إسرائيل وإيران: حرب سفن قرب اليمن .

> جميع المناطق المتاخمة للبحار، أو الممرات المائية، الصالحة للملاحة، التي تسير فيها الأنشطة البحرية، المتعلقة بالبنية التحتية للأشخاص، والبضائع، والسفن، ووسائل النقل الأخرى في المجال البحري، معرضة للعديد من التهديدات البحرية، والإرهاب، والقرصنة، لذا فأن التركيز على استراتيجية الأمن البحري، يجب أن يكون أولوية بالنسبة لليمن، للتكيف مع التطور والتغيير في الأمن العالمي، ولا ينبغي نسيان البُعد الجيوستراتيجي لحرية وأمن الاتصالات البحرية، والمقصود به، حرية الملاحة من ناحية التطور الحر للنشاط التجاري، والازدهار الاقتصادي والاجتماعي .

إن العمليات الحربية، والقرصنة البحرية، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، جعلت من بعض الدول في السابق، تخرج بدعاوى تدويل منطقة خليج عدن، الأمر الذي تنبهت له دول المنطقة، وقامت بتشكيل تحالف «دول البحر الأحمر وخليج عدن»، الذي يضم سبع دول "السعودية، ومصر، والأردن، واليمن، والسودان، وجيبوتي، والصومال "، والتحالف الجديد، كان بمثابة رسالة على أن الدول المطلة على البحر الأحمر، لديها القدرة على حماية سواحلها، وتأمين القنوات البحرية الحيوية، وضمان سلامة الملاحة البحرية فيها .

منطقة البحر الأحمر وبحر العرب، تشهد انتشارًا واسعًا لتهريب الأسلحة، والمخدرات، والقرصنة البحرية، فضلًا عن نشر مئات الألغام البحرية في البحر الأحمر، من قبل الجماعات الحوثية، لكن هناك خطر جديد بدأ يظهر على سطح مياه البحر الأحمر، وبحر العرب، ولا يبشر بخير، وهو حرب تفجير السفن التجارية بين إيران وإسرائيل، حيث أطلقت إيران الشهر الماضي صاروخًا على سفينة حاويات مملوكة لإسرائيل، في بحر العرب "لوري"، كانت تبحر متجهة من تنزانيا إلى الهند، قالت الحكومة الإسرائيلية حينها، إن "إسرائيل تعتقد أن هذا هجوم متعمد من جانب إيران" وامتنع مسؤولون إسرائيليون وقتها، حتى عن التعليق على الحادث، لكن هجوم الأمس، على السفينة الإيرانية، في البحر الأحمر، على ما يبدو هو رد إسرائيلي على ذلك الهجوم الإيراني في بحر العرب، وهذا بمثابة مؤشر على أن المواجهة بين إيران وإسرائيل في البحر الأحمر، والعرب، وقبالة البحار اليمنية، تتصاعد بشكل خطير.

ضربت إسرائيل ما لا يقل عن 12 سفينة، معظمها كانت تنقل النفط الإيراني، في انتهاك للعقوبات الدولية، باستخدام الألغام، وأسلحة أخرى، وأغلب الضربات الإسرائيلية، كانت في البحر الأحمر، بالقرب من تحالف «دول البحر الأحمر وخليج عدن»، الذي بالإضافة لمهامه الاقتصادية، والتنموية، والبيئية، والتجارية، والاستثمارية، هناك أيضا جوانب جوهرية مهمة أمنية وعسكرية، التي لم نرها حتى الأن، ولم نرى أي موقف، أو تصريح، بشأن حرب السفن التجارية، بين إسرائيل وإيران، في مياه البحر الأحمر، أما اليمن التي تقع أكثر عمليات التفجيرات على مقربة من بحارها، لازالت مثل (أبو الهول) صامتة، وكـأن الصراع بين إيران وإسرائيل، يجري ليس بالقرب من منافذها، وخطوط الملاحة البحرية التابعة لها؛ بل في مياه المحيط الهادئ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى