صحابة رسول الله.. الزبير بن العوام "حواري رسول الله"

> هو من العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهو من أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب؛ ليختاروا من بينهم خليفة يحرس الدين، ويسوس الدنيا، وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي ناصره على عدوه و مؤازره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي حواري، وإن حواري الزبير بن العوام".

هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، ويجتمع مع النبي ﷺ في قصي، هو أبن عمته، أمه صفية بنت عبد المطلب، تزوّج من أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، فأنجبت له عبد الله الذي يُكنّى به، وعروة، والمنذر، وعاصم، لكن هناك كنية أخرى للزبير رضي الله عنه كانت قد كنته بها أمه صفية، وهي أبو الطاهر.

إسلام الزبير بن العوام
أسلم الزبير بن العوام في صغره، على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولما اعتنق الزبير بن العوام دين الإسلام، وتابع سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، غضب عليه قومه، وتعرّض للتعذيب، وآذوه حتى يرجع عن دينه، لكنه لم يذعن لهم ولكل وسائل الأذى و التعذيب، وثبت على إسلامه. لقد كان عم الزبير بن العوام هو الذي يتولى التنكيل به حتى يرده عن دينه، فقد روي أن عم الزبير كان يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول : ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير: لا أرجع أبدا.

الزبير بن العوام من أوائل الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، فنال شرف الهجرة وثوابها، وهاجر أيضا إلى المدينة المنورة، فنال شرف الهجرة الثانية وأجرها، ولقد آخى الرسول بينه وبين عبدالله بن مسعود.

جهاد الزبير بن العوام في سبيل الله
لم تقتصر تضحية الزبير وجهاده على بذل نفسه في سبيل الله فقط، بل كان مجاهدا بماله أيضا، حيث كان من أثرياء القوم. ضرب الزبير بن العوّام رضي الله عنه أروع الأمثلة في التضحية والجهاد في سبيل الله، وكان من السبّاقين للجهاد، فهو أول من سلّ سيفه في الإسلام، وكان يُقال أنّ الزبير بن العوام رجلٌ بألف فارسٍ. شهد المعارك كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقاتل في بدر، وأُحد، وشهد الأحزاب، وكان حاضرا في كلّ معارك المسلمين الفاصلة، وقد كانت الجروح، التي ملأت جسده حتى وصلت إلى الفرج، وصدره الذي كان يُشبه العيون من كثرة الطعنات والضربات، خير شاهدٍ ودليلٍ على تضحيته وفدائه، وقد عُرف بالفروسية والشجاعة، وكان صاحب المهمات الصعبة في الجهاد، ونُقل عنه الكثير من المواقف البطولية منها:

معركة بدر:
قاتل الزبير بن العوّام رضي الله عنه في معركة بدر قتال الأبطال، ورُوي أنّ المعركة جمعته برجلٍ من صناديد الكفر، وهو عبيدة بن سعيد بن العاص، الذي كان يلقّب بأبي ذات الكرش، فلمّا التقى به كان الرجل مدججا بالدروع، لا يُرى منه إلّا عيناه، فضربه الزبير رضي الله عنه برمحٍ قصيرٍ؛ فاخترق الرمح عينه، فمات على الفور.
وفي غزوة أحد، عندما أشيع أن رسول الله قتل، ذهل المسلمون، وزلزلوا زلزالا شديدا، ولم يثبت إلا القليل، وكان الزبير رضى الله عنه من الثابتين في أماكنهم يقاتلون المشركين بكل ما أوتوا من قوة وبسالة.

فتح مصر:
كان للزبير بن العوام رضي الله عنه فضلا عظيما في فتح مصر؛ فعندما استعصى أحد الحصون على جيش المسلمين دام الحصار أكثر من سبعة أشهرٍ، كان الفرج على يد الزبير رضي الله عنه، حين قال: "أهب نفسي لله وللمسلمين"، ثمّ تقدّم نحو الحصن، وأمر الجند أن ينطلقوا نحو الباب عند سماع تكبيراته، ثمّ وضع سلّماً طويلاً على جدار الحصن، وألقى بنفسه وسط الأعداء، فلمّا تنبّهوا قاتلهم بشدّةٍ، حتى وصل إلى باب الحصن، وفتحه ثمّ كبّر، فهجم الجنود نحو الباب، ودخلوا الحصن، وتمّ الفتح العظيم.

معركة اليرموك:
كانت معركة اليرموك من أصعب المعارك على المسلمين، فقد كان عدد الروم يومها مئتي ألف مقاتل، فقد روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنّه قال: "إنّ أصحاب الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للزبير يومَ اليرموك: ألا تشدّ فنشدّ معك؟ فقال: إنّي إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شقّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أُحُد، ثمّ رجع مقبلا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يومَ بدر، قال عروة: كنتُ أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير".

استشهاد الزبير بن العوام
استشهد الزبير بن العوام رضي الله عنه غدرا، وهو يصلّي على يد رجلٍ اسمه عمرو بن جرموز، من أهل الفتنة، التي وقعت في عهد الخليفة علي بن أبي طالب وتجنبها الزبير، فلمّا وصلت الأخبار إلى علي بن أبي طالب غضب غضبا شديدا، وقال: "بشّروا قاتل ابن صفية بالنار"، وعندما أحضروا إليه سيف الزبير بن العوام بكى بكاءً شديدا، وأخذ يقبّل السيف ويقول: "سيفٌ طالما، والله، جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى