حرب اليمن.. الطريق للحل

>
أكدت السلطنة، أمس، وللمرة الثانية خلال أيام موقفها من مستجدات الأحداث في اليمن، مشيرة في بيان أنها «مستمرة في العمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والمبعوثين الأممي والأمريكي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة في الجمهورية اليمنية الشقيقة» وتأمل السلطنة «أن تحقق هذه الاتصالات النتيجة المرجوّة في القريب العاجل وبما يعيد لليمن الشقيق أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة». وموقف السلطنة معروف من حرب اليمن منذ اليوم الأول لها في مارس من عام 2015، وبذلت في سبيل ذلك جهدا كبيرا في محاولة لتقريب وجهات النظر وحل القضية من جوهرها دون إغفال لأي جانب من جوانبها.

 وفي التأكيد الذي أصدرته أمس توضيح بأنها مع نتيجةٍ تحفظ أمن اليمن وتراعي مصالح دول المنطقة في الوقت نفسه، وهذا لا يتحقق إلا بتسوية شاملة لجذور الأزمة. وإذا تيقنا أن حرب اليمن ليست مجرد حرب داخلية بين فرقاء فيمكن أن نفهم أن الحل لا يكون إلا عبر مراعاة مصالح دول المنطقة. الواضح جدا من مجريات الأحداث الإقليمية والدولية أن أزمة اليمن في طريقها للحل، وفي القريب العاجل أيضا، ولكن المطلوب أن يكون الحل جذريا، ولا تبقى القضية على جمر يمكن أن يشتعل مع أي رياح تهب أو مع أي مواقف تتغير.

وتكشف الأحداث أن كل أطراف هذه الحرب قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الإنهاك ومن الخسائر، إضافة إلى أن المواقف الدولية وخاصة الموقف الأمريكي قد تغير جذريا من هذه الحرب التي خلفت اليمن بلدا مفككا ومدمرا وشعبه يعيش أقسى مجاعة عرفتها منطقة الجزيرة العربية خلال قرن على الأقل.
والواضح أن هذه هي أهم فرصة لإنهاء الحرب وحل النزاع بشكل جذري، في وقت لا يرغب الجميع فيه بمواصلة هذا القتال ولا بتحملِ أعبائه وآثاره المالية والاقتصادية وكذلك الإنسانية، في حين تدعم القوى الدولية الحل الشامل للأزمة بل وتمارس ضغوطها على كل الأطراف لتحقيقه في أقرب وقت.

وتعلم السلطنة أن هذه أهم فرصة لتحقيق حلم السلام في اليمن بعد سنوات من الدمار، ولذلك فإن مساعيها الحثيثة مستمرة تكاد تكون هي مركز الأحداث والمرجع فيه، سواء للأطراف العربية أو للوسطاء الأمميين، ولكن كل ذلك يجري بعيدا عن الأضواء من أجل تركيز أكبر على الهدف المنشود، وهو عودة الاستقرار لليمن. وستنجح الدبلوماسية العمانية في المساعدة على إنهاء هذه الحرب التي خسر فيها الجميع، دون شك، عندما تحول الشعب اليمني العريق إلى شعب مشتت ومفكك، وربما كان ضحية لحرب لا يد له فيها ولا مصلحة حقيقية واضحة.

افتتاحية صحيفة عمان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى