الجنوبيون بين غموض المواقف.. وحجب المعلومات عنهم!

>
قلناها مرارا: إن الغموض في المواقف السياسية هو الأب الشرعي للمفاجئات بأنواعها، وإن غياب أو حجب المعلومات من قبل القيادات السياسية عن الرأي العام، مهما كانت الأسباب والدوافع أو المبررات التي تقتضيها السرية أحيانا، تجعل من عدم اليقين بصحة وصواب العمل السياسي المتعدد المجالات والمسارات أمرا وقعا لدى أبناء شعبنا، وهو ما يؤثر سلبا على مواقفهم وعلى همتهم وتفاعلهم مع مختلف الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية بصفة عامة، وتحديدا في الجنوب، بالنظر لما آلت إليه الأوضاع وما أفرزته من نتائج تدميرية كارثية على حياة الناس وأمنهم واستقرارهم النفسي المعيشي، بل أفقدتهم الأمل بقرب الغد الذي انتظروه طويلا وقدموا التضحيات الغالية والمتعددة الألوان على هذا الطريق الوطني المجيد.

ولقد ازدادت حدة الغضب وتوسعت دائرة الحيرة واليأس، وتنوعت وتعددت الأسئلة في الفترة الأخيرة المتعلقة بموقف التحالف، والسعودية تحديدا من قضية تنفيذ اتفاق الرياض، وهي الراعية الأول له، بعد مرور أكثر من سنة على توقيعه، وهي التي تحتضن الشرعية اليمنية بكل أجنحتها وتياراتها، وترصد وتراقب وتشرف على عملية تطبيقه في الميدان، وما يصاحب ذلك من خروق عسكرية جسيمة ومتتالية، يذهب بنتيجتها تضحيات، وتسال الدماء وتزهق الأرواح!
ويذهب الناس تبعا لذلك للتساؤل عن الموقف الحقيقي للملكة من الجنوب وقضيته الوطنية العادلة، الذي يسوده مع الأسف الغموض المطلق تماما، وانعدام أي مؤشرات إيجابية لا تصريحا ولا تلميحا!

وبالمقابل، إن الناس لا يحصلون على ما يمكن لهم أن يطمئنوا إليه من المعلومات أو الحقائق، ولو بالحد الأدنى بشأن أي مواقف إيجابية ولو (مؤجلة) تخص قضيتهم، وكل ما هو متاح لهم لا يتجاوز حدود التصريحات والبيانات التي تصدر عن قيادة الانتقالي وهيئاته المختلفة، أو من قوى وكيانات أخرى؛ والتي تشيد بدور المملكة وتؤكد على الشراكة مع التحالف الذي تقوده في الحرب معها ضد الانقلابيين في صنعاء، وأمر كهذا لا يمكن له أن يبعث الاطمئنان لدى الجنوبيين بكل توجهاتهم السياسية وقناعاتهم الوطنية لأسباب كثيرة، ولذلك فإن المصلحة الوطنية العليا تتطلب من كل قادة العمل السياسي والوطني مصارحة الناس بالحقائق وجعلهم بصورة الأمور وبطبيعة العلاقات القائمة مع دول التحالف، سلبا وإيجابا ومن منظور المصلحة المشتركة لكل الأطراف، تجنبا لأي ردود أفعال عند الناس أو تداعيات محتملة بسبب هذا الغموض وغياب أو حجب المعلومات عنهم!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى