غادر ترامب فهل سنغادر مشاكلنا...

> حاتـم عثمان الشَّعبي

> بما أن هناك حياة وموت، ولأن هذه سنة الحياة وحكمة إلاهية، فيولد الإنسان وهذه هي بداية حياته، ولا يعلم متى سيموت، وكيف سيعيشها، لأن الله الواحد الأحد وحده عالم الغيب، والإنسان عندما يتعلم العلوم الدنيوية والدينية ينضج بشخصيته، ويتحكم بتصرفاته، ويبدأ بترتيب أمور حياته، ويعرف ما ينفعه من الذي يضره، ومع مرور الوقت يستطيع التفريق في كثير من أمور الحياة، وذلك من خلال معاملاته اليومية، ويستمر بالعيش، ولكنه مؤمن بأنه سيموت، وتنتهي مسيرة حياته ليخلف بعده أسرته اللي رباها وتعب لأجلها.

وبما أن لكل عمل بداية ونهاية، ودوماً يكون بينهما الهدف المراد من تأدية هذا العمل الذي نثابر ونجتهد لتحقيقه، مع الاستفادة من الظروف المتاحة والوسائل المساعدة.

وكما عشنا خلال أربع سنوات مضت من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتابعنا كيف بدأت وكيف انتهت، وما تخلل فترة حكمه من ظروف ومواقف وأعمال وقرارات كانت تناسب تلك الدولة أو تعارض الأخرى، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي، وبما أن أمريكا العظمى هي بوصلة العالم فإننا كعالم ثالث نتأثر بها وبكل تحركاتها؛ لأنه ليس لدينا الاستقلالية بالقرار والقوة بالاقتصاد، فنصبح ونمسي حَسَبَ اتجاه البوصلة التي كانت بأغلب الأحيان تتجه إلى طريق يسبب لنا المشاكل كعالم ثالث، سواء داخلياً بنفس البلد أم بين دولة وأخرى، ولا تعود البوصلة للاتجاه الصحيح بل تستمر في وضعها، وتتأثر الدولة هذه أو تلك بسبب البوصلة والتي تزعزع استقرار الدولة وتجعلها لا تركز على التنمية بقدر ما تركز للحفاظ على أمنها.

وهنا بعد أن انتهت فترة ترامب وغادر البيت الأبيض، فهل سيعاد توجيه البوصلة للاتجاه الصحيح وتغادر مشاكلنا لنعود إلى تحريك عجلة التنمية والتطوير والشراكة الاقتصادية والابتعاد عن المماحكات التي أثرت بشكل مباشر وسلبي على اقتصاد دول؟

وبما أننا نعيش ونفكر ونعمل، فلا بد أن تكون مغادرة ترامب هي فعلاً مغادرة لمشاكلنا، ولنبدأ خطوة جديدة بطريق المحبة والتعاون والعمل والبناء وتنمية بلداننا ونفتح أفق البحث العلمي لنواكب الدول الصناعية وحتى نستطيع أن نتحكم في البوصلة بطريقتنا الخاصة ولا نسير خلفها ونؤكد أن الهدف الرئيس هو توفير وسائل الحياة التي تعود بالنفع لمصلحة شعوبنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى