بعد عشر سنوات من الحرب.. لا تزال الشواهد باكية وأبين خراب

> تقرير/عبدالله الظبي :

>
مبنى مكتب التربية بخنفر انتهى بفعل القصف ولا مبادرات لإعادة إعماره
الموظفون يباشرون عملهم من براق غير مؤهل
بعد مضي عشر سنوات على ما شهدته محافظة أبين من تدمير وتهديم، لاتزال مباني المرافق والمؤسسات الحكومية على حالها تروي الدمار على الرغم من طول المدة وعودة أهالي المحافظة إلى منازلهم التي طالها الدمار أيضا.
مبنى إدارة التربية والتعليم في مديرية خنفر هو أحد المرافق المتضررة بشكل كلي جراء قصف الطيران الذي تعرضت له المدينة أثناء المعارك التي دارت عند وبعد سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على أبين عام 2011م.

ذلك المبنى المسوى تقريبا بالارض كان قد أسس قبل عامين فقط من تعرضه للقصف، فخلال العامين 2009-2010م كان مكتب التربية بخنفر يعد واجهة مشرفة للسلطة المحلية بالمحافظة لكن عام ونصف من تواجد العناصر التخريبية كانت كفيلة بالقضاء على كل معالم الدولة، ووجود الإنسان وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ما لم تكن تحولت إلى خراب.

موظفو المكتب هنا يعانون أثر ما حدث للمبنى، فهم بعد عودة الحياة إلى المدينة منذ تسع سنوات تقريبا لم يشهدوا أي أعمال ترميم أو إعمار أو حتى إزالة لمخلفات الحرب، كما أنهم مطالبون بممارسة عملهم والقيام بالمهام المناطة بهم من هذا المكان التي لا يرتقي إلى أبسط المسميات.
وفي إطار ذلك تحدث لـ "الأيام " عدد من موظفي مكتب التربية بخنفر مؤكدين صعوبة الاستمرار في مباشرة العمل في هكذا وضع، مبدين استيائهم من تجاهل الجهات المعنية ممثلة بوزارة التربية والتعليم وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية لوضع المبنى واحتياج موظفيه لبيئة مناسبة للعمل.

مدير عام مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر محمود بن سبعة قال :"نحن الآن في وسط مبنى مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر هذا المبنى الذي كان أحد أفضل المباني على مستوى المديرية والمحافظة قبل تعرضه للقصف من قبل الطيران في العام 2011م، وطبعا منذ عشر سنوات إلى اليوم لم تنفذ أي أعمال ترميم أو تأهيل للمبنى على الرغم من متابعتنا للكثير من الجهات الممولة والمنظمات ولكن المنظمات امتنعت بدعوى أنها لا تتدخل في ترميم مثل هذه المباني".

وأفاد بن سبعة لـ"الأيام" أنه "مؤخرا كانت هناك منحة من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية عبر السلطة المحلية التي بدورها رشحت عددا من المرافق الحكومية في المديرية التي بحاجة لإعادة التأهيل، ورست المناقصة على مبنى مكتب التربية والتعليم، ونحن الآن في انتظار تشكيل لجنة الفرز التي ستحدد المقاول الذي سيوكل إليه تنفيذ مشروع الترميم ونتمنى أن يتم الترميم وتسير الأمور بشكل جيد".

ولمدير عام المديرية ناصر عبدالله المنصري دور فعال في استفادة المبنى المؤملة من منحة الصندوق حسب بن سبعة الذي توجه له بالشكر لاهتمامه بقطاع التعليم بالمديرية ، وقال :"نحن في مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر أكبر مديريات المحافظة من حيث عدد السكن إذ يتجاوز أعداد الطلاب لدينا 37 ألف طالب، فيما هناك أكثر من 3 ألف منتسب للهيئة التعليمية، كل هذه الأعداد ونحن نمارس مهامنا من براق في حوش غير صالح لأن يكون مكتب تربية على الإطلاق".

رئيس قسم التدريب والتأهيل في مكتب التربية والتعليم بخنفر سالم سعيد عبدالقوي أوضح بأن الصعوبات التي تعترض عمل المكتب كثيرة، لكن أكبرها مشكلة المبنى " نحن نباشر عملنا من قسم داخلي تابع لثانوية الهيد يسلم حسين سابقا الفاروق حاليا، حاولنا استغلال المكان لتنفيذ أنشطة المكتب وضمان عدم تعرقل العملية التعليمية لكن هناك قصور في الأداء تتحمله الجهات المختصة لتجاهلها معالجة إشكال المبنى المدمر وما ترتب على ذلك من صعوبات عديدة".

وتابع :"كنا في السابق نمتلك مكتب متكامل في جميع الأقسام، لكن نتيجة الأحداث التي تعرضت لها مديرية خنفر في العام 2011م انتهى المبنى والجهات المعنية للأسف الشديد لم تقوم بإعادة تأهيله إلى يومنا هذا وأصبح مهمل، فمنذ أن عدنا لمباشرة العمل حتى الآن نعمل بلا مكاتب أو أثاث، ولا تنظيم، وهذا بالتأكيد سيؤثر على العلمية التعليمية التي لا يمكن أن تكون مكتملة في مثل هكذا أوضاع ".

من جانبه رئيس قسم الأنشطة المدرسية بتربية خنفر حسام الحيدري، أكد بأن مباشرة العمل من مبنى ثانوية الشهيد يسلم حسين غير ممكن " لأن المكان غير مناسب للعمل ويفتقر لأبسط المقومات الأساسية لإنجاز المعاملات الإدارية، وعلى الجهات المختصة إعادة النظر في أمر إعادة تأهيل المبنى ليتسنى لنا كموظفي مكتب التربية أداء وجبنا على أكمل وجه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى