أول رحلة تعليمية تطبيقية لـ30 طالبة إلى الجزيرة البكر "دُنافة"

> تغطية/ فردوس العلمي

> الرحلة ألهمت المسئولين ضرورة الاستفادة من الجزيرة سياحيا
جلسات تصوير وتساؤلات حول موضع دنافة من السياحة
جولة في جزيرة دنافة كفيلة بأن تأخذك إلى عالم الهدوء والراحة، فهي منطقة استجمام لا يعلى عليها، مساحة خالية بعيدة عن التلوث والعشوائيات وضوضاء المدينة التي محت الكثير من ملامح عدن الجميلة.. ارتفع صوت المحرك معلنا بدء الرحلة، وما هي إلا دقائق قليلة حتى اختفى صوت المحرك وعلت أنغام موسيقية فاختلط صوت العود والدان مع صوت أمواج البحر في جو خميسي نادر تسمع فيه معزوفة جميلة لا يمكن سماعها إلا في عدن، وعلى تلك النغمات أبحر القارب يشق أمواج البحر حاملا 30 طالبة من طالبات المعهد التقني الصناعي قسم التصوير الفوتوغرافي وكوكبة من شخصيات عدن الاجتماعية على رأسهم مدير عام مديرة التواهي د.كتبي عمر كتبي، وعضو اتحاد المصورين العرب فرع عدن نائف السيد، وعدد من الإعلاميين، في رحلة بحرية علمية هي الأولى من نوعها نظمها اتحاد المصورين العرب برعاية وكالة بامدهف ومؤسسة موانئ خليج عدن ومصلحة خفر السواحل.

"الأيام" شاركت في الرحلة البحرية والتقطت أجمل الصور وأجرت عددا من اللقاءات التي عبرت عن مدى الفرح بهذه الرحلة التي عززت من قدرات الطالبات لخوض التحدي في سبيل تشكيل أروع اللوحات التصويرية الإبداعية لجمال وسحر سواحل عدن الفاتنة.

بعد الانطلاق من ساحل البريقة وصلنا إلى دنافة، تلك الجزيرة الهادئة الآمنة التي لا يعرفها الكثير من أهالي عدن، كونها معزولة وتقع في منطقة بعيدة، ورغما عن ذلك البعد والصمت العريض إلا أنك تشعر بالأمان الروحاني حالما تصل هناك، فتلك من هبات دنافة المتوارية عن الأنظار. ليس هناك سوى الجبال والرمال والبحر، ونباتات إلى جانب عدد من الحيوانات والأحياء البرمائية التي رسمت آثارها على سواحل الجزيرة، في أول لقاء لك مع دنافة ستؤمن بأنها كنز مهمل لم يستفد منه، فمكان بهذه الجمالية وبذاك الموقع المتميز في بلد آخر هو بالتأكيد نقطة جذب سياحي هامة، لكنها في الواقع هنا منسية مهملة وهي الملهمة الباعثة في النفس راحة لها مذاق خاص.

تحدث لـ "الأيام" عضو الأمانة العامة لاتحاد المصورين العرب نائف السيد قائلا: "جاءت هذه الرحلة بالتنسيق مع المعهد التقني الصناعي، وذلك في ظل التوأمة القائمة ما بين قسم التصوير في المعهد والاتحاد منذ ثلاث سنوات، وهي لا تقتصر فقط على الرحلات بل تشمل عددا من الفعاليات في إطار مجالات مختلفة تنفذ بالتنسيق بين المعهد والاتحاد".

وأوضح السيد أن الهدف من الرحلة هو تشجيع الطلبة على الالتحاق بقسم التصوير الفوتوغرافي في المعهد، إذ إن وزارة التعليم الفني والتدريب المهني تهمل تشجيع الطالبات في جانب التطبيق العملي، إلى جانب إكسابهن روح المغامرة والتفنن في إنتاج اللوحة المصورة "ونحن كاتحاد وجدناها فرصة للتركيز على موضوع التطبيق للطلبات".

وقال إن "سبع طالبات تصوير من أصل 30 تمكنَّ من كسر حاجز الخوف والرهبة وتمكنَّ من النزول من المركب إلى قارب صغير لالتقاط عدد من الصور للسواحل والجزيرة وما بها من طبيعة خلابة"، مشيرا إلى أن هذه التجربة الأولى من نوعها أكدت على وجود كوادر نسائية تستطيع التأقلم مع جو المغامرات البحثية العلمية.

واعتبر مأمور مديرية التواهي د.كتبي عمر أن الرحلة كانت مزدوجة؛ تعليمية، سياحية، ترفيهية "لم يكن لنا كقيادة للمديرية هدف واحد من إقامة هذه الرحلة، إذ إنها حملت لنا العديد من الأفكار منها إعطاء فرصة لطالبات المعهد التقني قسم التصوير بسنة التخرج لإيجاد أفكار لمشاريع التخرج من خلال صور الميناء والجزيرة وساحلها والكثير من اللقطات التي سيتم مناقشتها مع المدرسين الذين شاركوا في الرحلة، أيضا الخروج برؤى استثمارية للاستفادة من الجزيرة وساحلها، حيث يمكن جعلها عامل جذب للسياح، إضافة إلى أن الرحلة ضمت العديد من الصحفيين والإعلاميين من القنوات الفضائية كقناة الغد المشرق وقناة عدن المستقلة وصحيفة "الأيام" الذين مثل وجودهم تبادلا حيا للخبرات مع الطالبات وتطبيقا عمليا ميدانيا، كانت رحلة ممتعة أتمنى أن تتكرر".

أما المذيعة المتألقة فاطمة إسماعيل من قناة الغد المشرق فقد وجدتها فرصة لتسجل حلقة من برنامجها "دروب مشرقة" الذي سيذاع في رمضان بموسمه الثالث، وعلقت: "الرحلة رائعة، تعرفنا على كثير من الجزر الموجودة في عدن وسواحلنا وشواطئنا الجميلة والخلابة التي نتمنى أن تجد الاهتمام من أجل النهوض بالسياحة الداخلية".

وأشارت إسماعيل إلى أن الرحلة أعطت فرصة للطالبات للتعرف على كيفية إعداد البرامج التلفزيونية وطرق تصويرها.
الصوت الجميل الذي أعطى نكهة فنية للرحلة عازف العود أبو عتاك شعلة قال إن الجزيرة تعد منطقة جذب سياحي بامتياز ومتنفسا في غاية الروعة، "يجب أن يكون فيها استراحات وفنادق جميلة وناس، خافوا الله الجزيرة فاضية".

"نأمل أن نرى مستقبلا أكثر من زيارة ورحلة علمية لهذه الجزيرة" قال المذيع محمد مساعد صالح، إعلامي اتحاد المصورين العرب، مضيفا: "الرحلة السياحية التي نظمها الاتحاد بقيادة الرئيس الفخري د.كتبي عمر كتبي وعضو الأمانة العامة اتحاد المصور نائف السيد، تعد خطوة إيجابية وهادفة، كانت الأولى ونتمنى أن تليها رحلات أخرى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى