بعد رفع قيمتها.. اليمنيون ساخطون من جباية "الزكاة" لصالح جيوب الحوثيين

> ​أمست الزكاة بالنسبة للتجار وأصحاب المحال الصغيرة والكبيرة في مناطق سيطرة الحوثيين في شمال اليمن، هاجسا مخيفا، بعد أن رفعت الميليشيات الحوثية قيمتها بنسبة 300% عما كانت عليه العام الماضي 2020.
وتحول تحصيل الزكاة إلى إجبار التجار على دفع مبالغ مالية كبيرة يعتبرها الكثير إتاوات وجبايات تذهب إلى حسابات مصرفية لقيادات حوثية في صنعاء.

وكانت جماعة الحوثي قد استحدثت قبل ثلاث سنوات هيئة جديدة لجباية الزكاة بعد أن ألغت مصلحة الواجبات الزكوية التي كانت تتبع إداريا للسلطات المحلية في المحافظات، ونقلت صلاحياتها إلى جهاز رئاسة الجمهورية لتشرف عليها بشكل مباشر قيادات حوثية بارزة في مقدمتها ”أحمد حامد“.
عبدالله الصرمي، وهو تاجر تجزئة في حي المطار بصنعاء، كان أمام محلة الصغير، عندما احتد النقاش مع موظفين يتبعون ”الزكاة“ قبل أن يبادره أحدهم بإطلاق النار على ساقه، منتصف الأسبوع الحالي، بحسب شهود عيان تحدثوا إلى ”إرم نيوز“.

تلك الحادثة، والتعامل الذي اتبعه الموظفون بنقل المصاب إلى السجن بدلاً من المستشفى، أثارا سخطا بين التجار والمواطنين على حد سواء. ولمحاولة التعتيم على القضية، تم نقل المصاب إلى المستشفى بعد ساعات من سجنة وحل القضية ودياً بتعويض التاجر.
وبدأت جماعة الحوثي حشد مواردها المالية من التجار والمستثمرين وأصحاب المحال التجارية، منذ أول أيام شهر رمضان، ليفاجأ الكثير برفع نسبة تحصيل الزكاة لهذا العام بشكل ”مبالغ فيه“ وفق توصيف تاجر الهواتف ناصر عبد الرحمن.

وقال عبدالرحمن لـ“إرم نيوز“: ”العام الفائت تم رفع نسبة تحصيل الزكاة عما كان عليه العام الذي سبق، وهذا العام تم رفع المبلغ، وفي ثلاثة أعوام تمت مضاعفة الزكاة إلى 500% عما كانت عليه قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء وانقلابهم على السلطة في العام 2014.
وأوضح أن التجار وأصحاب المحال التجارية باتوا أمام خيارين، إما الدفع وإما إغلاق محلاتهم. وتابع: ”القوة الشرائية للمواطنين ضئيلة، ونسبة الأرباح هامشية جداً، ومع هذا يتم إجبارنا على دفع إتاوات تحت مسميات متعددة منها الضرائب أو الزكاة ومجهود حربي. بات الوضع أن جماعة الحوثي شريك للتجار“.

ويتم نقل التجار الذين يرفضون دفع تلك المبالغ على باصات نقل متوسط إلى سجون تديرها جماعة الحوثي. وقال مصدر محلي، رفض الكشف عن هويته، إنه في ”إحدى المرات تم نقل 17 دفعة من التجار وتوزيعها على عدة سجون منها سجن في مبنى هيئة الزكاة بصنعاء“.
وأضاف: ”نسبة كبيرة من المبالغ التي تحصلها الهيئة تذهب إلى حسابات مصرفية لدعم جبهات الحرب، وما يتم الإعلان عنه من أرقام كتحصيل للزكاة لا يتجاوز 30%“.

وقال: ”حصل فرع هيئة الزكاة في أمانة العاصمة نحو ستة مليارات ريال خلال شهر رمضان الفائت، مع ذلك لم يتم الإعلان سوى عن تحصيل نحو ثلاثة مليارات فقط، وذهبت المبالغ المتبقية إلى الحوثيين، ويتم صرف جزء منها لمقاتليهم، والجزء الآخر على هيئة مشاريع استثمارية يديرونها أو شراء العقارات والأراضي“.
وتعد ”الزكاة“ واحدا من مصادر تمويل جماعة الحوثي منذ تأسيسها وسيطرتها على مدينة صعدة في العام 2011، فقد كانت تتحصل على أكثر من مليار ريال سنويا على خلفية جبايتها للزكاة من المواطنين والتجار، ما ساعدها على التمويل الذاتي وزيادة مقاتليها وشراء السلاح وولاء زعماء القبائل.
ورفعت الميليشيات الحوثية قيمة زكاة الفطر في مناطق سيطرتها العام الحالي، وذلك بزيادة خمسين ريالا عما كانت عليه في العام 2020، بحجة ارتفاع أسعار الحبوب عما كانت عليه العام الماضي، لتصل زكاة الفطر إلى 550 ريالا (نحو دولار واحد) عن الشخص الواحد في مناطق سيطرة الحوثيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى