​دعوة للتفكير بخطوات جدية مسؤولة وذات مغزى

>
ليس هناك ما هو أصعب وأشد ألماً على النفس وعلى كل وطني مخلص وغيور في وطننا، وهو يرى الأمور على الواقع وهي تتحرك مسرعة نحو المجهول، وعبر أدوات متقنة للوصول لحالة من الفوضى العارمة التي تختلط فيها الأوراق ويرتبك فيها الجميع، وتصبح بعدها الأبواب مفتوحة لتحقيق أهداف القوى المعادية للمشروع الوطني الجنوبي، ومن المؤسف كذلك أيضاً بأن القوى والقيادات الجنوبية المختلفة، لا تنظر بجدية ومسؤولية كافية لكل الآراء والأفكار التي تطرح بشأن الوضع المعقد القائم والبحث عن الحلول المناسبة والمتاحة، والخروج منه بأقل تكلفة ممكنة!،

وأجد نفسي هنا مضطراً لإعادة إنزال الموضوع الذي سبق أن نشر قبل أكثر من خمسة أشهر وتحديداً في 5 أكتوبر 2020، وبنفس العنوان أعلاه، لعل في ذلك فائدة ممكنة يمكن تحقيقها على الرغم من ضياع هذا الوقت الثمين، وإليكم نصه وكما نشر في حينه:

بالنظر للتململ الحاصل والمتزايد يوماً عن يوم، والمعبر عنه بطرق وأشكال مختلفة بين أوساط الجنوبيين وبمختلف شرائحهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية، والمنذر بعواقب خطيرة إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة، ونظراً للظروف التي يعيشونها والتي أصبحت جحيماً لا يطاق، وأخذاً بعين الاعتبار الموقف المتعنت والمراوغ للشرعية "المختطفة"، واستمرارها في مواصلة الحرب على الجنوب وبكل الطرق والأشكال المتاحة لها، وبالنظر كذلك للموقف غير الحاسم، بل الغامض لدور التحالف، والذي لم يعد مفهوماً للناس، بل يثير شكوكهم وعدم قبولهم بدوره الحاصل، بل وارتفعت أصوات من بين المؤيدين له تطالبه بأن يترك الجنوب ويرحل إن لم يؤدِ دوره ويتحمل مسؤوليته كاملة إزاء كل ما يعانيه ويتعرض له الجنوب اليوم من تدمير ممنهج ودفعه دفعاً نحو الفوضى والمجهول في قادم الأيام.

لذلك، فإن المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه اللحظة الفاصلة، تقتضي بالضرورة منه التفكير الجدي باتخاذ خطوات مدروسة وذات مغزى، وبالتنسيق والتفاهم والتعاون مع كل القوى السياسية والمجتمعية الجنوبية الحريصة على مستقبل الجنوب وأجياله القادمة وعلى قاعدة وحدة الإرادة والهدف تعيد الثقة بالمسار السياسي بالمجلس الانتقالي بكل الفاعلين في المشهد السياسي الجنوبي على حد سواء، وتضع التحالف أمام مسؤولياته المتعددة، والذي أصبح مكشوفاً للرأي العام المحلي والدولي، ولم يعد بمقدوره الهروب أكثر إلى الأمام مهما أجاد من تسويق للأعذار والمبررات واستخدام الحقن السياسية المهدئة، وبما يمكن من اختبار نواياه الحقيقية عملياً، وبعيداً عن الوعود والتسويف وسرقة الوقت الذي يصب في غير صالح المشروع الوطني الجنوبي إذا ما بقي الوضع على حاله دون تغيير.

فالإقدام على الخطوات التي ندعو لها ونترك للجهات المعنية بهموم ومعاناة شعب الجنوب وقضيته الوطنية العادلة، تحديد حجمها ومجالاتها وأهدافها المرجوة وبناء على تقييمها للأوضاع وبكل أبعادها، فإننا نأمل من كل ذلك عدم فقدان ثقة الجماهير بالقيادات السياسية، فالقيادات السياسية إن فقدت ثقة الناس بها يصعب كثيراً عليها استعادتها بسهولة ولو بعد حين، وستحملها مسؤولية ما أصابها جراء سياساتها، وعدم سماع صوتها في الوقت المناسب واتخاذ القرارات المناسبة في اللحظة المناسبة، وحينها لن ينفع الندم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى