الرواتب وذوو الياقات البيضاء في اليمن

> "رجال الياقات البيضاء" مصطلح يطلق على الأشخاص من ذوي الطبقات الاجتماعية العليا، ممن لهم مكانة مرموقة في المجتمع كرجال الدولة والأعمال وأصحاب النفوذ، والذين يرتكبون الجرائم غير العنيفة لدوافع مالية مثل سرقة المال العام، والتهرب الضريبي مع بيع الممتلكات العامة، وإنشاء الجمعيات الاحتيالية، واختلاس أموال الآخرين، حتى سرقة رواتب الموظفين والمتقاعدين.

ما أكثر جماعة الياقات البيضاء في اليمن، الذين أوصلوا البلاد إلى اختفاء الثروة والسلطة والرواتب، حتى أن الاقتصاد اليمني بسببهم أصبح يمر بظروف صعبة جداً، ويحتاج إلى جهود كبيرة لإنقاذه من الوضع المنهار، لأن الكثير من ذوي الياقات البيضاء اليمنية الأكثر نفوذاً وثراءً في اليمن، لا يتوقفون عن "شفط" أي شيء يحمل مردوداً اقتصادياً للبلاد، ومن ثم يقومون بتحويله إلى حساباتهم الخاصة دون رحمة وإن كان راتب الموظف والمتقاعد.

على الرغم من أن الفقراء يشكلون نصيب الأسد من السجناء في اليمن، إلا أن جرائم الأثرياء والأقوياء وأصحاب النفوذ هي الأكثر خطورة، ونتائجها المدمرة على الاقتصاد والناس أكبر بكثير من تلك التي يتعرض لها الفقراء أو يقومون بها، والأغرب أن جرائم الطبقات العليا في اليمن لا تظهر في أي سجالات رسمية أو غير رسمية، والسبب هو عدم قدرة الحكومات اليمنية المتعاقبة على فرض سيادة القانون، بالإضافة إلى عسكرة المجتمع، وتنامي نفوذ الجهات غير الحكومية في المؤسسات العامة، الذي خلق حالة دولة داخل دولة.

يا سادة الياقات البيضاء، لم يبقَ أمام اليمن إلا إعلان حالة الإفلاس. الناس تعبت من حالة التخدير الجماعي عبر البيانات الإعلامية، فالجميع في اليمن أصبح يدرك أن الدولة تملك إيرادات متقاسمة بين الجهات المتنفذة، وحل مشكلة الرواتب يحتاج إلى إرادة وطنية وليس إلى بيانات ووعود كاذبة. الرواتب تحتاج إلى ورقة بيضاء يمنية للإصلاح الاقتصادي والمالي.

يا سادة الياقات البيضاء.. البلاد بحاجة إلى خارطة طريق يمنية اقتصادية شاملة تهدف إلى إصلاح أوضاع الاقتصاد والناس، ومعالجة التحديات الخطيرة التي تراكمت على مدى السنوات الماضية، بسب الفساد والسياسات الخاطئة وسوء الإدارة وغياب التخطيط، بالإضافة إلى الاعتماد شبه الكلي على المساعدات والمنح والودائع كمصدر أساسي لإيرادات الدولة. اليمن بحاجة إلى رجال دولة على غرار البعض القليل جداً الموجود الآن في الحكومة، وليس إلى ياقات بيضاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى