صحابة رسول الله.. بلال بن رباح "أول مؤذنٍ في الإسلام»

> أول مؤذنٍ في الإسلام بلال بن رباح رضي الله عنه، الحبشي التيمي القرشي بالولاء. يكنى بأبي عبد الله أو بأبي عبد الرحمن، كان بلال نحيفًا، طويلًا، شديد السُّمرة، حسن الصوت.

إسلام بلال بن رباح وتعذيبه
كان من السابقين إلى الإسلام، وقد رُوي أن رسول الله وأبا بكر اعتزلا في غار، فبينما هما كذلك إذ مرّ بهما بلال، وهو في غنم عبد الله بن جدعان، وبلال مُولَّد من مولدي مكة. وكان لعبد الله بمكة مائة مملوك مولّد، فلما بعث الله نبيه أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلالاً يرعى عليه غنمه تلك. فأطلع رسول الله رأسه من ذلك الغار، فقال: "يا راعي، هل من لبن؟" فقال بلال: ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم. فقال رسول الله: "اِيت بها". فجاء بها فدعا رسول الله بقعبه فاعتقلها رسول الله فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت، ثم قال: "هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله". فأسلم، وقال: "اكتم إسلامك". ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: لقد رعيت مرعى طيبًا فعليك به. فعاد إليه ثلاثة أيام يستقيهما ويتعلم الإسلام، حتى علم المشركون بإسلامه، فقاموا بتعذيبه أشد العذاب.

تسمّع بلال بخبر دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلم في مكة، فكان يستمع إلى أحاديث سادته في قريش فدخل بلال يوما الكعبة وجعل يبصق على أصنام قريش فعذّبه المشركون بسبب إسلامه، فكان أمية بن خلف يعذّبه في الحرّ الشديد في صحراء مكة المكرمة، ويضع الصخرة العظيمة على صدره، ليعود إلى عبادة اللات والعزى، فكان بلال يردد كلمة واحدة :"أحد أحد"، ومرَّ به ورقة بن نوفل، هو ابن عم خديجة بنت خويلد، وهو يعذب ويقول: "أحد ...أحد"، فقال: له يا بلال أحد أحد، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً "، أي بركة، فاشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثمّ أعتقه، فلزم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وآخى بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشهد مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- جميع المشاهد، وكان خازناً له.

بلال بن رباح رضي الله عنه: نال الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه منزلة أوّل مؤذنٍ للنبي صلى الله عليه وسلم، وشارك في العديد من غزوات النبيّ صلى الله عليه وسلم وسائر الأحداث الهامة في الإسلام ، وقد شهد بلال مع النبي محمد غزوة بدر، وقتل يومها أمية بن خلف، مولاه السابق الذي كان يُعذّبه، وعند فتح مكة المكرَّمة، أراد الحبيبي المصطفى تكريم بلال في المكان الذي كان يعذب فيه أمام الناس جميعاً عند الكعبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أين بلال؟"، قال: "ها أنا ذا يا رسول الله"، فأخده رسول الله ليدخل ويصلي معه داخل الكعبة وقال: "اصعد الكعبة وأذن فوقها"، فصَعد بلال بن رباح على ظهر الكعبة المُشرَّفة، بإسناد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وصدح بالأذان ليُعلن هزيمة المشركين، الذين حاربوا الأذان والدعوة لسنواتٍ طويلة. هذا هو عدل رسولنا الكريم بعينه للمستضعفين.

بعد وفاة النبي محمد، أبى بلال أن يؤذن لأحد بعد النبي محمد، وأراد أن يكون مرابطا ومجاهدا بقية حياته في سبيل الله حتى يموت، إلا مرة واحدة ناشدوه فيها أن يؤذّن، وبالتّحديد في عهد خلافة عمر بن الخطاب عندما قام بفتح الشام، وما أن بدأ يعلو صوت بلال بالأذان حتى بلغ قوله «أشهد أن محمدًا رسول الله»، فأجهش بالبكاء وضجّت المدينة ببكاء المسلمين، فقد أحيا صوت بلال في قلوبهم ذكرى النبيّ صلى الله عليه وسلم عندما كان بينهم، وقد توفّي بلال بن رباح رضي الله عنه بعدما تجاوز الستّين من عمره قضاها في نصرة الإسلام والدعوة له.

مكانة بلال بن رباح وفضله:
روى مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لبلال عند صلاة الغداة: "يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة؛ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة". قال بلال : ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورًا تامًّا في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي.

وروى البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله قال: كان عمر يقول: "أبو بكر سيدُنا، وأعتق سيدَنا"، يعني بلالا.
وكان بلال أول من أذَّن للصلاة في الإسلام، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله: "نعم المرء بلال، هو سيد المؤذنين، ولا يتبعه إلا مؤذن، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة".

مواقف من حياة بلال بن رباح
هذه بعض الصفات التي اتّصف بها بلال رضي الله عنه، وأكّدتّها مواقفه مع النبيّ والصحابة الكرام:
المبادرة والسبق، فكان سابع من أعلن إسلامه مع النبيّ عليه السلام.

الصبر على التعذيب، والثبات في سبيل الله. رواية بلال رضي الله عنه لشيءٍ من أحاديث النبيّ عليه السلام، حتى نقل عنه أكثر من عشرين، بينهم صحابة وتابعون.
التواضع؛ فكان دائما ما يُذكّر نفسه أنّه كان عبدا يوما ما.

جهاده؛ إذ إنّه شَهِد كُلّ الغزوات مع النبيّ، عليه السلام، ولم يتخلّف عن أيٍ منها.
جمال صوته الذي جعله مؤذن النبيّ في المدينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى