جُغرافيّتنا المَنكوبة

> * كُلّما نُغلق صَفحة مُشكلة، ونُهلّل فرحين بأنّ المراكب السّائرة عادت إلى مَسارها، تُفجّرُ مؤسّسة الرّئاسة إشْكالاً أكبر، ونَعودُ أدراجنا إلى المُربّع رقم واحد! وأوضاع البلاد تُثيرُ الرّثاء، وأحوال الشّعب برمّته في الحضيضِ، ومثل هذا المسلك كارثيٌ، وأكثر من مُؤسفٍ ومحبط ولا شك.

* لقد سئم الشّعب هذه الأوضاع وقَرف منها تماماً، والشّارع يدرك جيداً أنّ رأس السلطة مَسلوب الإرادة في اتخاذ القرار، لأنّهُ رهن المُحيطين بهِ كسوار المعصم. عن الإخوان أتحدّثُ هنا، وهؤلاء معروفون جيداً بأجندّتهم الجهنميّة التي أرهقوا بها كلٌ دولنا العربيّة التي عَبثوا بها، فما بالنا في بلادنا بأوضاعها المُهترئة، وكلٌ ظروفها السياسيّة المرتبكة التي تعيشها، فالوضع أكثر كارثية وسوءاً.

* لا أعتقدُ أنّ الإقليم بعد تدخله في بلادنا لا يعرفُ كل هذا، ولكن ما يدهش هو نَمط تعاطيه الرّخو مع كل مخرجات أداء السلطة طوال الفترة المُنصرمة، وهي حَفلت بأعباء وفساد وإشكالات جليّة جَمّة لم تَغِب عن عين المتابع العادي في شارعنا، فما بالنا بِقيادة التّحالف! مع كل ذلك تأتي رَدّة الفعل أو التّعاطي مع كل هذه المجريات باهتة، بل وكأن لم يحدث شيئاً البتّة، مع أنّ في ذلك أعباء وكُلفة ماليّة يتكبّدونها من خزانتهم ولا شك.

* كلٌ هذا يُثيرُ استغراب وتساؤلات شارعنا بالقطع، بل تُوغلُ تأويلات وقِراءات الشّارع وتَطال دول الإقليم بالشكوك من كل ما يَجري على رُقعتنا، والشّارعُ هنا مَعذور، فما مُبرّر التعاطي مع كل ما يجري بهذهِ الصورة المريبة ؟ والحرب الآن دَخلت عامها السّادس، أي تجاوزت سنوات الحرب العالميّة الثّانية، والمُحصلة صفر على الشّمال! والحوثي ما انفكّ يَحتلٌ جل الشّمال، بل ويُهدّد آخر محافظة شماليّة مُحرّرة!

* جيشُ الشّرعية يديرُ حرب عبثٍ في جغرافيا الشّمال، بل هو يُسلّم كل عتاده وأسلحته للحوثي بعد تمثيلية مواجهات سمجةٍ، والسلاح في غالبهِ من التّحالف ومن أمواله، مع كل ذلك يُركّزُ جيش الشّرعية كل جُهوده وحشوده وعتاده نحو جنوبنا المُحرّر! هذا من أكثر ما يُثير الغرابة والتّساؤلات، وموقف التّحالف من كل هذا هُلامي وخائر، وهو الذي جاء هنا لتحرير البلاد من قبضة الحوثي/ إيران! هذا يضعُ علامة استفهام كبيرة بِسعة الكون كله.

* فَجّر الرّئيسُ إشكال التّعيينات الأخيرة التي استفزت كل الشّارع، وبذلك أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، وفي تقديري الكُرة الآن في ملعب رعاة اتفاق الرياض، وفي يقيني أيضا أن مُهادنة الأشقّاء في الرياض لجناح الإخوان المُحيطين بالرّئيس والمُطبقين على صلاحياته يخفي وراءه الكثير والكثير أيضا، وهذا على الرغْم مما أثارته المملكة من أعاصير ملأت الدنيا غُباراً وصخباً حول موقفها وحربها مع الإخوان! كل هذا يضعنا في دائرة الحيرة والتّساؤلات، أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى