتمعات".
وأفاد البيان أنه بعد ست سنوات من الصراع، "كان تأثير الصراع في اليمن ملموسًا ومدمّرًا، لكن آثار الصراع تبدو واضحة على جميع جنبات الحياة لدى اليمنيين وكذلك في جميع أنحاء المناظر الطبيعية والتي تخفي وراءها صدمة أعمق بكثير في أذهان الأشخاص الذين تحملوا عواقب هذا الصراع الذي طال أمده".

وأشار إلى أن أنظمة الرعاية الصحية في اليمن تكافح حتى الآن لتوفير الرعاية بالحجم المطلوب، مع تسجيل ما يقدر بـ 50 طبيباً نفسيًا فقط على مستوى البلاد، موضحا أنه ومنذ العام 2017م قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشريك المحلي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، تدريبًا على الدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 5,800 فرد، بما في ذلك العاملين في المجال الطبي والمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين والشباب، بدعم من الاتحاد الأوروبي.

وقدم الأفراد المدربون الدعم لأكثر من 140،000 شخص حسب البيان، وأعادوا إلهام الطلاب لبناء صداقات وتوسيع نطاق تعليمهم، وضمان رعاية محسنة للأشخاص الذين يعانون من الصدمات في المرافق الطبية.
وقال برامج الأمم المتحدة الإنمائي أن العمل لم ينته بعد، حيث لا تزال هناك فجوة حرجة في الرعاية لا سيما في المجتمعات الريفية والنائية، مؤكدا التزامه بدعم المزيد من الوعي بالصحة النفسية والتدريب للبلدان المتضررة من النزاعات، لضمان التعافي المستدام من الآثار العميقة الجذور للحرب.
وتشارك كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة "متحدون من أجل الصحة النفسية العالمية" والاتحاد العالمي للصحة النفسية في حملة "تحرَّك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها" الهادفة إلى تكريس وزيادة الاستثمار في مجال الصحة النفسية الذي يحظى باهتمام عالي متزايد في السنوات الأخيرة.

الحملة تتيح الفرصة "لفعل شيء يؤكد أهمية الحياة، وأن نقوم كأفراد باتخاذ إجراءات ملموسة لدعم صحتنا النفسية ودعم الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين يواجهون صعوبات وكـأرباب عمل باتخاذ خطوات لوضع برامج لرعاية الصحة النفسية للموظفين؛ وكـحكومات بالالتزام بإرساء خدمات الصحة النفسية أو توسيع نطاقها وكصحفيين بتعريف العالم بما يمكن عمله وما يجب عمله لجعل الصحة النفسية حقيقة واقعة للجميع".

وشجعت الصحة العالمية منظمي أنشطة اليوم العالمي للصحة النفسية على تنظيم الأنشطة على الإنترنت كلما أمكن نظراً للتوصيات المتعلقة بالتباعد الجسدي في البلدان في جميع أنحاء العالم.

ولم تغفل منظمة الصحة العالمية أن "اليوم العالمي للصحة النفسية يأتي هذا العام في وقت تغيرت فيه حياتنا اليومية تغيراً كبيراً نتيجة لجائحة كوفيد- 19، فقد جلبت الأشهر الماضية معها العديد من التحديات بالنسبة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية في ظروف صعبة ويذهبون إلى العمل وهم يخشون من حمل كوفيد- 19 معهم عند عودتهم إلى المنزل والطلاب الذين اضطروا إلى التكيّف مع حضور الدروس في المنزل، والتواصل بقدر محدود مع المعلمين والأصدقاء، وشعروا القلق على مستقبلهم والعمال الذين تتعرض سبل عيشهم للخطر، والعدد الهائل من الأشخاص الذين وقعوا في براثن الفقر أو الذين يعيشون في بيئات إنسانية هشة ويفتقرون إلى الحماية من كوفيد- 19 والأشخاص المصابين بالحالات الصحية النفسية ويعاني العديد منهم من العزلة الاجتماعية أكثر من ذي قبل"، مع الإشارة إلى الأشخاص الذين يواجهون الحزن نتيجة فقدان شخص عزيز لم يتمكنوا من وداعه في غالب الأحيان.

واستناداً إلى الخبرة المكتسبة من الطوارئ الماضية، توقعت الصحة العالمية أن تزداد الحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي زيادة كبيرة في الأشهر والسنوات المقبلة، ويصبح الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي في برامج الصحة النفسية، التي عانت بالفعل على مدى سنوات من النقص المزمن في التمويل، أكثر أهمية مما كان عليه في أي وقت مضى.

ويحتفل بيوم الصحة النفسية العالمي في يوم 10 أكتوبر من كل عام من 1992م، لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية، من خلال إجراء مناقشات أكثر انفتاحاً بشأن الأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية على حد سواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى