من علماء المسلمين .. أبو الوفاء البوزجاني

> أبو الوفاء محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني (328 هـ - 388 هـ / 940 - 998م)
عالِم رياضيات مسلم من خراسان، وعالم فلك عمل في بغداد، ولد في مدينة بوزجان بخراسان سنة (328 هـ / 940م). بإقليم نيسابور. انتقل إلى بغداد عام 959 واستقر بها حتى وفاته (387 هـ / 998م، من أعظم رياضيي المسلمين، ومن الذين لهم فضل كبير في تقدم العلوم الرياضية.

صورة مرسومة لأبو الوفاء البوزجاني
صورة مرسومة لأبو الوفاء البوزجاني
ولد في بوزجان، وهي بلدة صغيرة بين هراة ونيسابور، في مستهل رمضان سنة 328 هـ. قرأ على عمه المعروف بأبي عمرو المغازلي، وعلى خاله المعروف بأبي عبد الله محمد بن عنبسة، ما كان من العدديّات والحسابيات، ولما بلغ العشرين من العمر انتقل إلى بغداد حيث فاضت قريحته، ولمع اسمه، وظهر للناس إنتاجه في كتبه ورسائله وشروحه لمؤلفات إقليدس وديوفنتس والخوارزمي.

وفي بغداد، قدم أبو الوفاء سنة 370 هـ أبا حيان التوحيدي إلى الوزير ابن سعدان فباشر في داره مجالسه الشهيرة التي دوّن أحداثها في كتاب الإمتاع والمؤانسة، وقدمه إلى أبي الوفاء. في بغداد قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس. وقد انتخب ليكون أحد أعضاء المرصد الذي أنشأه شرف الدولة، في سراية، سنة 377 هـ. وكانت وفاته في 3 رجب 388 هـ على الأرجح.

يعتبر أبو الوفاء أحد الأئمة المعدودين في الفلك والرياضيات، وله فيها مؤلفات قيمة، وكان من أشهر الذين برعوا في الهندسة، أما في الجبر فقد زاد على بحوث الخوارزمي زيادات تعتبر أساسا لعلاقة الجبر بالهندسة، وهو أول من وضع النسبة المثلثية (ظلّ) وهو أول من استعملها في حلول المسائل الرياضية، وأوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب، وكانت جداوله دقيقة، حتى أن جيب زاوية 30 درجة كان صحيحا إلى ثمانية أرقام عشرية، ووضع البوزجاني بعض المعادلات التي تتعلق بجيب زاويتين، وكشف بعض العلاقات بين الجيب والمماس والقاطع ونظائرها.

وظهرت عبقرية البوزجاني في نواح أخرى كان لها الأثر الكبير في فن الرسم، فوضع كتاباً عنوانه "كتاب في عمل المسطرة والبركار والكونيا" ويقصد بالكونيا المثلث القائم الزاوية. وفي هذا الكتاب طرق خاصة مبتكرة لكيفية الرسم واستعمال الآلات كذلك.
الصفحة 18 من كتاب (فيما یحتاج إليه الصانع من أعمال الهندسة) لأبي الوفاء البوزجاني
الصفحة 18 من كتاب (فيما یحتاج إليه الصانع من أعمال الهندسة) لأبي الوفاء البوزجاني

وفوق ذلك كله، كان من الذين مهدوا لإيجاد الهندسة التحليلية بوضعه حلولا هندسية لبعض المعادلات الجبرية العالية. وقد أعجب ببحوثه بعض العلماء الغربيين، فراحوا يدعون محتويات كتبه لأنفسهم، وللبوزجاني ميزة على سواه من العلماء المسلمين، هي أنه وضع مؤلفات ورسائل في الرياضيات والفلك للخاصة والعامة، أفاد منها العلماء المتخصصين من جهة، كما أفاد منها عامة الشعب، من جهة ثانية في أعمالهم وحياتهم اليومية .

وكان أبو الوفاء أول من صنع أداة (الربع) لمراقبة السماء. لقد قيل إنه تأثر بأعمال البتاني، حيث وصف البتاني أداة الربع في كتابه كتاب الزيج، في عام 997 ، شارك في تجربة لتحديد الفرق في التوقيت المحلي بين موقعه وموقع البيروني (الذي كان يعيش في كاث، وهو الآن جزء من أوزبكستان)، من المعروف أيضًا أن أبا الوفا قد عمل مع أبي سهل القحي، الذي كان صانعًا شهيرًا للأدوات الفلكية.

ومن بين أعماله في علم الفلك، لم تعد هناك سوى أطروحات السبعة الأولى من كتابه. يغطي العمل مواضوعات عديدة في مجالات علم المثلثات الكروية ونظرية الكواكب وحلول لتحديد اتجاه القبلة، وقد وصفه الباحث جورج سارتون بأنه من أعظم علماء الرياضيات في الإسلام، ويقول الباحث كارادي فو إن الخدمات التي قدمها أبو الوفاء لعلم المثلثات لا يمكن أن يجادل فيها، فبفضله أصبح هذا العلم أكثر بساطة ووضوحا.

أما في الهندسة فقد كان أبو الوفاء عالما عبقريا، فقد عالج عددا من المسائل بخبرة كبيرة. وفي الفلك حسب مواقع الأجرام الفلكية، وطور جهازا لحساب درجة ميل الأجرام الفلكية.

ترك البوزجاني مؤلفات قيمة منها:

• الزيج الشامل

• كتاب الكامل وهو 3 مقالات: الأولى فيما يجب معرفته قبل التعرض لحركة الكواكب، والثانية في حركات الكواكب، والثالثة في الأمور التي تعرض لحركات الكواكب.

• كتاب فيما يحتاج إليه الكتاب والعمال من علم الحساب

• كتاب المجسطي، وهو أشهر مؤلفاته وهو محفوظ في مكتبة باريس الوطنية

• كتاب فيما يحتاج إليه الصانع من أعمال الهندسة.

وقد استفاد في هذا الكتاب من مؤلفات إقليدس وأرشميدس وهيرون، وركز على المسائل المستعصية عند الإغريق، مثل تضعيف المكعب، ومحاولة تثليث الزاوية، وتربيع الدائرة.

• كتاب فاخر بالحساب استعمل فيه الحروف الأبجدية بدلاً من الأرقام العربية.

• كتاب حساب اليد.

• كتاب زيج الوادي وهو كتاب فريد من نوعه، ويحتوي على كثير مما رصده في مرصده المشهور في بغداد.

وتخليدا لذكراه أطلق اسمه على فوهة بركانية بفوهة أبي الوفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى